[صور من فرنسا!!!]
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 08:04 ص]ـ
تثير ظاهرة اعتناق كثير من الفرنسيين الدين الحق، دين النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، انتباه كثير من المسلمين العرب، وتعرض فضائية "الجزيرة" على سبيل المثال من آن لآخر نماذج من المسلمين الفرنسيين، فعلى سبيل المثال:
عرض برنامج "زيارة خاصة" لقاءين مع فرنسيين اعتنقا الإسلام:
أحدهما في صيف العام الماضي، مع: "سيرج"، أو عبد الله، إن لم تخني الذاكرة، طالب العلم الفرنسي، الذي اعتنق الإسلام، واستقر في "موريتانيا" طلبا للعلم على يد "الشناقطة" وشهرتهم في هذا المضمار تغني عن الذكر فضلا عن الوصف، فلهم طريقة تشبه طريقة السلف في التفرغ وملازمة الشيخ، ولهم عناية كبيرة بكتب التراث، والمتون العلمية، لاسيما في النحو والأصول فهم من أبرع الناس فيها على مستوى العالم الإسلامي قاطبة.
وكان اللقاء ممتعا بحق، عرض فيه سيرج رحلته مع الإسلام، وطلب العلم، واشتغاله بـ: "متن خليل" أشهر متون المالكية، رحمهم الله، و "ألفية ابن مالك" .......... إلخ من الكتب والمتون التي انتهى من تحصيلها في رحلته العلمية، وعرض خططه في المستقبل في العودة إلى فرنسا، ودعوة الفرنسيين إلى الإسلام، وكان كلامه كلام إنسان متزن، ظهرت بركة العلم الشرعي في عقله ولفظه، ولكن للأسف الشديد: ذكر سيرج لمقدم البرنامج أنه ينتمي إلى الطريقة: "التيجانية"، وهي طريقة صوفية منحرفة، أسسها: "أحمد التيجاني"، وكان لها دور كبير في تثبيت أقدام المستعمر في بلاد المغرب، ولا زال لها أتباع إلى يومنا هذا في دول المغرب، على الرغم من انحرافها الشديد، ولا يعني هذا الحكم على كل أتباعها بحكم واحد، فهم متفاوتون قربا أو بعدا من السنة بمقدار قربهم أو بعدهم من الطريقة، ولم يذكر سيرج من أنشطته "الصوفية" سوى المداومة على الوظيفة، أي: الورد اليومي للطريقة، وغالبا إن لم يكن دائما ما يكون وردا مبتدعا وضعه شيوخ الطريقة مضاهاة للورد الشرعي الثابت، ومع الطريقة التيجانية يزداد الأمر سوءا إذا علمنا أن أحمد التيجاني، قد وضع لأتباعه من بنات أفكاره صلاة سماها: "صلاة الفاتح" زعم أنها: تعدل كل ذكر تلي في الأرض ستة آلاف مرة!!!!.
وكان اللقاء الثاني في نفس البرنامج في شهر مارس الماضي، مع أحد علماء الفلك الفرنسيين ويدعى: "البروفيسور: عبد الحق"، وهو فرنسي أسلم، وله، أيضا، اهتمامات صوفية، وإذا ذكرت الصوفية في فرنسا، فلابد من ذكر: ابن عربي الطائي، المتوفى سنة: 638 هـ، مقدم الاتحادية، وحامل لواء مقالتهم في "وحدة الوجود"، وحدة: عين، فالوجود كله: عين واحدة، فلا فارق بين رب وعبد كما قال قائلهم:
العبد رب والرب عبد ******* يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب ******* أو قلت رب أنى يكلف
فكيف يكلف العبد بالشريعة الظاهرة، وهو عند المحققين، ذات الرب، والرب لا يجري عليه التكليف، ولذا استحل كبارهم الفواحش بحجة سقوط التكليف وبلوغ رتبة التحقيق التي لم يبلغها الأوائل من أمثال الجنيد، رحمه الله، الذي أجاب سائله عن التوحيد بقوله: "إفراد الحدوث عن القدم"، فميز بيت الرب والعبد لسلامة عقله ودينه.
وقول أحد خبثائهم، تعالى الملك الحق عما يقول علوا كبيرا:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ******* وما الله إلا راهب في كنيسة
فالاتحاد العام يكون بكل الذوات وإن نجست!!.
وقول شاعر "العشق الإلهي"!!! عمر بن الفارض:
كلانا مصل واحد ساجد إلى ******* حقيقته بالجمع في كل مسجد
ومنشأ الشبهة عند أصحابها أنهم ظنوا الوجود نوعا تستوي فيه كل أفراده، فسووا بين وجود الخالق، عز وجل، ووجود المخلوق، فمجرد اشتراكهما في وصف الوجود الكلي المشترك كاف في التسوية بين وجوديهما من كل وجه، والصحيح أن الوجود الكلي المطلق: نوع تندرج تحته أفراد، تختلف تبعا لاختلاف حقائقها، فوجود الخالق، جل وعلا، فرع على ذاته القدسية فكما أنه ليس كمثله شيء في ذاته، فكذا في وجوده وسائر صفاته العلية، فوجوده: الأزلي الأبدي، فهو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فليس بعده شيء، لا يعتريه نقص من لغوب أو سنة أو نوم أو مرض أو موت ............ إلخ من عوارض النقص التي تعتري الخلق
¥