مَضى الشَّخصُ ثُمَّ الذِّكرُ فانقرَضا معاً وما ماتَ كُلَّ المَوتِ مَن عاشَ مِنهُ اسمُ
10. التسمية بأسماء عربية قديمة اعتزازاً بالعرب والعروبة، وكثرت العودة إلى هذه الأسماء في الآونة الأخيرة (أيهم، أبان، يعرب، مُضر، رُلى، خنساء، سفَّانة، غَيْداق، بلقيس، كِندة، أكثم، ساعدة، تغلب .. ).
11. التسمية استجابة لرؤيا في المنام، أو وفاءً لنذر نذروه قبل الحمل أو خلاله، أو بكتابة مجموعة من الأسماء المفضلة على قصاصات من الورق ونثرها وانتقاء اسمٍ منها.
12. التسمية بأسماء المدن والأماكن وخاصة المقدس منها، أو التي لها علاقة بوجدان الأمة وتاريخها، وأكثرها انتشاراً المدن والبلدات الفلسطينية القابعة تحت الاحتلال الصهيوني (مكَّة، قدس، جولان، نجف، جنوب، بيسان، كربلاء، منى، عرفات، مشهد، حطين، ضفّة .. ).
13. التسمية بالكنى (أبو بكر، أبو طالب، أبو تراب، أبو فراس، أبو الخير، أمّ الهناء، أمّ كلثوم، أبو ذر، أبو تمّام .. ).
14. التسمية التي ترتبط بأحداث ومناسبات معينة (رمضان، عيد، شعبان، وحدة، حرب، عُمْرة، تحرير، مقاومة، عبور، نجاح، زلزال، عرَفَة، انتصار، جمعة، محرّم .. ).
15. يحرص كثير من الأهل على تسمية أولادهم بأسماء غير متداولة، وتمتلك معنى جميلاً ولحناً موسيقياً لطيفاً ويصعب تحريفها في اللهجات العامية، خصوصاً اللهجات التي تفقدها حلاوة اللفظ وجمالية المعنى، بتشويه نطق بعض الأحرف (تحويل الثاء إلى سين، والذال إلى زين، والظاء إلى زاي .. ).
16. ينفرد كلّ قطر من أقطارنا العربية ببعض الأسماء الخاصة به كما في جمهورية مصر العربية (مرسي، عوضين، محمدين، أحمدين، حسنين، شحاته)، أو تسمية الولد بنفس اسم الوالد (علي علي .. ، سليم سليم .. )، أو وضع اسم الوالد أمام اسم المولود (أحمد أمين أحمد .. ، علي حسن علي .. )، أو تسمية الولد باسمين، اسمه واسم أبيه، واسم أبيه يقوم مقام لقب العائلة (أحمد أمين، صلاح سالم، سيد أحمد .. )، كما تنفرد بعض الطوائف والفرق الدينية بأسماء خاصة لأسباب عقائدية.
17. يميل بعض الناس للتسمية بأسماء مركبة (مجد العرب، نور الهدى، غصن البان، ورد الخال، ست الحسن، ستّ الكلّ، .. ).
18. بعض الأفكار المتخلفة تؤدي بأصحابها إلى تسمية أبنائهم بأسماء منحطّة منعاً للعين والحسد حسب اعتقادهم، خصوصاً إذا كان في تاريخهم وفيات متكررة للمواليد أو تشوهات خلقية، فتجلب هذه الأفكار وبالاً على أولادهم لا يقدّر الأهل عواقب فعلهم ذاك إلاَّ بعد فوات الأوان.
بعض الملاحظات حول الكتاب
- راودتني فكرة وضعتها بين سطور هذا الكتاب اعتقاداً مني بأنَّها ستلقى القبول والاستحسان، رغم أنَّها جعلتني أُبحر بين طيّات مجموعة جديدة من الكتب والمراجع، وهذه الفكرة هي أنْ لا يقتصر الأمر على معاني الاسم وحدها، بل إضافة معلومة معينة بجانب الاسم، يجد فيها صاحب هذا الاسم أو ذاك، متعةً جذابة، وفائدة عذبة، ونكهةً تُبعد الملل والضجر، وهذا ما أبتغيه.
فهذه المعلومة قد تكون بيتاً شعرياً عذباً، أو معلومة نُهلت من منهل التاريخ أو الأدب أو الجغرافيا أو من التراث الديني، أو هي حكمة مأثورة أو مثل صاغه الحكماء من أجدادنا.
- وأسهبت بشيء من التفصيل حين تكلمت عن أعلام العرب، لاعتقادي أنَّ ذلك من الأمور الهامة، خصوصاً وأنَّ المجتمع اللبناني يعتبر البوّابة الرئيسية للتغريب، فكم منا يعرف المساهمات العظيمة التي نسجها العلماء العرب في بساط الحضارة، وما الذي نعرفه عن البتّاني أو الزهراوي أو الرازي أو علي بن العباس أو البوزجاني أو ابن النفيس أو غيرهم من أعلام الحضارة العربية والإسلامية، ولست أقصد من خلال هذه الصفحات القليلة تأريخاً للعلوم عند العرب، بل نافذة يطلُّ منها الناظر على قافلة الرجال الذين وهبوا حياتهم في سبيل تقدم الحضارة الإنسانية، وما يدمي أنَّ الإحباط واليأس عند جزء منا، أوصلاه إلى الاعتقاد أنَّ العقل العربي لم يصل علمياً لدرجة كبلر وغاليليو ونيوتن وغيرهم، ولأنَّ ماضينا فيه كلّ ما يُعتز به ويفخر، وكلّ ما يوحي بالثقة بالنفس والاعتماد عليها، ولأنَّ الحاضر هو الصَّرح الذي نبني عليه المستقبل، لهذا علينا أن نستحضر الماضي ونتبصّر فيه، وأن نتفهّم مشاكلنا بأنفسنا، وأن يكون ماضينا حافزاً للنهوض والتغلب على العقبات، لنساهم
¥