تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَلفِظُنِي الدَقائِقُ مِنْ مِسَاحَتِها

لأَقْبَعَ مِثلَ تَارِيخٍ تَسَمَّرَ فَوْقَ نَاصِيَةِ السِنيْن

ويُضِيعُنِي خَطْوِيْ

فأَقصِدُ كُلَّ وَهْمٍ عَلَّنِي أَلقَاكِ فيهِ تَمِيْمَةً

أَو أَلتَقِيْكِ خَيَالَ سَوْسَنةٍ

تَأرجَحَ قَدُّها مَع عَاصِفِ التِذْكَارِ في بَوْحِ الأَنِيْن

...

مَا زِلتُ أَذكُرُ كَيْفَ أَشْرَقَ وَجهُكِ القَمَرِيُّ

فِي عَيْنَيَّ بَدْرَاً فاكتَحَلْتُ بِحُسْنِه ..

أَوَتَذْكُرِيْن؟!

لَمَّا تَخَلَّلتِ الفُؤَادَ كَنَسْمَةٍ

بَعَثَتهُ مِنْ جَدَثِ الضَياعِ فَرَاشَةً ..

حَمَلَت إِليْكِ رَحِيقَ زَهْرَةِ قَلْبِيَ المَسْكُوْنِ بِالوَلَهِ الدَفِيْن

فَاستَقْبَلَتْها بَسْمَةٌ

مِثْلَ افتِرَارِ فَمِ السَماءِ

إِذَا أُزِيْحَ نِقَابُ حُلْكَةِ لَيْلِهَا

–فِي الفَجْرِ-

عَنْ صُبْحٍ مُبِيْن

أَجْرَيْتِ فِيْ الأَعْطَافِ أَنْهَارَاً تُرَوِّيْهَا جَدَاوِلُ مِنْ مَعِيْن

فَتَعَمَّدَتْ مِنْ طُهْرِهَا رُوْحِي

ومَاطَتْ عَنْ حَشَاشَتِها نِكَاتَ تَعاسَةٍ

طُبِعَتْ مَعَ الآلامِ فِي المَاضِي الحَزِيْن

ثُمَ اتْكَأتِ عَلى أَرائِكِ قَلْبِيَ المَكْلُومِ أَعْوَامَاً

وقَلبَكِ تَحمِليْن

مَلَّكتِنيْه حَمَامَةً

سَكَنَتْ ..

وكَان مُقَامُها كَالرُوْحِ

تَقْرُبُ –فِيَّ- مِنْ حَبْلِ الوَتِيْن

جَعَلَتْ جَناحَيْها رَبَابَاً

نَثَّتِ السَحَّ الرَقِيقَ مِنَ المَحَبَّةِ والحَنانِ

وأَغْدَقَتْ فِي البَذْلِ

حَتَّى خِلْتُ أَنَّ كِلاهُمَا كَانا "يَمِيْن"

...

أَرْتَادُ أَطْلالَ اللِقَاءِ فَلا أُلاقِي غَير نَزْفِ تَصَافُحٍ ..

وفُتَاتَ أبْيَاتٍ ..

وسََقْطَ مَشَاعِرٍ ..

ونُثَارَ ظَنٍّ طَامِسٍ آثَارَ خَطْوِ الرَاحِليْن

فَأجُرُّ ظِلِّي عَائِدَاً ..

تَجْتَاحُنِي الذِكْرَى مَع العَصْفِ المُدَمْدِم ..

والسُكُوْن .. !!

ومَع الصَباحِ إِذا تَنَفَّسَ ..

مَع تَبارِيْحِ الهُمُومِ بِعَتْمَةِ اللَيْلِ الحَرُوْن .. !!

ومَع انطِفَائِي ..

أَو تَلأْلُؤِ نَجْمِكِ الدُرِّيِّ فِيْ صَفُوِ العُيوْن .. !!

ومَع ابتِسَامِي ..

وانبِجَاسِ الدَمْعِ مِن عَيْنَيَّ دَفَّاقَاً سَخِيْن

ذَاوٍ ..

"يَطُوفُ" بِمحْجَرَيَّ السُهْدُ ..

"يَسعَى" فِي عُرُوقِي الوَجْدُ ..

"يَرجُمُنِي" النَوَى والبُعْدُ ..

"يَنْحَرُنِي" الغِيَابُ بِمَذْبَحِ العَجْزِ اللَعِيْن

...

.

.

.

وقَضَيْتُ ..

حِيْنَ قَضَيْتِ أَمْرَ بَقائِنا

رُوْحَاً مُوَحَّدَةً لأجْسَادٍ تَبِيْن

قَد كُنْتِ "أَنْتِ" حَقِيْقَةً أَحْيَا بِها ..

والآنَ تَقتُلنِي الحَقِيْقَةُ كُلَّ حِيْن .. !!

نص بعنوان " دموع تحتكر الملح "

لمحمد غطاشة

(1)

.

دُمُوْعٌ تَحْتَكِرُ المِلحْ

الإهداء: ...

(وقد كانت قد ألحّت عليه طويلاً, لا تنسني .. لا تنسني ..

ثمّ ما لبثت أن نَسِيَتْه)

.

.

دثّرتُ قَلْبَ الحَرفِ

لَمّا حَطَّ بالقِرطَاسِ مُرتَجِفاً دَمَوْعَا

وطَويْتُ بُرْدَ السَطرِ فَوْقَ يَرَاعَةٍ

بَلِيَتْ ..

فصَارَ أنيْنُها مَسمُوْعَا

دَثّرتُه, وتَمائِمٌ من لوعَةٍ في جِيْدِه

عَنهَا يُردِّدُ تَمْتَماتْ

"لا تَنْسَني"

"لا تَنْسَني"

مَا زَالَ يَصرخُ كي يُذكِّرَها بها أبداً ..

فَيصفعُه السُكاتْ

هو "وَحْيُ" بَيْنٍ قَد تَنزّلَ حَامِلاً بيَسارِه مَكتُوبَها

ويَضُمُّ فِي نَبراتِه تَوْدِيعَا

.

.

يَا زَاجِلَ الأحزانِ رِفْقاً بالفؤادْ

أوَلستَ مَن حَملت جناحاكَ المحبّةَ ..

فانتَشيْنَا بالمَحبّةْ .. ؟!

أوَلستَ مَن طَبَّبْتَ بِالأفرَاحِ قَلْباً يَابِسَاً

لِتَرِقَّ شَتْلاتُ الهَناءِ وتَغتَدِي خَضراءَ رَطْبَةْ .. ؟!

ثَمَرُ الهَوَى مِنها تَدلَّى

فاقتَطَفنَا بَعضَه نَقتَاتُه زَادَاً يُعوِّضُ أَمسَنا الرَيَّانَ جُوعَا

وحَمَلتَ نَبضَ قُلوبِنَا فَرَحاً عَلى دَرْبِ الوِدَادْ

شَفَةً يَخُطُّ سَناؤُهَا فِي الأُفقِ أَقوَاسَ ابْتِسَامٍ

تَنْجَلِي بِشروقِها لُجَجُ البِعَادْ

واليَوْمَ سَالَ نَدَاكَ مِنْ عَيْنِي دُمُوْعَاً

واليَومَ يَكْسُونِي رَسوْلُكَ شَرَّ أَثوَابِ الحِدَادْ

"تَلوِيْحُ كَفِّكَ" نَفْخُ رُوْحٍ فِيْ لَهِيْبٍ

كانَ فِي قَلْبِي جَمَادْ

.

.

يَا "وَحْيُ" كَيْفَ تُقلَّبُ الدُنيَا ويَنْقلِبُ الأَمِيْنُ إِلى خَؤَوْنْ

هَا أَنْتَ مَا أَدَّيْتَ فِيَّ أَمَانَتَكْ

ومَضيْتَ تَجْتَرِحُ الخَطَايَا كَيْ تُتِمَّ جِنَايَتَكْ

كَمْ أَثْقَلتْ جَذعِيْ وَصَايَاً كُنتَ تَسكُبُها بِسَمعِيَ

جُلُّهَا .. "لا تَنْسَنِي"

وحَفظْتُهَا أَزَلاً يَفُتُّ سَوَاعِدَ الأَزْمَانِ ..

يُوْهِنُهَا

ولَيْسَ بِوَاهِنِ

صَبْرِي .. انتِظَاري ..

لَهفَتِي ..

شَوْقِي .. احتِضَارِي ..

نَزْفُ دَمْعِي الدَّاكِنِ

هِيَ كُلُّهَا أَعْرَاضُ حِفْظِيَ للوَصِيَّةِ بِالوَفاءِ المُذْعِنِ ..

.

.

فَارْجِعْ لَها يَا "وَحْيُ" أَخْبِرهَا بِأَنيَ مَا نَسِيْتُ ولنْ أَخُوْنْ

أَنّي عَلى عَهْدِ المَحَبَّةِ لَو دَلفْتُ بِهَا إِلَى جَوْفِ المَنَوْنْ

ارْجِعْ وسَائِلْهَا بِصَوْتِيَ ..

أَيْنَ حِفْظُكِ .. ؟!

أَمْ سَلَوْتِ وَصِيَّةَ الـ "لا تَنْسَنِي" ..

وسَلَوْتِنيْ .. !

ارجِعْ ,,

فتَرْجِعُ لِيْ وقَدْ أَشْرَعتَ نَافِذةَ الأَمَانِ

-مُرَاوِغَاً-

وأَتَيْتَ بَابِيَ مُشْهِرَاً سَيْفَ النَوَى ..

وقَتَلْتَنِي .. !!

.

9/ 2/2008 م

.

ولدي كثير من النصوص التي انا بحاجة لإجازتها لأنني أود أن أقدم أدباً

أنا بحاجة حقيقية لنقاد يجيزون لي النصوص للطباعة فقط.

لأني أنوي تقديم قراءاتهم النقدية

آمل أن الرؤية اتضحت لك

ولولا خشيتي من أن يساء بي الظن لأتيتُ برابط موقعي لتقرأ المزيد

.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير