فالآية دقيقة، يجب أن تستشير، لأنه من استشار الرجال استعار عقولهم، فأنت تستعير مثلاً خبرة خمسين سنة بسؤال.
من هو الذكي العاقل الموفق؟ هو الذي يستشير، والنبي عليه الصلاة والسلام جاءه صحابي جليل، قال له: هل هذا الموقع في بدر، وحيٌ من الله أم الرأي والمشورة؟ فإذا كان وحيًا، فلا اعتراض، فقال له: بل الرأي والمشورة فقال الصحابي: يا رسول الله هذا ليس بموقع، قال له: أين الموقع إذًا، قال له هناك، وأشار إليه بكل بساطة، بكل طيب نفس، وقف قدوة لكل مَن يأتي بعده من العلماء والأمراء، فأمر الجيش أن يستقر في المكان الذي أشار إليه الصحابي، إذاً لقد مارس المشورة، "و شاورهم في الأمر".
فمن خصائص المؤمن، أنه يشاور، لكنْ من يستشير، الاستخارة لله، وتعلمون الاستخارة، يعني قبل أن تقدم على أمر مباح، من زواج، من شركة، من سفر، تستخير الله عز وجل، بأن تصلي ركعتين، وتدعو بدعاء معروف، إن كان في هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسره لي، وإذا كان خلاف ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه فلا أتعلق به، واقدر لي الخير حيث كان، هذه هي الاستخارة، أما الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين، فعوِّد نفسك، بكل عملك، بتجارتك، بصناعتك، بزراعتك، أنْ تبحثَ عن إنسان تثق بعلمه، وبخبرته، وبورعه، لتستشيره، فأنت إذا استشرته فقد استعرت خبرة خمسين عامًا بسؤال واحد.
لذلك يا أخي، القرآن الكريم يحضُّ على المشورة:" وشاورهم في الأمر"، إذا كان النبي المعصوم، المؤيد بالوحي، وبالمعجزات، مأموٌر أن يشاور أصحابه، فالمؤمنون من بابٍ أولى، فنحن إذاً من باب أولى أن نستشير، وما مِن إنسان يقع في شر عمله إلا وقد انفرد برأيه، استشِرْ يا أخي إن كنت تاجرًا، فابحثْ عن تاجر تثق في علمه، ودينه، وفهمه، وخبرته فاسألْه عما أنت مقبِل عليه، وإذا كنت بالصناعة فاسأل صناعيًّا مؤمنًا، وإذا كنت بالزراعة فاسأل زراعيًّا مؤمنًا، وإن كنت بالوظيفة فاسأل موظفًا مؤمنًا، فاستشر، فمن استشار الرجال استعار عقولهم، "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين"، والتوكل أيها الإخوة بالقلب لا بالجوارح، فعليك أن تسعى بجوارحك، قال أحد العلماء الكبار: السعي سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والتوكل حالة النبي، فله حال وله سلوك، فالسعي سنته، والتوكل حاله،
والحمد لله رب العالمين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 08:14 م]ـ
شكرا أخي الكريم
وقد شرّف الله عباده المؤمنين بقوله جلّ وعلا:
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53
فهلّا امتثلنا لقول الله عزّ وجلّ، وعرفنا من هذه الآية أن الشيطان حاضر يترقب أن ينزغ بيننا حين يشتد النزاع في القول وغيره إنّه كان لنا ولا يزال عدوا مبينا.
وفي الدفع بالتي هي أحسن مندوحة عن اللمز والهمز والسوء في القول.
نسأل الله أن يرزقنا اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
ـ[سما الإسلام]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 09:14 م]ـ
بورك فيك أستاذنا
و يقول الله تعالى
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:AyatServices%28%27/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=16&nAya=125%27%29)" النحل 125
فليتنا نعي و نمتثل
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 09:36 م]ـ
نعم هذا هو المنهج الإسلامي الصحيح ويندرج هذا فيما يُسمى بفن الدعوة ,
ولكن إذا ظهر من المدعو العناد والظلم، فلا مانع من الإغلاظ عليه، كما قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)، وقال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
بورك فيك أخي الكريم سعد
جزاك الله خيراً
وأسعدك في الدارين
ـ[سمية ع]ــــــــ[19 - 12 - 2008, 12:06 م]ـ
بارك الله فيكم ...
قال الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام عندما أمره أن يذهب لفرعون الطاغية ((فَقل له قولا ليناً ... ))