تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أكثر من ذلك أن المرضي الذين دخلوا غرفة الإنعاش و هي مؤشر لتدهور حالة المريض كان معظمهم من بين الذين لا يفضلون القراءة.

ولا يقيم عشاق الكلمة المطبوعة داخل المستشفي كثيراً- كما يضيف الدكتور ماهر- فمدة إقامة كل منهم لم تتجاوز ثلاثة أسابيع بينما امتدت فترة رقود بعض الذين لا يعرفون القراءة على سرير المرض أكثر من شهرين. وبالبحث في هذا الأمر اكتشفنا أن الإنسان القارئ أكثر استجابة للعلاج ولذلك يتخلص من مرضه بسرعة فهو يأخذ الدواء في مواعيده

ويلتزم بالجرعات المحددة له فلا يتناول اقل أو أكثر منها كما انه شديد الالتزام بتعليمات الأطباء.

أقوى من الروماتيزم

و يساهم تثقيف النفس أيضا ً في الوقاية و العلاج من الروماتيزم كما يؤكد الدكتور محمد شرف استشاري العلاج الطبيعي.

د. محمد شرففالثابت أن نسبة انتشار هذا المرض بين الأميين أكبر من معدل إصابة المثقفين به بنسبة 20% ولا يرجع ذلك إلى طبيعة المهن التي يمارسها كلا الفريقين كما قد يتصور البعض و لكن يعود إلى إدمان المثقف للقراءة. فالأمراض الروماتيزمية يوجد منها 200 نوع و هي عبارة عن خلل في جهاز المناعة الذي يقوم بمهاجمة الغشاء المخاطي لمفاصل الجسم وقد يكون الهجوم شرساً و مدمراً في حالة نوع مثل الروماتويد وقد يكون أقل حدة في حالة نوع أخر مثل الروماتيزم التفاعلي. وهذا الخلل يحدث بصورة كبيرة بين الذين يكرهون القراءة و بنسبة محدودة بين الذين يحبونها و ذلك لأن الإنسان عندما يجلس ليقرأ يصبح تحكم الجسم في الجينات المسئولة عن جهاز المناعة سهلا ً مما يساهم في عدم حدوث أي اضطراب به مع عمله بشكل طبيعي و تجنب حالة الجنون التي تجعله يهاجم المفاصل بهدف تدميرها.

ولادة سهلة

ويكشف الدكتور على عليان أستاذ أمراض النساء و التوليد بجامعة عين شمس إن الأنثى التي تدمن القراءة أكثر قدرة على تحمل متاعب الحمل

د. علي عليان

وأقل تعرضاً للمخاطر التي يمكن أن تصيب البعض خلال هذه الفترة. فهي تحرص على زيارة الطبيب بانتظام و تنفذ تعليماته حرفيا ً و تسأل سواء أثناء الكشف أو بعده عن كل شيء خاص بالجنين و تتناقش معه كثير ً و لذا تعرف معلومات ثمينة جدا ً لم يكن من الممكن إلمام أي مريضة عادية بها.

أيضا ً فإن السيدة القارئة لديها قدرة فائقة على الصبر على آلام الولادة فهي لا تخاف من هذه اللحظة و تتعامل معها بشجاعة و لذلك تكون ولادتها غالباً أكثر سهولة من زميلتها التي لا تهتم بالقراءة و الثقافة.

المثقف والفحولة

و في السياق نفسه يوضح الدكتور محمد حسن أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة القاهرة إن الحكة و هي أكثر أمراض الجلد انتشارا ً في العالم تقل بين محبي الكلمة المطبوعة حيث لا تتجاوز نسبتها 3% فقط بينما تصل بين هؤلاء الذي يفضلون تثقيف أنفسهم من خلال التليفزيون أو لا يعترفون بقيمة الثقافة إلى 14% فهناك علاقة عكسية بين الأمراض الجلدية و القراءة، وبمعني آخر فكلما زاد عدد ساعات الإطلاع على الكتب كلما قلت احتمالات الإصابة بتلك الأمراض.

والدراسات العلمية تحاول حاليا ً اكتشاف سر هذه العلاقة الغريبة ولكن التفسير المتداول يشير إلى أن الإنسان القارئ بصفة عامة أكثر اهتماما ً بنظافته الشخصية و أقل تعرضا ً للتوتر والقلق و هما أهم أسباب حكة الجلد أو ما نطلق عليه الهرشة النفسية التي يعاني منها عدد كبير من الناس.

كما أنه ينفذ نصائح أطباء الجلد رغم أنه قد لا يكون قد التقى بأحدهم من قبل ولكن ثقافته تجعله شديد الوعي بأهمية النظافة وتجفيف الجسم بعد الاستحمام وعدم التعرض للشمس فترات طويلة.

يواصل الدكتور محمد حسن أن مدمن القراءة أقل تعرضا ً أيضا ً لأمراض التناسل فقد أوضحت دراسة أجرتها جامعة القاهرة حول نسبة انتشار العقم في المجتمع المصري أن هذا المرض يقل بصورة واضحة بين أصحاب المهن التي لم تقطع علاقتها بالكتب بعد التخرج من الجامعة مثل الأدباء و الصحفيين و الأطباء كما تنخفض كذلك بين الذين التحقوا بالدراسات العليا للحصول على شهادات الماجستير و الدكتوراة فمثل هؤلاء الأفراد من ذوي العلاقة الوثيقة بالمراجع العلمية و الكلمة المطبوعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير