تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والآن تسوق مصر مشروع حصار دولي جديد على غزة هدفه هذه المرة: منع وصول السلاح إلى أيدي إخواننا في غزة، فهو الهدف الأسمى للمتآمرين بالأمس في: شرم الشيخ، فلا يعنيهم إعادة إعمار، أو فتح معابر، أو تدفق مساعدات إنسانية، وإنما يعنيهم في المقام الأول: التزامهم النصراني العقدي بالحفاظ على أمن يهود، فهو جزء من العقيدة النصرانية عموما، والغربية خصوصا، تمهيدا لنزول المسيح عليه السلام، ولا أعتقد أن ساركوزي ذي الجذور اليهودية سيرق قلبه لما وقع للموحدين في غزة بعد إمطارهم بأحدث نتاج آلة الدمار الأمريكية، بقدر رقته لما وقع لأبناء يهود من رعب جراء صواريخ المقاومة محلية الصنع!!!.

وفي الوقت الذي يحظر فيه السلاح على الموحدين في غزة، تبحر سفن الشحن الأمريكية المحملة بأحدث الذخائر إلى كيان يهود: عيني عينك، فتحمل نحو 3000 طن، أي: 3 مليون كيلوجرام من الذخائر لدك ديار المسلمين في غزة، بعد نفاد 200 ألف طن، فالبنادق التي يتم تهريبها عبر الأنفاق هي سبب الإشكال!!!، وأما ذخائر يهود فهي من قبيل: "بمب العيد" كما يقال عندنا في مصر!!!

وتلك صورة كربونية مما حدث للموحدين في البلقان، فكانت شحنات الذخائر الروسية تتواتر على صربيا التي تشارك روسيا عقيدتها الأرثوذكسية، فكانت خطوط الإمداد متصلة، وقل مثل ذلك في حق كرواتيا الكاثوليكية التي وقفت معها أوروبا الغربية: وقفة رجالة، كما يقال عندنا في مصر، في مقابل تجاهل وتخاذل إسلامي غير مستغرب، ولما سئل جورج بوش الأب آنذاك عن سر حظر السلاح على القوى المتصارعة في البلقان، وهو صوري بطبيعة الحال في حق الصرب والكروات فعلي في حق المسلمين، أجاب في استهبال منقطع النظير: إن مزيدا من السلاح يعني مزيدا من الدماء، فتتسلح صربيا وكرواتيا بما أرادتا، ولا يتسلح المسلمون لئلا تراق الدماء، فسلاح المسلمين هو الوحيد الذي يريق الدماء، وهذه هي الديمقراطية الغربية التي تحكم الأرض الآن، عقوبة للبشرية التي أعرضت عن توحيد الباري عز وجل.

ومما استفاده المسلمون من نازلة غزة:

سقوط الأقنعة التي كانت تخفي ملامح التخاذل والتآمر، فلم يتوقف ضخ الغاز الطبيعي ليهود، ولم يتوقف ضخ البترول الذي تدار به آله الدمار الأمريكية التي زودت يهود بما يلزمها من حمم تصب على رؤوس الموحدين، وقبل ذلك فتحت الدول الإسلامية أراضيها ومعابرها البحرية والجوية لجيوش عباد الصليب التي استباحت بيضة الإسلام في أرض الرافدين، فهذه: دول محور الاعتدال.

وأما دول محور الممانعة، فعن جرائمها في حق الموحدين في العراق ومخيمات الشتات في لبنان فحدث ولا حرج، ولم يكن لها من نصيب في جهاد يهود في هذه النازلة إلا: جهاد الصراخ خلف الميكروفونات، بل إن الفرس قد منعوا مظاهرات عربية في الأهواز تضامنا مع أهل غزة في شعوبية مقيتة ليست بمستغربة، فبغض العرب الفاتحين باسم الإسلام، ورسم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، تجري في عروقهم الكسروية.

وأما المجتمع الدولي: فتآمره لا يحتاج مزيد تعليق، فولاؤه ليهود: ولاء عقدي صميم.

وأما قيادتكم المفروضة عليكم فرضا فخيانتهم هي الأخرى لا تحتاج مزيد تعليق:

http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/aza-fi-wagh-elehtelal/2009/01/17/75422.html

ويا أهل غزة: هذه هي الخيارات المطروحة، و: الوحدة خير من جليس السوء، فقد تخلى عنكم القريب والبعيد، ولا يضركم من خذلكم إذا اعتصمتم بحبل الله المتين.

ويا أهل غزة: إن عفوتم عنا نحن المصريين، أحق الناس بنصرتكم وأعظم الناس خذلانا لكم في هذه النازلة، إن عفوتم ففضلا، وإن عاقبتم فعدلا، فعذرا إذ ليس فينا من هو أهل لنصرتكم.

ويا أهل غزة: منحة في محنة، خرجتم منها مرفوعي الرأس، فمن قتل، فالله المسؤول أن يكون قد حط رحاله الآن في الجنة، ومن بقي فعزيزا لم يحن رأسه لشذاذ الآفاق وذاك الظن بكم.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 03:07 م]ـ

شكرًا شكرا يا صحفي ومحلل الفصيح، ولا تقطع عنا بياناتك اليومية.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 05:03 م]ـ

ويا أهل غزة: هذه هي الخيارات المطروحة، و: الوحدة خير من جليس السوء، فقد تخلى عنكم القريب والبعيد، ولا يضركم من خذلكم إذا اعتصمتم بحبل الله المتين.

ويا أهل غزة: إن عفوتم عنا نحن المصريين، أحق الناس بنصرتكم وأعظم الناس خذلانا لكم في هذه النازلة، إن عفوتم ففضلا، وإن عاقبتم فعدلا، فعذرا إذ ليس فينا من هو أهل لنصرتكم.

ويا أهل غزة: منحة في محنة، خرجتم منها مرفوعي الرأس، فمن قتل، فالله المسؤول أن يكون قد حط رحاله الآن في الجنة، ومن بقي فعزيزا لم يحن رأسه لشذاذ الآفاق وذاك الظن بكم. والله أعلى وأعلم.

لا نملك أمام هذه الكلمات إلا أن ندس رؤوسنا في التراب

لا يعود اللوم على مصر فقط في عدم النصرة, بل يرجع ذلك إلى الدول الإسلامية والعربية أجمع, ولا عذر لأحد.

فلو وقف الجميع وقفة المحاسب القائم على حدود الله لما وصل الأمر إلى هذا الحد. ولا نقول إننا في مأمنٍ مما جرى ويجري, ووالله إن ما يحصل في غزة ليس منا ببعيد؛ إن لم ننتهِ, ونعود إلى مولانا, ونتخلص من ذلّ التبعية

ولا نرى أمام هذا التخاذل إلا أنّ ما تُرك بالأمس سيؤخذ في الغد

إذا ما أغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعكم

والله المستعان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير