تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بدورنا المطلوب في مسيرة الحضارة الإنسانية.

إنَّ النهضة العلمية الغربية لم تكن عملاً غيبياً ولا معجزة من أعمال السحرة، إنَّما هي حقيقة حضارية وإنسانية معاً، ولكنها لم تأتِ من العدم ولم تنبت من فراغ، وكانت مساهمة العرب رائدة بين الأمم الأخرى في تطور العلوم البشرية كافة، وفي العهد الحديث ورغم كلّ ما نتعرّض له من تشويه لإنساننا ولتاريخنا نجد بعض العلماء المنصفين يقدرون ما قدمه أجدادنا خلال عقود طويلة من الزمن، يقول العالم سيديو* (23):"إنَّ العرب هم في واقع الأمر أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة"، ويقول وليم أوسلر* (24):" لئن أشعل العرب سراجهم من القناديل اليونانية، فإنَّهم ما لبثوا أن أصبحوا جميعاً شعلة وهّاجة استضاء بنورها أهل الأرض".

وفي نهاية الأمر ليس المقصود التغنّي بعظمة الماضي وعظمة الذين ذهبوا، بل إنَّ الاهتمام بالتاريخ هو جزء من حبِّ المعرفة، والشغف باستطلاع الماضي هو رغبة عند الإنسان، ولأنَّ التاريخ هو المنارة التي تنير الطريق لأمة ما في خط سيرها الحضاري نحو مزيد من التقدم، والعرب أصحاب حضارة غنية لن يستطيع الحاقدون أو الطامعون طمسها مهما فعلوا.

ويبقى الإبداع الإنساني وقود الحضارة ومؤججها، وكلّما تعرّض هذا الإبداع إلى أنواع ضاغطة من التحدي، كلّما كان العطاء الحضاري فاعلاً ومؤثراً، وبين الإبداع والتحدي تكمن عظمة الإنسان، وتتفجّر طاقاته وتبرز مضامين تطلعاته، وأكثر من ذلك تمنحه مبررات وجوده، فالوجود العربي كلّه بحاجة ماسّة ودائمة إلى ومضاتٍ حضارية، تقنع الإنسان العربي بأنَّ له غايات يعيش لأجلها، وأنَّ له أهدافاً عظيمة يسعى إليها، فعندما يرضى الإنسان أن يعيش هامشياً ذيلياً بلا هدف وبلا انتماء، فإنَّما يعيش خارج التاريخ، ونحن نريد لأبنائنا أن يكونوا صانعي التاريخ وأحداثه، ولكلّ ما سبق من اعتبارات وأفكار أرى رابطاً يربط ما بين الاسم وأعلام حضارتنا الكبار، لذلك منحت نفسي حقّ الاجتهاد ووضع هذه الإطلالات على بعض أعلام الحضارة العربية والإسلامية، وأرجو أن أكون قد أصبت في اجتهادي هذا.

- وموضوع آخر نال نصيبه من الإسهاب ورد تحت اسم" قدس"، يتعلق بتاريخ مدينة القدس العربية، لما يلفُّ هذا الموضوع من ضبابية في الأذهان بسبب ما تروجه الدعاية الصهيونية، فهذه المدينة ومنذ تباشير قداستها عندما بناها وحكمها عربي زاهد متعبِّد"ملكي صادق" الذي استقبل أبا الأنبياء النبي إبراهيم"ع" أثناء مروره بها، إلى أن قاتل السيِّد المسيح"ع" تجار الهيكل اليهود، إلى أن أسرى الله بخاتم أنبيائه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، إلى يومنا هذا، والمدينة تتحدى دياجير الظلام بأنوار الهداية، لهذا أعتقد أنَّ الإلمام بتاريخها القديم ضرورة ملحّة لكلِّ عربي.

- خلال الاستعمار التركي لبلادنا أخذ الأتراك من اللغة العربية أسماء عديدة، ولعدم وجود التاء المربوطة في لغتهم أبدلوها بتاء طويلة (جودت، نجدت، نصرت، عفت .. )، وكذلك أضافوا ياء النسبة إلى بعض الكلمات وسمَّوا بها (رمزي، فوزي، فهمي، نصري .. )، أشرت إليها ضمن الكتاب ووضعتها بأصلها العربي (جودة، نجدة، نصرة، عفّة .. ).

- اكتفيت بتعداد الأسماء المركبة دون شرح لئلا أقع في التكرار، لأنَّ معظمها منسوب إلى الباري عزّ وجلّ أو إلى الدين أو إلى الإسلام، وما تبقى منها يمكن إيجاد كلّ اسم مفرد من الاسم المركب في سياق ترتيب الكتاب الأبجدي، مثلاً اسم: مجد العرب، مجد: في لائحة أسماء حرف الميم، والعرب: في لائحة أسماء حرف العين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-*- التوضيح كان في الأصل: ـ ع ـ أو ـ ص ـ أو ـ رـ في أصل الموضوع قبل النقل، فالآدب أن نقول: عليه السلام، صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه، ورضيَّ الله عن صحابة رسول الله، كلهم و:= والحمد لله رب العالمين.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 07:38 م]ـ

يتضمن الكتاب عدداً قليلاً من الأسماء الأجنبية التي استطعت الحصول على مصدر موثوق لها.

- وبما أنَّ أكثر الأسماء العربية غير معرَّفة بأل وهي أعلام فقد عرَّفتها بالمعرفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير