ما الفرق بين (قِراءات) و (قَراءات)؟!
ـ[الزكي]ــــــــ[16 - 01 - 2009, 11:53 م]ـ
:::
سلامي الولائي عليكم
أساتذتي الأعزاء؛ رعتكم عناية الله
طالعنا أحد الشباب في حوار له مع أحد ممن يتسمون بـ (دعاة الحداثة) أنه لا يرى بأساً في عملية تعدد القراءات في الدين، ويتذرع بأنه هناك فرق بين قِراءات (بالكسر)،وقَراءات (بالفتح)!
ويدّعي بأن معناها بالفتح (قََراءات):اجتهادات أو إفهام (أفهام)!!
فهل للأساتذة في ذلك رأي أو إفادة؟!
كما أود أن تسمحوا لي بسؤال آخر من أسئلة أهل الحداثة:
ما الفرق بين (المجاز) و (الكذب)؟!
رعاكم الله،،
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 09:21 ص]ـ
المجاز أبلغ من الحقيقة
أخي الكريم،
الحقيقة هي استعمال اللفظ فيما وضع له أي بمعناه الحرفي، وأما المجاز فهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له، وفي غير معناه الحرفي، بشرط وجود علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المراد، وقيام قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي. ومتى اشتهر اللفظ في معناه المجازي صار حقيقةً عرفية له حكم الحقيقة كما أفاد علماء اللغة.
وأما ادعاء بعض المتفيقهين بأن المجاز أخو الكذب، أو أنه استعارة ناتجة عن الضيق بالحقيقة، فهو ادعاء باطل بكل المقاييس، ولا دليل عليه، وذلك لأن المجاز واقع في كلام الله بإجماع العلماء، والله منزه عن الكذب سبحانه، وذلك محال عليه، بل إن غالبية العلماء قد اتفقوا على أن المجاز أبلغ من الحقيقة.
إذا سال الوادي ففلت: "سال الوادي" فهو كلام عربي سليم، وهو حقيقة مجازية، لأن الوادي في الحقيقة لا يسيل، بل إن الذي يسيل في الأصل هو ماؤه، وأما من أراد الكذب، ولم يرد قول الحقيقة فعليه أن ينفي ويقول: "لم يسل الوادي"، وهذا هو الكذب!
يقول العرب: "نزل السحاب" أو "نزل السماء" أز "أمطرت السماء نباتًا"، مع أن النازل هو المطر، فهذا مجاز وليس كذبا، قال الشاعر: إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا.
ويقول العرب: "لا يفضض الله فاك" يقصدون "أسنانك".
ويقولون: "رحل إلى الرفيق الأعلى" يقصدون "مات".
ويقولون: "بث الأمير العيون" أي "الجواسيس".
ويقولون: "فاهَ الخطيب بالدرر" أي "الكلمات الحِسان".
ويقولون: "فهمت الكتاب" أي "معناه".
ويقولون: "دخلت الشمس من الكوَّة" أي "ضوءها".
ويقولون: "جرى النهر" أي "ماؤه".
هذا هو المجاز، فلترجع إلى مظانه أخي الكريم، والله أعلم.
منذر أبو هواش
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 02:01 م]ـ
أتفق البلاغيّون على أن
الفرق بين المجاز والكذب؛ هو أن المجاز ليس كذباً؛ لأن التجوُّز يضع بين يدي المجاز قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي للفظ.
أما الكذب فإن الكاذب يحرص فيه على إخفاء حاله؛ ترويجاً للكذب الذي يريده,
وقد قال ابن حزم رحمة الله عليه:
في الإحكام في أصول الأحكام ,
أن الكذب: هو الإِخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه.
ـ[الزكي]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 10:15 ص]ـ
الأستاذين العزيزين رعاهما الله تعالى
أشكر لكما هذه المساهمة وهذا الرد الموفق إن شاء الله تعالى،راجيا لكما كل توفيق وسداد.
ولكن أراكما لم تتطرقا إلى الفرق بين القِراءات و القَراءات
رعاكم الله