ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيَا الرَّحِيبَةُ فَانْثَنى بِالشِّعْرِ يَسْتَجْدِي بَني حَوَّاءِ
شَقِيَ القَرِيضُ بِهِمْ وَمَا سَعِدُواْ بِهِ لَوْلاهُمُ أَضْحَى مِنَ السُّعَدَاءِ
{إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}
وَكَذَلِكَ الطِّغْرَائِيّ، كَانَ شَاعِرًا مجِيدًا بَارِعًا، وَأَكْتَفِي مِن شِعْرِهِ بهَذِهِ الأَبْيَاتِ مِنْ لامِيَّتِهِ الشَّهِيرَة:
غَاضَ الوَفَاءُ وَفَاضَ الغَدْرُ وَاتَّسَعَتْ مَسَافَةُ البَينِ بَينَ القَوْلِ وَالعَمَلِ
وَشَانَ صِدْقَكَ بَينَ النَّاسِ كِذْبُهُمُ وَهَلْ يُقَارَنُ مُعْوَجٌّ بِمُعْتَدِلِ
وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضًا:
حُبُّ السَّلامَةِ يُثْني عَزْمَ صَاحِبِهِ عَن المَعَالي وَيُغْرِي المَرْءَ بِالكَسَلِ
وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضًا:
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ في غَدِهَا مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلا فُسْحَةُ الأَمَلِ
وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضًا:
وَإِنَّمَا رَجُلٌ الدُّنيَا وَوَاحِدُهَا مَنْ لا يُعَوِّلُ في الدُّنيَا عَلَى رَجُلِ
وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضًا في الظَّالِمِين:
مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالسَّفَلِ
وَمِن أَشْعَارِهِ أَيْضًا قَوْلُهُ في أَهْلِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يجِيئُكَ مِنهُمْ بَعْضُ الخَير، أَوْ في العَدُوِّ عِنْدَمَا تَأْتِيكَ مِنهُ بَعْضُ المَنْفَعَة:
وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ كَالسُّمِّ أَحْيَانًا يَكُونُ دَوَاءَ ا
وَلَقَدْ قَرَأْتُ وَلا فَخْرَ أَكْثَرَ مِنْ مِاْتَيْ مجَلَّدٍ مِن خَيرِ مَا كُتِب، في الرَّقَائِقِ وَالأَدَب، وَأَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ مِليُون بَيْتٍ مِن خَيرِ مَا قَالَتِ العَرَب؛ فَلَمْ أَرَ قَطُّ في شِعْرِهِمْ مَا يَدْعُو إِلى الزَّنْدَقَةِ أَوِ الإِلحَاد، أَوْ حَتىَّ مَا يخْدِشُ جَانِبَ الإِيمَانِ وَالْعَقِيدَة، وَلا في كِتَابَاتِ ابْنِ المُقَفَّعِ وَلا في شِعْرِ بَشَّار، كَمَا هُوَ الحَالُ في أَشْعَارِ نِزَار، وَمَا يَتَخَلَّلُهَا مِنَ التَّهَتُّكِ وَالاسْتِهْتَار 0
وَهَكَذَا: فَمَا عَاشَ حُكَمَاءُ العَرَبِ إِلاَّ جِيَاعًا ضِيَاعًا مُشَرَّدِين، فَهَلْ سَمِعْتَ عَن حَكِيمٍ مِن حُكَمَائِهِمْ أَوْ شَاعِرًا مَوْهُوبًا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نِبْطِيًّا، أَوْ عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ 00!!
كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه
فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
فَهُمْ دَائِمًا قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ في الأَرْضِ يخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَهُمُ النَّاس؛ وَلِذَا اتخَذَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِهِمْ رُءُوسًا جُهَّالاً فَأَفْتَوْهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًاً، وَضَلُّواْ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل 0
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَاد، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلمَ بِقَبْضِ العُلَمَاء؛ حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ؛ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُ وسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُواْ فَأَفْتَوْا بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ))
[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في ((فَتْحِ البَارِي)) بِرَقْم: (100)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ ((فُؤَاد عَبْد البَاقِي)) بِرَقْم: 2673]
عَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
((إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا؛ يُرْفَعُ فِيهَا العِلْم، وَيَنْزِلُ فِيهَا الجَهْل)) 0
[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7065 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2672 / عَبْد البَاقِي]
فَإِلى مَتى نُهِينُ عُلَمَاءَ نَا وَنحْنُ الَّذِينَ نَزَلَ فِينَا القُرْآن 00؟!
ثَلاثُ صَفَحَاتٍ مِن عَمَلٍ أَدَبيٍّ إِسْلامِيٍّ لي بِعُنوَان / هُمُومِ المُسْلِمِين
Yasser_Elhamadany*************
ـ[ابو محمد (الحسيني)]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 11:47 ص]ـ
بارك الله فيك اخي ياسر الحمداني
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 12:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي، هذا الظلم لم يطل الشعراء فقد طال وتطاول ..... ؟؟؟؟!!!