تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال ابن ابي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالاعز نفسه ويعني بالاذل رسول الله صلى الله عليه وسلم (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) سمع هذه المقالة من عبد الله ابن أبي زيد بن الأرقم رضي الله عنه وكان فتى حديث السن فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقولة ابن أبي فالنبي عليه الصلاة والسلام كتمها في نفسه ولم يرد ان يعمل فتنة فعمر رضي الله عنه قال (يا رسول الله دعني اضرب عنقه) قال (ويحك يا عمر اتريد ان يتحدث الناس ان محمد يقتل اصحابه نادي بالناس بالرحيل) فرحل في ساعة لم يكن يرحل فيها فتبعه سعد بن عبادة رضي الله عنه قال يا رسول الله رحلت في ساعة لم تكن ترحل فيها قال (اما بلغك ما قال صاحبك) قال (من صاحبي) قال (ابن ابي) قال (وماذا قال) قال (يزعم ان رجع المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل) (اذن انت تخرجه يا رسول الله انت والله العزيز وهو الذليل) قال (لا ولكن نرفق به) نتحمله ونصبر عليه عليه الصلاة والسلام ما كان اشد حلمه وما كان اعظم عفوه

فمشى بالناس طول الليل وكامل النهار لغاية ما قبل الظهر والناس قد تعبوا فناموا وقاموا وقد نسيوا المقالة وبلغ ابن أبي ان زيد بن الارقم قال للنبي عليه الصلاة والسلام ما قاله فاتى يعتذر ويحلف بالله ما قال وفي المجلس نفرمن اكابر الصحابة قالوا يارسول الله هذا ابن أبي يحلف انه لم يقل فيمكن ان زيد بن الارقم شاب صغير السن لم يفهم الكلام فعفى عنه فنزلت الايات تصدق كلام زيد بن الارقم رضي الله عنه

رجع النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة وعبد الله بن عبد الله بن ابي سبحان الله يخرج الحي من الميت فعبد الله بن ابي زعيم المنافقين كان له ولدا اسمه عبد الله كان من كبار الصحابة المؤمنين الصادقين جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد سمع ما قال ابوه فقال يا رسول الله بلغني انك تريد قتل ابن ابي والله يا رسول الله لا تدعني نفسي انظر الى قاتل ابي يمشي بين الناس فاقتله فاقتل مؤمن بكافر فاذا اردت قتله فكلفني انا اقتله {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة/22] فاذا اردت قتله لا تكلف احد من اصحابك يقتله ودعني انا من اقتله قال (لا لا تقتله ولكن نرفق به) فيتقدم عبد الله بن عبد الله بن ابي سبق الجيش ووقف في مدخل المدينة والجيش يمر واحد وراء واحد لغاية ما جاء ابوه عبد الله بن ابي رفع السيف وقال له قف مكانك لن تدخل حتى تشهد انك الاذل ورسول الله الاعز فهذا هو الولاء والبراء الحب في الله الست انت من تقول لئن رجعنا الى المدينة لنخرجن الاعز منها الاذل والحقيقة ان الاعز هو رسول الله وانت الاذل فلن تدخل حتى تعترف بهذه الحقيقة وجاء رسول الله ووجد هذا الموقف فقال كفى يا عبد الله العفو فدخل المدينة وقوله سبحانه وتعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) حين ينظر الناس اليوم في واقع المؤمنين والمنافقين اين يرون العزة حقيقة هذه الايام المؤمنون ليسوا في عزة فاين العزة واين المجد واين الكرامة الان العولمة فرضت نفسها على العالم الدولة العظمى الوحيدة تفرض العولمة وكل شئ تريده على العالم فلذلك نقول كما نقل قال رجل لاحد العلماء اليس الله يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) قال بلى قال واين عزة المؤمنين فقال العالم لا تقول اين العزة ولكن قل اين "المؤمنون"

العزة لها شروط حين تتوفر هذه الشروط تتوفر العزة لما نكونوا مؤمنين حقا كما قال ربنا {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} [الأنفال/2] {الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} [الأنفال/3] {أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} [الأنفال/4] المؤمنون هم الذين كما وصفهم الله عز وجل في سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} {الذين هم في صلاتهم خاشعون} {والذين هم عن اللغو معرضون} {والذين هم للزكاة فاعلون} {والذين هم لفروجهم حافظون} {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} {والذين هم على صلواتهم يحافظون} {أولئك هم الوارثون}

[/ colo]

[COLOR="Black"] الذين وعدهم الله بالعزة فاذا قصر المؤمنون في طاعة ربهم واجتروا على محارمه ولم يقوموا بما اوجب وارتكبوا ما نهى سلطت عليهم الذلة كما هو الواقع ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم الذلة لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم)

اذاً اذا اردنا العزة يجب ان نرجع الى ديننا وربنا قال

(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)

فاذا اردنا ان نكون اعزاء علينا ان نكون مؤمنين كما كان عمر يقول في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران/110] وكان عمر يقول (من اراد ان يكون من اهل هذه الاية فليفي بشرطها) والشرط هو {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}

{من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} [فاطر/10]

اي فليطلبها من الله فان العزة لله جميعا نسال الله تعالى أن يرد المسلمين الى دينهم رداً جميلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير