تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7059 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2880 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

((إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَة)) 00 قِيلَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ)) 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6496 / فَتْح]

أُمَّةٌ لا تُقَدِّرُ عُلَمَاءَ هَا

إِنَّ السِّرَّ في نَكْبَةِ العَرَبِ أَنَّهَا أُمَّةٌ لا تَتَعَلَّمُ مِن أَخْطَائِهَا، وَلا تَسْمَعُ إِلى حُكَمَائِهَا؛ إِنَّ العَرَبَ لَهُمْ سِجِلٌّ أَسْوَدُ مَعَ حُكَمَائِهِمْ وَفَلاسِفَتِهِمْ مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخ، بَدْءً ا مِنْ بَشَّارٍ الَّذِي اتَّهَمُوهُ بِالزَّنْدَقَةِ وَالإِلحَادِ لِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ في إِحْدَى قَصَائِدِهِ العَبَثِيَّة:

الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ سَوْدَاءُ قَاتِمَةٌ وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ

{بَشَّارُ بْنُ بُرْد}

فَاتَّهَمُوهُ بِالكُفْرِ لمجَرَّدِ أَنَّهُ فَضَّلَ النَّارَ عَلَى الطِّين؛ زَاعِمِينَ بِذَلِكَ أَنَّهُ يُفَضِّلُ إِبْلِيسَ عَلَى آدَم؛ وَلَمَّا آذَتْهُ ـ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ ـ سِيَاطُهُمْ، وَأَخَذَتْ مِنهُ مَأْخَذَهَا؛ قَالَ حَسْ ـ كَلِمَةُ تَوَجُّع ـ لِلْخَلِيفَةِ المَهْدِيّ، المُتَخَلِّفِ الغَبيّ: إِنَّهُ قَالَ كَلِمَةَ الكُفْر 00!!

وَالأُمَرَاءُ في كُلِّ زَمَان ـ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ الرَّحْمَن ـ يَغْضَبُونَ غَضَبَ الصَّبيِّ وَيَبْطِشُونَ بَطْشَ الأَسَد

فَاحْتَدَمَ السُّلطَانُ أَيَّ احْتِدَامْ وَلاحَ حُبُّ القَتْلِ في مُقْلَتَيْه

وَصَاحَ بِالجَلاَّدِ هَاتِ الحُسَامْ فَأَسْرَعَ الجَلاَّدُ يَسْعَى إِلَيْه

فَقَالَ دَحْرِجْ رَأْسَ هَذَا الغُلامْ فَرَأْسُهُ عِبْءٌ عَلَى مِنْكَبَيْه

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ الَّذِي قُتِلَ صَبرًا، دُونَ أَنْ يُعْطَى حَتىَّ حَقَّهُ في الدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِه 00!!

قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ الله، فَقَالَ لَهُ المَهْدِيُّ لا عَفَا اللهُ عَنهُ:

أَهْلَ الفَسَادِ وَزُمْرَةَ الشَّيْطَانِ كَمْ تَدَّعُونَ محَبَّةَ الأَوْطَانِ

وَاسْتَلَّ صَارِمَهُ وَطَاحَ بِرَأْسِهِ وَرَمَى بجُثَّتِهِ إِلى الغِرْبَانِ

وَهَذَا هُوَ شَأْنُ الحُكَّامِ مَعَ الحُكَمَاء: الوَاحِدُ مِنهُمْ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَل!!

وَبِنَفْسِ الطَّرِيقَةِ قُتِلَ الطِّغْرَائِيّ، وَابْنُ المُقَفَّع، وَهَاشِمٌ الرِّفَاعِي، الَّذِي قَتَلَتْهُ أَجْهِزَةُ المُخَابَرَاتِ في عَهْدِ الرِّئِيس جَمَال عَبْدِ النَّاصِر؛ لِتَنْدِيدِهِ بِالرِّشْوَةِ وَالْفَسَاد، وَالظُّلْمِ وَالاسْتِبْدَاد، الَّذِي يمْلأُ الْبِلاد

فَالَّذِي يُحَقِّقُ وَيُدَقِّقُ في قَصَصِهِمْ جَمِيعًا؛ يُلاحِظُ شَيْئًا: أَنَّ قِصَّةَ مَقْتَلِهِمْ كُلِّهِمْ، لا تَخْلُو مِنَ الدَّسَائِسِ وَالمُؤَامَرَات، الَّتي لا يخْلُو مِنهَا بَلاطُ السَّلاطِين، أَمَّا مَا قِيلَ في التُّهَمِ الَّتي أُلصِقَتْ بِهِمْ: فَلَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ في سَنَدٍ يُعْتَدُّ بِه، وَلا بُدَّ مِنَ التَّثَبُّتِ قَبْلَ تَكْفِيرِ مُسْلِمٍ يَقُولُ ((لا إِلَهَ إِلاَّ الله)) 00 وَإِلاَّ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، وَمَنْ دَقَّقَ في الرِّوَايَاتِ لاحَظَ أَنَّهُمْ ـ بِاسْتِثْنَاءِ بَشَّار ـ كَانُواْ شُعَرَاءَ وَأُدَبَاءَ صَالحِين، لَمْ يَتَزَلَّفُواْ إِلى السَّلاطِين، وَلا أَرَاقُواْ عَلَى أَعْتَابِهِمْ مَاءَ الجَبِين؛ مِمَّا جَعَلَهُمْ مِنَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّين 00

أَمَّا الدَّسَائِسُ الَّتي أَشَرْتُ إِلَيْهَا؛ فَتَتَجَلَّى فِيمَا تحْكِيهِ كُتُبُ الأَدَبِ عَنهُمْ، مِن أَنَّهُ رُفِعَتْ إِلى أَمِيرِ المُؤْمِنِين: قَصَائِدُ في الهِجَاءِ نُسِبَتْ إِلى هَؤُلاءِ الشُّعَرَاءِ المَسَاكِين 00!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير