تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان أئمة المسلمين بالمشرق أعلم بحقيقة قوله من علماء الحجاز و الشام والعراق و لهذا يوجد لعبد الله بن المبارك وغيره من علماء المسلمين بالمشرق من الكلام في الجهمية أكثر مما يوجد لغيرهم مع أن عامة أئمة المسلمين تكلموا فيهم، و لكن لم يكونوا ظاهرين إلا بالمشرق لكن قوي أمرهم لما مات الرشيد و تولى ابنه الملقب بالمأمون بالمشرق وتلقى عن هؤلاء ما تلقاه.

ثم لما ولي الخلافة اجتمع بكثير من هؤلاء ودعا إلى قولهم في آخر عمره وكتب إلى بغداد وهو بالثغر بطرسوس - التي ببلد سيس - وكانت إذ ذاك أعظم ثغور بغداد، و من أعظم ثغور المسلمين يقصدها أهل الدين من كل ناحية ويرابطون بها، رابط بها الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، و السري السقطي وغيرهما، وتولى قضاءها أبو عبيد و تولى قضاءها أيضا صالح بن أحمد بن حنبل، و لهذا ذكرت في كتب الفقه كثيرا فإنها كانت ثغرا عظيما -

فكتب من الثغرإلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب كتابا يدعو الناس فيه إلى أن يقولوا: القرآن مخلوق، فلم يجبه أحد، ثم كتب كتابا ثانيا يأمر فيه بتقييد من لم يجبه و إرساله إليه فأجاب أكثرهم ثم قيدوا سبعة لم يجيبوا فأجاب منهم خمسة بعد القيد و بقي اثنان لم يجيبا: الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح؛ فأرسلوهما إليه فمات قبل أن يصلا إليه.

ثم أوصى إلى أخيه أبي إسحاق وكان هذا سنة ثماني عشرة ومائتين وبقي أحمد بن حنبل في الحبس إلى سنة عشرين، فجرى ما جرى من المناظرة حتى قطعهم بالحجة، ثم لما خافوا الفتنة ضربوه و أطلقوه وظهر مذهب النفاة الجهمية وامتحنوا الناس فصار من أجابهم أعطوه و إلا منعوه العطاء وعزلوه من الولايات و لم يقبلوا شهادته و كانوا إذا افتكوا الأسرى يمتحنون الأسير فإن أجابهم افتدوه وإلا لم يفتدوه، وكتب قاضيهم أحمد بن أبي دؤاد على ستارة الكعبة " ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم " لم يكتب ((و هو السميع البصير)).

ثم ولي الواثق واشتد الأمر إلى أن ولي المتوكل فرفع المحنة وظهرت حينئذ السنة وبسط هذا له موضع آخر.

والمقصود أن أئمة المسلمين لما عرفوا حقيقة قول الجهمية بينوه حتى قال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية وكان ينشد:

عجبت لشيطان دعا الناس جهرة **** إلى النار واشتق اسمه من جهنم

وقيل له: بماذا يعرف ربنا؟

قال: بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه

قيل له: بحد؟

قال: بحد.

وكذلك قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم من أئمة السنة)).

ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 10:57 م]ـ

الأخ (أبو طارق) آمين ... و فيك بارك ... و إياك

ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 08:05 ص]ـ

الأخ (نائل سيد أحمد) ... بلى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير