تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"الم (الأحدُ اللطيفُ الملكُ). اللهُ لا إلهَ إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ".

لقدْ قلتُ أعلاهُ بأنَّ "الم" واردةٌ في ابتداءِ الكلامِ، فلْنأخُذْها أنّها مبتدأ .. فأينَ خبرُهُ؟ ". نقدرها كلَّها مبتدأ. ولكن عندما تبيّنَ أنّها في التقديرِ هيَ: "الأحدُ اللطيف الملكُ" فقدْ أصبح واضحاً أنَّ الابتداءَ الأصليَّ كان من حقِّ "الأحد" .. ومن هنا يكونُ "اللطيف" بدلاً، ويكون "الملكُ" بدلاً، ومن الصوابِ أنْ نقولَ بأنَّ بدلَ المبتدأِ هوَ أيضاً مبتدأٌ ولذلك يتبعهُ في الرفعِ. وتلاحظُ أنني قلت عن إعراب "الرحمن" في بسم الله الرحمن الرحيم بأنها بدل؛ فلا أراها نعتاً ولا عطفَ بيانٍ.

حسناً، بهذا التقدير "الأحد اللطيف الملك" صار لِفاتحة "الم" في سورةِ آل عمران وليسَ في غيرِها، حلٌّ يستوعبُهُ أولو الألباب. صارتْ مفهومةً لكلِّ ذي حِجْرٍ. ها إنَّ "الم" بهذا التقدير: "الأحد اللطيف الملك" قد أسفرتْ لكلِّ ذي بصيرةٍ عنْ معنىً ليسَ كفلقِ الفجرِ فحسْبُ بل كالشمسِ مشرقةً في يومٍ ذي صحوٍ لذي عينيْن كزرقاءِ اليمامة.

وقد يعترضُ معترضٌ فيقولُ: "أية فائدةٍ نستفيدُها من هذا التقدير؛ إذْ إنَّ لله الأسماءَ الحسنى وهي مذكورةٌ في القرآن العزيز صريحة منها: اللطيف والملك والأحدُ والعزيز والعظيم والكريمُ والقديرُ ..... ، ثم أتيتَ تقول: إنَّ "ألم" تقديرها هوَ "الأحدُ اللطيفُ الملكُ". فكان ماذا؟

وأجيبُ: ربّما كانَ هذا المعترضُ قد قرأَ مقالتي فما وعاها .. فكان ماذا؟ كان من غيرِ الناجحين. وقدْ يشرحُ الأستاذُ متمكّناً ويُطيلُ الشروحَ: يجعلُ لها تنويعاً وتوسيعاً وتكراراً ثمَّ يجعلُ لها اختصاراً .. ثمَّ ماذا؟ لا ينجح في الامتحانِ إلاّ كلُّ ذي استيعابٍ عميقٍ .. تتعدَّدُ الإجاباتُ والسؤالُ واحد .. فيكونُ ماذا؟ يكونُ هناكَ راسبون .. فلماذا؟ .. الجواب يحتويه الجراب. أيريد منّي مثلُ هذا أنْ أكتشفَ له أسماءً لله غيرَ ما وردَ منْ أسماء الله تعالى في القرآن؟ أيريدُ منّي أنْ أضعَ أسماءً ثمَّ أقولَ للناس هي من أسماء الله الحسنى؟ .. فما هذا الذي بهِ قد يعترضونَ؟ .. ما هذهِ الأسئلةُ التي قد يسألونَ؟ .. فلولا يفكّّرون!

وإذا كانتْ "الم" في: "الم. اللهُ لا لهَ إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ" لا تتحدّثُ عنِ الله تعالى بأسماءٍ من أسمائِه الحُسنى .. فعنْ أيِّ شيءٍ سيكونُ حديثُها؟ .. فهلْ بينَ "الم" وبينَ لفظ الجلالةِ "الله" من فاصلٍ؟ هلْ بينَهما 284 آيةً؟ ..

ورحمَ الله الشيخَ "عبد الحميد كشك" فقد سمعتُه على المذياعِ منْ بعيدٍ في الزمانِ يجعلُ جمهورَ المصلينَ جَوْقةَ ترانيمَ وفرقَةَ تراتيلَ تذكرُ اللهَ تعالى بأسمائِه الحسنى:

كشك: مَنِ الأولُ؟

الجمهور: الله.

مَنِ الآخِرُ؟

الله.

مَنِ الحميدُ؟

الله.

منَ الودودُ؟

الله.

مَنِ المجيدُ؟

الله.

مَنِ الجبّارُ؟

الله.

مَنِ الرّزّاقُ؟

الله.

مَنِ العظيمُ؟

الله.

مَنِ العليمُ؟

الله.

منِ العزيزُ؟

الله.

مَنِ القديرُ؟

الله.

مَنِ البصيرُ؟

الله.

مَنِ الخبيرُ؟

الله.

مَنِ المهيمنُ؟

الله.

مَنِ الصمدُ؟

الله.

مَنِ المُحيي؟

الله.

مَنِ الحيُّ؟

الله.

مَنِ القيّومُ؟

الله.

مَنِ الواحدُ؟

الله.

مَنِ الأحدُ؟

الله.

مَنِ اللطيفُ؟

الله.

مَنِ الملِكُ؟

الله.

رحمهُ الله تعالى، ولوْ كنتُ مكانَهُ لسألتُ ثلاثةً وثلاثينً سؤالاً، ولَكنت ُ قلتُ: مَنِ "الحميدُ الودودُ المجيدُ"؟

فماذا كان سيقولُ الجمهورُ؟ ..

"الله".

رحمهُ الله تعالى، ولوْ كنتُ مكانَهُ لَكنت ُقلتُ: مَنِ "الخبيرُ البصيرُ القديرُ"؟

فماذا كان سيقولُ الجمهورُ؟ ..

"الله".

رحمهُ الله تعالى، ولوْ كنتُ مكانَهُ لَكنتُ قلتُ: مَنِ " الرحمنُ الرحيمُ الكريمُ"؟

فماذا كان سيقولُ الجمهورُ؟ ..

"الله".

رحمهُ الله تعالى، ولوْ كنتُ مكانَهُ لَكنتُ قلتُ: مَنِ "السميعُ المُعِزُّ العزيزُ"؟

فماذا كان سيقولُ الجمهورُ؟ ..

"الله".

رحمهُ الله تعالى، ولوْ كنتُ مكانَهُ لَكنتُ قلتُ: مَنِ "الأحدُ اللطيفُ الملكُ"؟

فماذا كان سيقولُ الجمهورُ؟ ..

"الله".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير