ـ[محمد ماهر]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 10:05 ص]ـ
لن يفيق هؤلاء من سكرتهم إلا عندما تقع على أم رأسهم وهي ليست عنا وعنهم ببعيد ... ولا حول ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم ...
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 11:30 ص]ـ
الحمار وشريط الأخبار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الحمار هو رمز الغباء في الأدب العربي، ولكن هذا يَصْدُق على الحكايات التي تدور في أوساط الحيوانات، وأما القصص التي تحكي عن حمار وصاحبه كقصة حمار جحا الشهيرة، فغالباً ما يكون الحمار فيها مهملاً، ويمكن استبداله بأي مركوب آخر، خلا أن واضعي القصة غالباً ما يختارون الحمار وكأنه من باب إياك أعني واسمعي يا جارة. وهذه قصة لطيفة لرجل صوفي مع حماره،
تقول القصة:
أن رجلاً صوفياً ركب حماره واتَّجهَ إلى إحدى الحفلات الصوفية النائية الموقع، فلما وصل ربط حماره عند الحارس ودخل، فرحب به أهل الْحَضْرة وأشاروا عليه أن يستريحَ قليلاً ريثما تعد العدة للذكر، وكان أهل هذه الْحَضْرة يعانون فقراً شديداً؛ فأفتاهم شيخُهم بأن يغتصبوا حمار الضيف ويبيعوه ويشتروا بثمنه طعاماً وشراباً لإعداد مجلس ذكْرٍ يليق بالضيف، وبالفعل صنَعوا، وأوزع الشيخ للمُنْشِد أن يُنْشِدَ هذه العبارة إذا حَمِيَ الإنشاد واشتدَّ (ذهب الحمار ووَلَّى يا فتى). وبينما الضيف فَرِحٌ مسرور بهذا الكلام ومنتشي بهذا الذكر أنشد الْمُنْشِد (ذهب الحمار وولَّي يا فتى) فأنشد معهم رغم عدم معرفته للمناسبة مراعاة لآداب الطريقة، وانقَضَى المجلس، وبات الرجل على خير حال، فلما أصبح طلب حماره من الحارس فقال له: أرأيت تنشد مع الْمُنْشِدين: (ذهب الحمار وولَّى يا فتى) فظننت أنك راضياً عن بيعه.
وهذه القصة اللطيفة تبين كيف يمكن أن يصلَ السُّكْر الصوفِيّ بصاحبه إلى هذه الحالة العجيبة من الاستسلام واللامبالاة. والسُُّكْر الصوفي هو أحد أنواع السُّكْر الكثيرة، التي منها سُكْر الخمر، وسُكْر الهوى، وسُكْر الشهوة الْجِنسية - وهي في زماننا على أشدها من زنا إلى عُري ومُجون في وسائل الإعلام -، بالإضافة إلى سُكْر السَّاحرة المستديرة "الكرة". ولم يَعُد الأمر في حاجة إلى أن يذهب صاحبنا الصوفِيّ بحماره إلى أماكن السُّكْر، فأدوات السُّكْر سهلة وميسورة لكل أحد في بيته، في سوقه، وفي مقهاه من باب أولى. ولم يَعُد الأمر في حاجة إلى الْمُنْشِد، فهناك المئات بل الألوف من اللاعبين والراقصين والمغنيين يُخَدِّرون الناس عن الْمُهِمَّة التي خُلِقوا من أجلها ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ?، ولم يَعُد الأمر مقتصراً على حمار يُسرَق، بل ثروات الأمة كلها تُنهَب، وشبابُها يُدمَّر، وفوق هذا دينها يُحارَب وهويتها تُطمَس، وأما تلك المقطوعة التي دسها الْمُنْشِدُ خِلسة في إنشاده فلم تعد لها حاجة أيضاً؛ فقد حل محلها شريط الأخبار - شريط أسود داكن صغير يتحرك في المنطقة الميتة من الشاشة - وبينما الجمهور مشدوهون إلى الراقصة أو المغنية أو حتى لاعب الكرة يتحرك الشريط: قَتْلٌ هنا ... تَشْريدٌ هناك ... تَنْصيرٌ في بلاد كذا ... البهائية تكسِب معركةً قضائية ... الشيعة يثِبون على أهل السنة في كذا ... : (زلزال مُدمِّر في بلدة كذا ... وما زال الشريط يتحرك، ولكن الجمهور لا يتحرك، لعلهم تماثيل من الشمع، نعم لابد أنَّهم كذلك وإلا لما تَحَمَّلوا هذا الشريط الأسود، ولكن فجأة اشتدت الرقصة، واشتعلت الأغنية، وعانقت الكرة الشباك، فقام هؤلاء يقفِزُون ... يفرَحُون يتعانقون، أو أخطأت الكرة هدفها فقاموا يصْرخون ... يستغيثون يَبْكون، إذنْ فهم ليسوا تماثيل من شمع، ولكنهم سُكارَى (هل رأى الحب سُكارى مثلهم؟)، ولم تر الكُرَة سُكارى مثلهم، بل لم تر الدنيا بأسرها سكارى مثلهم، ترى إذا أفاق هؤلاء من سَكْرتِهم وسألوا عن الذي أصاب أمَّتهم؟: هل سيجدون من يتطوع بالإجابة قائلاً: كتبنا لكم في شريط الأخبار أننا قد سَرقنا الحمار ولا عزاء للسُّكارى، أم سيضِنّ عليهم النظام العالمي الجديد حتى بِهذا التوضيح؟.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم
اما الحب فيسكرنا جميعا لانه حاجتنا الفطرية
الحب في الارض شيء من تخيلنا = لو لم نجده عليها لاخترعناه ((نزارقباني))
واما ((أوزع)) فأظن العجلة جعلتك تقدم الزاي على العين
واما الحمار ونحن ((مختلفين مذهبيا: سني وشيعي وصوفي واشعري وازرقي ومتعزل ومرجيء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الخ)) فنحن كأم عمرو وحمارنا اختلافنا في وقت احوج ما نكون فيه الى الائتلاف
وقد ذهب الحمار بأم عمرو = فلا رجعت ولا رجع الحمار
فأينا الأغبى نحن أم حمارنا؟
مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
¥