وثلث بذكر واقعة الخليفة العباسي أبي العباس عبد الله المأمون، غفر الله له، لما أراد تقليد الإمام علي الرضا حفيد الإمام جعفر الصادق رحمهما الله، ولاية العهد، بل عرض عليه التنازل عن الخلافة طواعية له، ولكن الرضا، رحمه الله، اعتذر قائلا: لست أفعل ذلك طائعا أبدا. اهـ، وكلها وقائع تدل على بطلان الوصية التي انتحلها القوم، والله أعلم.
بتصرف من "بطلان عقائد الشيعة"، ص27_29، وهي رسالة، كما تقدم، عظيمة النفع، لأنها بمثابة فهرس مبسط لعقائد الإمامية يلزم كل سني الاطلاع على مثله من باب:
عرفت الشر لا ******* للشر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الخير ******* من الشر يقع فيه
وخاصة في هذه الآونة التي ارتفعت فيها أسهم الإمامية إعلاميا في أوساط أهل السنة والجماعة بعد الضربات الموجعة التي سددها القوم للكيان الصهيوني شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وهي ضربات قوية لا ينكر أي منصف تأثيرها، ولكنها لا تبرر تحول أهل السنة عن عقائد الإسلام الصحيح إلى عقائد المذهب الإمامي المنحرف، فالعقيدة لا تباع بحفنة من الصواريخ أطلقها حزب حسن نصر الله على آل صهيون.
ومن أهم الروابط التي تعرضت لهذه المسألة الجليلة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=236
و:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=313
ومن أراد الاستزادة أكثر وأكثر فلينظر إلى الجانب الآخر، إلى المشرق، إلى العراق الحبيب، حيث نرى القوم قد أعملوا سيف الاستئصال في رقاب إخواننا أهل السنة والجماعة، مع أنهم هم أنفسهم الذين يرفعون راية "الجهاد" في جنوب لبنان، فهلا رفعوها في العراق ضد المحتل الأمريكي بدل أن يرفعوها ضد من يزعمون أنهم إخوانهم في الدين في كل محفل رسمي، وما أسهل القول وأصعب الفعل.
وعودة لأقوال أهل اللغة في معنى لفظ "الإمام"
إذ يقول صاحب الغني:
إمَامٌ – ج: أئِمَّةٌ، أَيِمّة.
1."وَقَفَ إمَامُ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ": مَنْ يُقِيمُ الصَّلاَةَ بِالنَّاس ِ، أيْ مَنْ يَؤُمُّ النَّاسَ.
2."إمَامُ الْمُسْلِمِينَ": الخَلِيفَةُ الحَاكِم ُ، كَبِيرُ القَوْم ِ. (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنََاسٍ بِإمَامِهِمْ)، (قرآن).
3."إمَامٌ فِي النَّحْوِ": عَلَمٌ بَارِزٌ فِي النَّحْو ِ. "كانَ اِبْنُ جِنِّي مِنْ أئِمَّةِ اللُّغَةِ".
4."الإمَامُ عَلِيّ": لَقَبٌ أطْلَقَهُ الشِّيعَةُ عَلَى عَلِيّ وَأوْلاَدِهِ.
5."الإمَامُ الأكْبَرُ": لَقَبٌ لِشَيْخِ الجَامِعِ.
6."إمَامُ الْمُسَافِرِ": دَلِيلُه ُ.
فكلامه مشابه لكلام صاحب اللسان، وإن زاد عليه:
كبير القوم، كما في قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)، وإلى ذلك أشار الزمخشري، غفر الله له، بقوله: " {بإمامهم} بمن ائتموا به من نبيّ أو مقدّم في الدين، أو كتاب، أو دين، فيقال: يا أتباع فلان، يا أهل دين كذا وكتاب كذا ". اهـ
وهذا المعنى لا يقتصر على الكبير في الخير، بل يشمل الكبير في الشر، كما تقدم، فإبراهيم صلى الله عليه وسلم إمام للموحدين، وإبليس لعنه الله إمام للمشركين، فاستويا في لفظ "الإمام" عند إطلاقه، وشتان بينهما عند تقييده بالتوحيد والشرك.
والدليل، وهو معنى سائغ، لأن الدليل يتقدم المسافر ليدله على الطريق الصحيح فكأنه من هذا الوجه إمام له متقدم عليه.
وإطلاق الشيعة على "علي"، رضي الله عنه، وأولاده من بعده، لقب "الإمام" لا ينازع فيه أهل السنة من جهة إمامتهم في الدين، وإن لم يحكموا الأمة، فعلي، رضي الله عنه، إمام هدى متبع في أمور الدين، قبل أن يتولى الخلافة، وبعد أن تولاها جمعت له إمامة الدين والدنيا، فهو أفضل أهل الأرض في زمانه بعد مقتل، عثمان وعمر، رضي الله عنهما، وموت أبي بكر، رضي الله عنه، إذ سبقه أولئك الثلاثة في إمامة الدين والدنيا، وكذا ولده الحسن، رضي الله عنه، إمام في الدين والدنيا، انعقدت له البيعة بعد أبيه، وكذا الحسين، رضي الله عنه، وإن لم يكن إماما في أمور الدنيا، فهو إمام في الدين، بل هو من سادات آل البيت، رضوان الله عليهم، وكذا "محمد بن الحنفية"، رحمه الله، فهو إمام في الدين دون أمور الدنيا، وكذا علي زين
¥