ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 05:55 ص]ـ
اختبر الذهن والذكاء ولاتحكم من دمامة الشكل
أذكر سعد بن ضمرة وقالوا إنه كان كثيراً ما يغير على بلاد النعمان بن المنذر وينقض على أطرافها حتى عيل صبره وبدا ضره فبعث إليه النعمان: إن لك ألف ناقة حمراء على أن تدخل في طاعتي فوفد عليه وكان سعد بن ضمرة نحيفاً قصيراً دميماً وكان ملتفاً بعباءة فلما رآه النعمان ازدراه وقال: لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال سعد: أبيت اللعن، إن الرجال لا تكال بالقفزان ولا بمسوك يستقى بها من الغدران وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه إن نطق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بجنان، فقال له النعمان: أنت سعد بن ضمرة
قال عبد الملك بن عمير: قدم علينا الأحنف الكوفة، وهو أصلع الرأس متراكب الأسنان أشدق مائل الذقن ناتئ الجبهة جاحظ العينين خفيف العارضين أحنف ولكنه كان إذا تكلم جلى عن نفسه سائر العيوب
ونظر معاوية إلى النحار بن أوس العدوي الخطيب النسابة في عباءة في ناحية من مجلسه فأنكر مكانه وازدراه فتبين للنحار ذلك في وجهه فقال: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك إنما يكلمك من فيها وكمال الرجل آدابه لا ثيابه وأنشد:
إني وإن كنت أثوابي ملفقة ... ليست بخز ولا من نسج كتان
فإنّ في المجد هماتي وفي لغتي ... فصاحة ولساني غير لحان
وأراد بعض الأعراب مخاطبة إنسان فازدراه الرجل لرثاثة ثوبه وخسة حاله وأبى أن يكلمه فقال: مالكم يا عبيد الثياب وأشباه الكلاب حقرتموني لأطماري ولم تسألوني عن مكنون أخباري ثم أنشد:
المرء يعجبني وما كلمته =ويقال لي هذا اللبيب اللهذم
فإذا قدحت زناده ووزنته =بالنقد زاف كما يزيف الدرهم
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 06:07 ص]ـ
ودخل كثير بن عبد الرحمن وكان شديد القصر على عبد الملك بن مروان في أول خلافته فاقتحمته عينه (أي صار يديم النظر إليه مستغرباً) ففهم عنه فقال كثير: يا أمير المؤمنين كل عند نفسه واسع الفناء شامخ البناء عالي السناء ثم أنشد للعباس بن مرداس:
ترى الرجل النحيف فتزدريه = وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه = فيخلف ظنك الرجل الطرير
بغاث الطير أطولها رقاباً = ولم تطل البزاة ولا الصقور
خساس الطبر أكثرها فراخاً = وأم الباز مقلاة نزور
ضعاف الأسد أكثرها زئيراً = وأضرؤها اللواتي لا تزير
وقد عظم البعير بغير لب = فلم يستغن بالعظم البعير
يصرّفه الصغير بكل أرض = وينزله على الخسف الجرير
ينوّخ ثم يضرب بالهراوي = ولا عرف لديه ولا نكير
فما عظم الرجال لهم بزين = ولكن زينهم كرم وخير
فقال عبد الملك قاتله الله ما أطول لسانه وأمد عنانه وأجر أجنانه فقال: إني لأحسبه كما وصف نفسه وأمر له بصلة حسنة
وقال أبو عبيد البكري في لآلئه: إن كثيراً كان لا يبلغ طوله ضروع الإبل لقصره وكان إذا دخل على عبد الملك يقول له حين يراه طأطئ رأسك لئلا يصيبه السقف تهكماً به
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 12:17 ص]ـ
ذكاء وفطنة لقمان الحكيم
كان لقمان عبداً نوبياً أسود وكان قد أعطاه الله تعالى الحكمة وكان لرجل من بني إسرائيل اشتراه بثلاثين مثقالاً ونش , أي نصف مثقال وكان يعمل له وكان مولاه يلعب بالنرد يقامر عليه وكان على بابه نهر جار فلعب يوماً بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدي منه وإن هو قمر صاحبه فعل به مثل ذلك قال فقمر سيد لقمان فقال له القامر أشرب ما في النهر وإلا فافتد منه قال فسلني الفداء قال عينيك أفقؤهما أو جميع ما تملك قال أمهلني يومي هذا قال لك ذلك قال فأمسى كئيباً حزيناً إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيديه وكان سيده إذا رآه عبث به ويسمع من الكلمة الحكيمة فيعجب منه فلما جلس إليه قال لسيده ما لي أراك كئيباً حزيناً فاعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك فاعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فاعرض عنه فقال له أخبرني فلعل لك عندي فرجاً فقص عليه القصة فقال له لقمان لا تغتم فإن لك عندي فرجاً قال وما هو قال إذا أتاك الرجل فقال لك اشرب ما في النهر فقل له اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد وتكون قد خرجت مما ضمنت له فعرف سيده أنه قد صادق فطابت نفسه فلما أصبح جاءه الرجل فقال له فلبي بشرطي قال له نعم اشرب ما بين الضفتين أو المد قال لا بل ما بين الضفتين قال فاحبس عني المد , قال:كيف أستطيع؟
فتركه.
فاعتقه سيده.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 12:40 ص]ـ
شكراً لمشاركتك الرائعة أخي رعداً كما عهدناها دائماً
بوركت وفقك الله
ـ[علي مخلوف الفرجاني]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 08:11 ص]ـ
أختي النبيلة // الباحثة عن الحقيقة
حديثك ما أجمله جمع بين الفائدة والمتعة
فيما اعتقد أن ابن الجوزي ألف كتابا اسماه (الأذكياء)
جعل الله ملهمة في الخير يا جامعة لكل كريمة
¥