تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإِمَام: من يُؤْتَمُّ به أي يُقْتَدى به من رئيس أو غيره ذكراً كان أو أُنثى ومنه قامت الإمام وسطهن وقيل هو الذي له الرِّياسة العامَّة في الدين والدنيا جميعًا والإمام في كتب المعقول الفخر وفي كتب الأصول إمامُ الحرمينِ وعند المُتكلِّمين خليفة الرسول في إقامة الدين وعند المحدِّثين المحدِّث أو الشيخ وعند القُرَّاء والمفسِّرين وغيرهم مصحفٌ من المصاحف التي نسخها الصحابة بِأَمْر عُثمان.

فهو، أيضا، لفظ "مشترك"، ولكن اشتراكه من جهة المعنى لا اللفظ، بمعنى أن بين معانيه رباطا جامعا هو: معنى لطيف تتفق في أصلها عليه، وهو: محل الاقتداء والاتباع، سواء أكانت القيادة السياسية في يد المتبع المقتدى به أم لم تكن، بل لا يقتصر الأمر على كون الإمام، بهذا المعنى الشامل، ذكرا، بل يجوز أن يكون أنثى، فالمرأة الصالحة إمام لبنات جنسها، بل لأبناء الجنس الآخر، فهل ينكر رجل مسلم إمامة أمهات المؤمنين في الدين، وكونهن محل الأسوة والاقتداء؟، والمرأة إن أمت بنات جنسها في الصلاة "إمام"، والرأس في المذهب إمام، كما هو حال الجويني، رحمه الله، فهو إمام الشافعية في زمانه، والخليفة، بالمعنى السياسي إمام، والشيخ المحدث عند أهل الحديث إمام، ومصحف عثمان، رضي الله عنه، إمام، لأنه المرجع في القراءة بعد إحراق بقية المصاحف، فصار محل الاقتداء في التلاوة.

والقدوة لا يشترط فيها العصمة، لأن لازم ذلك ألا يوجد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أئمة تقتدي بهم، بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، فالعصمة، لا تكون إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فمن أين لنا بأنبياء أو معصومين نقتدي بهم؟!!.

بل إن القدوة لا تقتصر على الإنسان، بل تتعداه إلى غيره مما يصلح للاقتداء، كما في:

قوله تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً)، فالتوراة، قبل تحريفها، تصلح أن تكون موضع القدوة لبني إسرائيل، وهي من كلام الله، عز وجل، غير المخلوق، ومع ذلك صلحت للإمامة، تماما كالشخص المخلوق المقتدى به، والله أعلم.

وإلى هذا المعنى أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله:

{إِمَامًا وَرَحْمَةً} أي: أنزل الله تعالى إلى تلك الأمة إماما لهم، وقدوة يقتدون بها، ورحمة من الله بهم. فمن آمن بها حق الإيمان قاده ذلك إلى الإيمان بالقرآن.

وإلى هذا المعنى، أيضا، أشار الشيخ محمد بن عبد الستار التونسوي، رئيس منظمة أهل السنة في باكستان، في رسالته الصغيرة الحجم الكبيرة النفع "بطلان عقائد الشيعة وبيان زيغ معتنقيها ومفترياتهم على الإسلام من مراجعهم الأساسية"، إذ يقول:

والحق أن الإمام يكون بمعنى القدوة مطلقا، وهذا اللفظ يطلق على المؤمن والكافر، كقوله تعالى: (إني جاعلك للناس إماما)، وقوله تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)، وقوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار).

فهذه الكلمة لا تقتضي العصمة ولا علم الغيب ولا التصرف في الأمور وليس عندهم حجة شرعية تثبت لهم هذه الصفات التي أثبتوها للإمام، نعم إن كتاب الله أثبت المراتب الأربعة المذكورة في قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فليس في هذه المراتب الأربعة منصب الإمامة الذي اخترعه الشيعة وجعلوه أساس مذهبهم مع أن عليا وآله، رضي الله عنهم، ينكرون بشدة كون الإمام بمعنى أنه (مفترض الطاعة أو المعصوم) فإنه لما أراد الناس بيعة علي، رضي الله عنه، بعد شهادة عثمان رضي الله عنه: ............... ثم ذكر طلب الناس بيعة علي، رضي الله عنه، وامتناعه في بداية الأمر، وقوله: (ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا)، وهو نص شهير في كتاب "نهج البلاغة" سبقت الإشارة إلى طرف منه.

ثم ذكر بيعة الحسن والحسين، رضي الله عنهما، لمعاوية، رضي الله عنه، نقلا عن معرفة أخبار الرجال للكشي، ص72، وهو من كتب الرجال عند الإمامية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير