وَبِالتَّأْكِيدِ لَوْ كُنْتُ وَجَدْتُ قَوْلاً لِشَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَة، أَوْ تِلْمِيذِهِ ابْنِ القَيِّمِ، أَوِ الإِمَامِ أَحْمَد؛ يَذْكُرُ نُصُوصًا مِن أَقْوَالهِمْ بِسُوء؛ لَنَقَلْتُ كَلامَهُمْ في ذَلِك 00
فَيَا حَسْرَةً عَلَى العِباد؛ مَا يَأْتِيهِمْ مِن حَكِيمٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُون 00!!
وَمِن أَشْعَارِ هَذَا الحَكِيم / صَالحِ بْنِ عَبْدِ الْقُدُّوس:
وَإِذَا الصَّدِيقُ لَقِيتَهُ مُتَمَلِّقًا فَهُوَ العَدُوُّ وَمِثْلُهُ يُتَجَنَّبُ
لا خَيرَ في وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ حُلْوِ اللِّسَانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ
يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاوَةً وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ
يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ وَإِذَا تَوَارَى عَنْ سَوَادِكَ عَقْرَبُ
وَصِلِ الكِرَامَ وَإِنْ رَمَوْكَ بِجَفْوَةٍ فَالصَّفْحُ عَن أَهْلِ المَكَارِمِ أَصْوَبُ
وَاخْترْ قَرِينَكَ يَا فَتى بِعِنَايَةٍ إِنَّ القَرِينَ إِلى المُقَارِنِ يُنْسَبُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلأَقَارِبِ وَالْقَهُمْ بحَفَاوَةٍ وَاسْمَحْ لَهُمْ إِن أَذْنَبُواْبُ
وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ اللَّئِيمِ فَإِنَّهُ يُعْدِي كَمَا يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ
وَدَعِ الكَذُوبَ فَلا يَكُنْ لَكَ صَاحِبًا قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ يَكْذِبُ
وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَلْتَكُن مِنهُ زَمَانَكَ خَائِفًا تَتَرَقَّبُ
إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ فَالحِقْدُ بَاقٍ في حَشَاهُ مُغَيَّبُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ وَلا تَكُن ثَرْثَارَةً في كُلِّ وَادٍ تخْطُبُ
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ فَالمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيَعْطَبُ
وَالسِّرَّ فَاكْتُمْهُ وَلا تَنْطِقْ بِهِ إِنَّ الزُّجَاجَةَ كَسْرُهَا لا يُشْعَبُ
وَارْعَ الأَمَانَةَ في أُمُورِكَ كُلِّهَا وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِمْ يَطِبْ لَكَ مَكْسَبُ
وَاحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْمًا صَائِبًا وَاعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءَ هُ لا يُحْجَبُ
وَاضْرَعْ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنى لِمَنْ يَدْعُوهُ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ وَأَقْرَبُ
فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتي وَالنُّصْحُ أَغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ
وَمِن أَشْعَارِهِ أَيْضًا:
المَرْءُ يجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالخُطُوبُ تُمَزِّقُ
وَلأَنْ يُعَادِيَ عَاقِلاً خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقًا إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً تَرَكَتْهُ حِينَ يُجَرُّ حَبْلٌ يَفْرَقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقًا إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي العُقُولِ المَنْطِقُ
وَمِنَ الرِّجَالِ إِذَا اسْتَوَتْ أَحْلامُهُمْ مَن إِنْ تُشَاوِرْهُ تَجِدْهُ يُطْرِقُ
حَتىَّ يَجُولَ بِكُلِّ وَادٍ عَقْلُهُ فَيَرَى المَغَارِبَ تَارَةً وَيُشَرِّقُ
وَالنَّاسُ في طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا بِالحَظِّ يُرْزَقُ مِنهُمُ مَنْ يُرْزَقُ
كَمْ ضَيِّقٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ وَاسِعٌ كَمْ وَاسِعٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ ضَيِّقُ
مَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلانِ فَعَامِلٌ قَدْ مَاتَ مِن عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ
لَوْ سَارَ أَلْفُ مُدَجَّجٍ في حَاجَةٍ لَمْ يَقْضِهَا إِلاَّ الَّذِي يَتَرَفَّقُ
وَكَأَنَّهُ بِأَشْعَارِهِ في الفَضِيلَة، وَإِحْيَائِهِ لِلْقِيَمِ النَّبِيلَة؛ يَقُولُ لِلنَّاسِ بِلِسَانِ الحَال:
أَنَاْ لَمْ أَجِئْ بِقَصِيدَةٍ خَمْرِيَّةٍ مَا لي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالصَّهْبَاءِ
لا تَسْأَلُوني مَدْحَ كُلِّ مُتَوَّجٍ إِنِّي نَبَذْتُ سَفَاسِفَ الشُّعَرَاءِ
بَاعُواْ لأَجْلِ المَالِ مَاءَ حَيَائِهِمْ مَاذَا تَكُونُ النَّقْسُ دُونَ حَيَاءِ
لَمْ يَفْهَمُواْ مَا الشِّعْرُ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ بَاتَ مَرْقَاةً إِلى الإِثْرَاءِ
وَلِذَاكَ مَا لاقَيْتَ غَيْرَ مُشَبِّبٍ بِالغَانِيَاتِ وَطَالِبٍ لِعَطَاءِ
¥