تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويأتيكَ التفصيلُ: "إذْ نادى ربَّهُ نِداءً خفِيّاً (3) قالَ: ربِّ إنّي وَهَنَ العظمُ منّي واشتعلَ الرأسُ شَيْباً ولمْ أكنْ بدعائِكَ ربِّ شقيّاً (4) وإنّي خفتُ المواليَ منْ ورائي وكانتِ امرأتي عاقراً فَهبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وليّاً (5) يرثُني ويرثُ منْ آلِ يعقوبَ واجعلْهُ ربِّ رَضِيّاً (6) يا زكريّا إنّا نبشِّرُكَ بغلامٍ اسمُهُ يحيى لمْ نجعلْ لهُ منْ قبلُ سمِيّاً (7) قالَ ربِّ أنّى يكونُ لي غلامٌ وكانتِ امرأتي عاقراً وقدْ بلغتُ منَ الكِبَرِ عِتيّاً (8) قالَ كذلكَ قالَ ربُّكَ هوَ عليَّ هيِّنٌ وقدْ خلقتُكَ منْ قَبْلُ ولمْ تكُ شيئاً (9) قالَ: ربِّ اجعلْ لي آيةً قالَ: آيتُكَ ألّا تكلِّمَ الناسَ ثلاثَ ليلٍ سويّاً (10) فخرجَ على قومِهِ منَ المحرابِ فأوحى إليْهم أنْ سبِّحوا بُكرةً وعشيّاً (11) يا يحيى: خُذِ الكتابَ بقوّةٍ وآتيْناهُ الحكمَ صبيّاً (12) وحناناً مِنْ لدُنّا وزكاةً وكانَ تقيّاً (13) وبَرّاً بوالديْهِ ولمْ يكنْ جبّاراً عصيّاً (14) وسلامٌ عليْهِ يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعَثُ حيّاً (15) [من سورة مريم].

وقدْ يسألُ سائلٌ إلى ماذا ترمزُ ثلاثةُ الأيامِ في:"قالَ: ربِّ اجعلْ لي آيةً قالَ: آيتُكَ ألاّ تكلِّمَ الناسَ ثلاثةَ أيّامٍ إلاَ رمزاً واذْكُرْ ربَّكَ كثيراً وسبِّحْ بالعشيِّ والإبكارِ" (آل عمران: 41)؟ ..

هيَ تذكيرٌ بثلاثةِ أمورٍ خارقةٍ للعادةِ قدْ حصلتْ في قصةِ ميلادِ يحيى، وكانتْ بخلافِ المعهودِ، وهيَ:

1) عودةُ قدرةِ الإنجاب إلى زكريّا بعدَ العُقْمِ بسببِ الشيخوخةِ البالغةِ عِتيّاً.

2) عودةُ قدرةِ الإنجاب إلى امرأةِ زكريّا، وقد كانتْ عاقراً من الصغرِ، وعقيماً قد دخلتْ سنَّ اليأسِ بسببِ الكِبَرِ.

3) ظهورُ العلمِ في يحيى على حالٍ من الصغرِ.

وقدْ خصّصَ وكرَّسَ زكريّا ثلاثةَ أيّامٍ يشكرُ فيها اللهَ تعالى سلَفاً لتكونَ إشارةً يُشعِرُ بها قومَهُ أنَّهُ في انتظارِ حدَثٍ عجيبٍ، أيْ إنَّ اللهَ تعالى قدْ بشَّرَهُ بمجيءِ الغُلامِ فورَ انقضاءِ ثلاثِ ليالٍ متتالياتٍ يقومُ فيها نفسُهُ بمواصلةِ التسبيحِ، ولا يكلِّمُ الناسَ خلالَها إلاّ رمزاً، كأنَّهُ يشيرُ بذلكَ إلى وجودِ علمٍ مُسْبَقٍ لديْهِ بقدومِ يحيى نَسْلاً منهُ ومنْ نفسِ زوجتِهِ، ويهيّئُهم للمفاجأةِ؛ إذْ يصبحُ موضعَ حديثِ المجتمعِ ومحطَّ اهتمامِهم ومراقبتِهم، فلا يتهمونهُ أنَّهُ قد جاءَ بالطفلِ شراءً من هنا أوِ التقاطاً من هناكَ، فما هيَ إلاّ ثلاثةُ أيّامٍ حتّى يروْا امرأتَهُ العاقرَ غيرَ الحاملِ في مخاضٍ فتلدُ طفلاً بخلاصِهِ وحبلِهِ السُّرِّيِ، ويدفُقُ اللبنُ من ثديَيْها شراباً سائغاً للرضيعِ. ألمْ تعجبْ امرأةُ إبراهيم منْ مثلِ هذا مِنْ قبلُ؟ "قالتْ: ءَأَلِدُ وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيْخاً؟! إنَّ هذا لَشيْءٌ عجيبٌ" (هود: 72).

والصلاةُ والسلامُ على محمدٍ وإبراهيم وإسماعيلَ وزكريّا ويحيى ومريمَ وسائرِ المرسلين.

عطية زاهدة – الخليل – فلسطين

ـ[الهاشمية]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 08:04 م]ـ

شكرا لك لك أخي عطية زاهدة على ما قدمت

ولعل مداخلتي فيها الكثير من الجهل إلا أنني استنتجت من خلال قراءتي لما كتبت أنك استخدمت نوعا من الإحصاء أوما يشبه ذلك، وهي أشبه ما تكون بلعبة في تقدير مكان أو عدد الحروف والكلمات، فهل يجوز تطبيق مثا هذا في القرآن، وقد أخفق هذا المنهج في كثير من البحوث.

ولك مني جزيل الشكر على ماقدمت.

ـ[السُّهيلي]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 08:26 م]ـ

.

.

أهلاً بك أخي العزيز ... ولكن:

هل تقدير الحروف بـ (كبيراً هديناه يحيى عليماً صبياً)

جملة سليمة .. إنها جملة ركيكة .. لاتصلح لتقدير حروف كلام الله

البليغ والمعجز في البلاغة!

الأمر الثاني .. هديناه .. ليس فعل صحيح من أهدى ..

بل هو من هدى ... !!

الأمر الثالث .. قدّرت الحروف من قصة زكريا فقط ..

مع ان السورة تشتمل على قصة أهم منها .. وهي قصة " مريم "

بل إن السورة سمّيت باسمها ... وأيضاً فإن خلق الله

لعيسى بلا أب .. أكبر معجزةً من خلق زكريا على كِبَر من أبوين!!

فكان الأولى أن تكون الحروف مشتقة من قصة مريم أو منهما جميعاً ..

أما أن تُشتق من قصة أقل أهمية من الأخرى ..

فإن هذا يدل على انتقاء معيّن لتوافق الحروف ..

وما كان الأمر فيه مُتكلّفاً اتّضح بطلانه!!

والله أعلم ..

.

ـ[وحي اليراع]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 08:25 م]ـ

السلام عليكم

أعتقد بأني قرأت كتابًا لمصطفى محمود - لا يحضرني اسمه الآن - وفيه حاول مصطفى إيراد بعض التفسير لهذه الكلمات حيث قال - فيما معناه -:

لهذه الكلمات الواردة في بدايات بعض السور معانٍ لا نفقه كثيرًا منها، وربما يكون من بعض معانيها:

أن الأحرف التي تتكون منها هذه الكلمات هي الأحرف التي طغت على معظم السورة، فهي الأكثر ورودًا من غيرها، فمثلا سورة (مريم) والتي بدأت بكلمة (كهيعص): أكثر الحروف فيها هو حرف (الكاف، فالهاء، فالياء، فالعين، فالصاد)، وسورة (ق) بدأت بهذا الحرف، لذا فإن أكثر الحروف مجيئًا هو حرف (القاف)

طبعًا قد يكون هذا التفسير جزءًا من تفسيرات عديدة لهذه الكلمات.

والله أعلم.

تحياتي:

وحي اليراع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير