تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 07:20 م]ـ

الاسم: هو اللفظ الموضوع على الجوهرِ أو العَرَضِ لتَفْصِل به بعضَه من بعض، كقولك مُبتدئاً: اسم هذا كذا، وإن شئت قلت: اُسْمُ هذا كذا، وكذلك سِمُه وسُمُه، والاسم لفظة تطلق على الإنسان أو الحيوان أو الشيء، تدل على ماهيته وشخصيته، وتستطيع من خلاله تمييز المسمَّى عن سواه.

وانقسم اللغويون في أصل اشتقاقه، فمنهم من ذكر أنّه مأخوذ من السُّمُوِّ، ومنهم من قال بأنّه مشتق من الوَسْمِ، وجاء في لسان العرب لابن منظور: اسم الشيء وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ: علامته، والاسم ألفُه ألفُ وصلٍ لأنَّك إذا صغَّرت الاسم قلت: سُمَيٌّ، وذكر بعضهم أنّه مشتق من السُّمُوِّ وهو: الرِّفْعَة، وتقديره: إفْعٌ، والذاهب منه الواو لأنَّ جمعه: أسماءٌ، وتصغيره: سُمَيٌّ، وانقسموا في تقدير أصله بين فِعْلٌ وفُعْلٌ، وأسماء يكون جمعاً لهذا الوزن، وفيه أربع لغات: اِسْمٌ واُسْمٌ وسِمٌ وسُمٌ، وإذا نسبت إلى الاسم قلت: سِمَوِيّ وسُمَوِيّ، وإن شئت اسْمِيٌّ وتركته على حاله، وجمع اسم: أسماء، وجمع أسماء: أسامٍ، وحكى اللحياني والكسائي والفراء جمع أسماء: أسماوات أيضاً.

قال أبو إسحاق: إنَّما جُعِل الاسم تنويهاً بالدلالة على المعنى لأنَّ المعنى تحت الاسم، وفي التهذيب: من قال إنَّ اسماً مأخوذٌ من وسَمْت فهو غلط، لأنَّه لو كان اسمٌ من وسَمْته لكان تصغيره: وُسَيْماً.

كما أنَّ أسماء: جمع اسم، وهو اسم امرأة مختلف فيها، فمنهم من يجعلها فعلاً والهمزة فيها أصل، ومنهم من يجعلها بدلاً من واو وأصلها عندهم: وَسْمَاء، ومنهم من يجعل همزتها قطعاً زائداً ويجعلها جمع اسم سمِّيت به المرأة، ويقوِّي هذا الوجه برأي ابن منظور قولهم في تصغيرها: سُمَيَّة، ولو كانت الهمزة فيها أصلاً لم تحذف.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 07:24 م]ـ

أولى الإسلام موضوع التسمية عناية خاصة، ويجد الباحث في التراث الإسلامي الكثير من الدعوات التي تحرص على ضرورة تحسين الأسماء ونبذ القبيح منها، وما الآيات القرآنية التي تعنى بهذا الموضوع سوى دلالة واضحة على أهمية هذا الأمر بالنسبة لبني البشر، جاء في سورة الأعراف، آية 180 {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها .. }، وفي سورة البقرة، آية 31 {وعلَّم آدم الأسماء كلَّها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين}، وفي سورة آل عمران، آية 36 { .. وإني سمَّيتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}، وفي سورة آل عمران، آية 45 {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين}، وفي سورة النجم، آية 23 {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم .. }، وفي سورة الصَّف، آية 6 {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين}، وفي سورة مريم، آية 7 {يا زكريا إنّا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سمياً} ….

وثمة أحاديث كثيرة عن رسول الله "ص" يوصي فيها باختيار أحسن الأسماء، منها: " إنَّكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم "* (2)، " تسمَّوا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمَّام، وأقبحها حَرْب ومُرَّة "* (3)، "إذا سمَّيتم الولدَ محمَّداً فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبِّحوا له وجهاً "* (4)، "إنَّ من حقِّ الولد على والده أن يعلّمه الكتابة، وأن يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ"* (5)، "سمَّى هارون ابنيه شبراً وشبيراً، وإنِّي سمَّيت ابنيَّ الحسن والحسين "* (6)، "إنَّ أوَّل ما ينحلُ أحدُكم ولدَه، الاسم الحَسَن، فليُحَسِّنْ أحدُكم اسمَ ولدِه "* (7)، "مَنْ وُلد له ثلاثة بنين، ولم يُسمِّ أحدهم محمداً، فقد جفاني"* (8)،" أحبّ الأسماء إليَّ حمزة* (9) "، "سمِّ ابنك عبد الرحمن"* (10)، " سمّوا باسمي ولا تكْتَنُوا بكُنيتي"* (11).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير