تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد اختار الله، عز وجل، الموحدين في فلسطين للدفاع عن الأقصى، واختار آخرين ليأكلوا ويشربوا ويتناكحوا نكاح البهائم ثم يموتوا حتف أنوفهم!!! و: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ).

&&&&&

ومن الحيل أيضا: أن يسلي الإنسان نفسه بالتبرع مرة، ثم ينفض يده من القضية، وكأن ذلك هو كل المطلوب في هذه النازلة، أو يتسلى بمتابعة الأحداث على فضائية الجزيرة متابعة المسلسلات الدرامية، بحجة أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، فينشغل بذلك عن الدعاء لهم، ومشاركتهم ولو باتصال هاتفي أو كلمة في مجلس، أو ............. إلخ من صور المشاركة الممكنة في ظل هذا التضييق الذي نعاني منه، حتى صار سقف طموحاتنا إيصال معونة إنسانية عاجلة إلى غزة عبر معبر تسلط عليه قوم جبناء يخشون غضب يهود وأمريكا أكثر من خشيتهم غضب الجبار عز وجل.

والتكليف على قدر الاستطاعة، إذ هي مناطه، فلا يجب على العاجز ما يجب على القادر، ولا يجب على الفقير ما يجب على الغني، ولا يجب على الجاهل ما يجب على العالم، ولا يجب على المحكوم ما يجب على الحاكم، فلكل تكليفه، ولكل دور في نصرة الإسلام، أو هكذا يفترض.

وإلقاء المسؤولية بأكملها على الحكومات المتخاذلة حيلة أخرى لتبرئة الذمة!!.

&&&&&

ومن الحيل أيضا: ما يردده بعض السذج الآن في مصر عن حكمة القيادة السياسية المحنكة في مصر!!! التي تعمل شرطيا مخلصا يحرص على الحفاظ على أمن الدولة اللقيطة ربما أكثر من حرصها على أمنها القومي، فهي قيادة متعقلة لا تستجيب لمحاولات إقحامها في الصراع الحالي لتخوض حربا بالوكالة عن غيرها، وكأن أحدا قد طالبها بذلك أصلا!!!، وهل نصرة الموحدين إذا دهم العدو محلتهم استدراج للمسلمين ليخوضوا حروبا بالوكالة عن غيرهم؟!!!، ومع انحلال أوثق عرى الإيمان في القلب: عروة الولاء والبراء توقع أكثر من ذلك.

ولا زالت قيادتنا: "تمخمخ" كما مخمخت القيادة السابقة بعد حرب أكتوبر: "لحد ما ودت مصر في داهية بتوقيعها على معاهدة كامب ديفيد"، ومخمخة اللاحق من جنس مخمخة السابق، وهو أمر يستدعي القلق على مصر.

ووزير الخارجية المصري يلعب على نفس الوتر، فإن من لم يستجب لمبادرتنا، وهي ليست من كيسنا أصلا وإنما هي تعليمات من فوق، كما يقال عندنا في مصر، لإنقاذ يهود من ورطتهم في القطاع، من لم يستجب لها فليتحمل مسؤولية الدمار الذي حل بالقطاع، والأمين العام للمقاومة اللبنانية، يصطاد كعادته في الماء العكر، مطالبا بإمداد إخواننا في غزة بالسلاح، وهو مطلب مشروع، بل إنه من آكد صور النصرة لإخواننا في مقابل إمداد أمريكا المستمر ليهود بالسلاح والعتاد، ولكن الأمين العام لم يقصد إلا المزايدة لإثارة مزيد من القلاقل في مصر: القوة السنية الكبرى في المنطقة، وإن تراجع دورها السياسي في الآونة الأخيره لهزال قيادتها، فدعوة الجيش المصري لتحدي القيادة السياسية، وكلاهما قد عمه الفساد، في ظل احتقان شعبي من موقف مصر المخزي في هذه النازلة، هي دعوة لتخريب مصر من الداخل، دون تدخل خارجي، وذلك مما يمهد الطريق للمشروع الفارسي الطائفي الذي تمثله المقاومة اللبنانية في بلاد الشام، وفي إيران يتوجه القادة السياسيون بالشكر إلى الشعب المصري على مواقفه الداعمة لأهل غزة داعين إلى مزيد من الضغط على الحكومة المصرية، وهي دعوة أخرى لا تقل خبثا عن دعوة الأمين العام، فهي دعوى إلى تخريب مصر دون نظر إلى المصالح والمفاسد الشرعية، ولن يكلفهم الأمر سوى بضع تصريحات ماركة: "الجهاد عبر الميكروفونات"، وهي ماركة معتمدة، فليس لهم من الجهاد إلا الصراخ، أو جهاد أهل السنة، كما حدث في العراق، والحكومة المصرية بتخاذلها بل ونصرتها ليهود بإمدادهم بالغاز بأسعار "خيالية"، وتبني المبادرات التي تصب في قناتهم، وحصار إخوانهم مجاملة لهم ........... إلخ من صور ضخ دماء الحياة في عروق ذلك الكائن اللقيط، الحكومة المصرية بتلك التصرفات المستفزة هي التي أعطت الفرصة لكل من يزايد على دور مصر في الشرق المسلم.

&&&&&

ومما يسترعي الانتباه: خروج مفتي الجمهورية عن نص الصمت الذي التزمته المؤسسة الدينية في مصر منذ وقوع النازلة، إذ قال كلمة حق متأخرة جدا، في حق قتلة يهود، الذين وصفهم بالإفساد في الأرض، وكل من جاء بالحق استحق قوله القبول والشكر، فالحق يقبل من كل من جاء به. وبعض الحق بكلمة خير من لا شيء.

وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير