تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعضها الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله في ما كتبه ([34] ( http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm#_ftn34))، ومنها كتاب "الرد على ابن حزم" لعبد الله بن طلحة اليابري، ذكره صاحب "النيل" و"المعلى في الرد على المحلى" لابن زرقون الإشبيلي، ذكره صاحب "الديباج" أيضاً. ورد أبي زكرياء الزواوي على ابن حزم في كتاب وسمه بـ"حجة الأيام وقدوة الأنام" وقد أثار هذا الكتاب ضجة في مراكش جعلت الخليفة يتدخل وأحضره الأمير بين يدي جمع من الفقهاء وعرض تأليفه عليهم، فتصدى المحدث عبد الكريم الحسن إلى الدفاع عن الزواوي فترك الرجل على اختيار ([35] ( http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm#_ftn35)).

واجهت المالكية بكل ما أوتيته من قوة، بالمجادلات والمناظرات تارة، وبالسلاح تارة أخرى، وكان القاضي عياض رحمه الله الخصم العنيد لدعوة ابن تومرت ومذهبه، قاومه بالعلم والسيف ([36] ( http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm#_ftn36)).

لم يرد في كتاب "الشفا" ذكر ولا إشارة إلى ابن تومرت ومذهبه، وإن كان الكتاب كله يقوم كما نص على ذلك مؤلفه في مقدمته على إثبات العصمة للرسول r ونفيها عن مطلق البشر من غير الرسل، وفي ذلك رد مباشر على مزاعم ابن تومرت بخصوص ادعائه العصمة، وقد أثبتت الدراسة المتأنية "للشفا" على أن تأليفه كان إبان حياة ابن تومرت وفي الفترة التي كان فيها ابن تومرت قد أخذ يحشد الناس ويدعوهم إلى مذهبهم وإلى محاربة مخالفيهم من المرابطين وأتباعهم، والمرابطون كانوا الأداة الفعلية لترسيخ المالكية، وفيما يخص ردود فقهاء المالكية على أتباع المهدي في زمنه وبعد وفاته، أورد صاحب "المعيار" أجوبة لبعض الفقهاء في تكفير من خرج عن الجماعة، وقصد بذلك أتباع المهدي، ويظهر من الفتوى أن حركة المهدي ظلت حية حتى بعد وفاته في جهات المغرب الأقصى ([37] ( http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm#_ftn37)).

على أن القاضي عياض لم يكتف بما ذكر في مواجهة التومرتية، ولكنه رأس ثورة أهل بلده بسبتة ضد الدعوة الموحدية، وحاربت سبتة جيوش عبد المومن بن علي الگومي، وعاود عياض الكرة بعد انهزامه فثار للمرة الثانية.

ويذكر عبد الواحد المراكشي أن الموحدين حاربوا المدونات المالكية ([38] ( http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie11.htm#_ftn38))، ويذكر غيره أن العناية بهذه المدونات توقفت كلياً في زمن الموحدين حتى أنه لم يبق أحد من فقهاء المغرب من يحفظها، وقد لا يخلو كل هذا من مبالغة، ولعل أهم ما يستفاد من مثل هذه الأقوال هو عنف المواجهة بين المالكية من جهة وبين التومرتية من جهة أخرى.

تلك هي الفرق والطوائف التي واجهتها المالكية في الغرب الإسلامي فيما بين القرنين الثالث والسادس الهجريين، وهي فرق وطوائف متباينة كما رأينا في أسسها ومبادئها وأهدافها ولعل الجامع الوحيد بينها، كما سبق أن ذكرنا هو نزوعها السياسي وطموحها إلى إقامة دولة باسمها، ولذلك فإن دراسة موضوع هذه الفرق وموقف المالكية منها يستلزم فيما نرى، الوقوف عند واجهتين:

أولهما: الواجهة الفكرية، باعتبار أن لكل هذه الفرق مبادئ تقف عليها وتدعوا إليها، ودراسة هذه الواجهة تدخل ضمن دراسة الفكر الإسلامي في الغرب الإسلامي، ومن المعروف أن هذا المجال خصب ومغر لما يتوقع أن يكشف عنه البحث في الفكر الإسلامي في هذه الجهة من العالم الإسلامي.

وأما الواجهة الثانية، فيمثلها النشاط السياسي لهذه الفرق، ويدخل هذا الموضوع في حيز التاريخ السياسي، ومن الأكيد أن هذه الفرق والطوائف المذكورة كان لها أثرها في خلق الحدث السياسي تارة، وفي توجيهه تارة أخرى، ولذلك فإنه من الخطأ فيما نرى تفسير التاريخ السياسي في شمال إفريقيا تفسيراً يقوم على الاتكاء على الأصول البشرية، بمعنى أن تاريخ الإسلام في شمال إفريقيا والأندلس لم يكن مجرد صراع وتطاحن بين قبائل بربرية وعربية، فليس تاريخ المغرب تاريخ الصراع بين مصمودة وصنهاجة، ولا تاريخ الأندلس تاريخ الصراع بين اليمنية والقيسية من جهة ولا بين البربر والعرب عامة من جهة أخرى، هذا مع عدم إنكار الأثر العرقي في التاريخ، ولعله قد آن الأوان للنظر في الأثر الكبير الذي كان للمذاهب والفرق والطوائف التي ظهرت في هذه الجهة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير