تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[09 - 09 - 05, 05:34 م]ـ

وقفات مع جواب د. سعود الفنيسان على السؤال الأول

يقول الدكتور ((أن كل العلوم كانت تُدَرّس في السابق في المسجد من الطب والفلك والترجمة والمنطق والجبر والهندسة والحساب فضلاً عن علوم اللغة والتاريخ فلماذا تقتصر حلقات العلم ودوراته على العلوم الشرعية فقط أو بعضها؟))

تعميم لا يُسلَّم،

ثم إن مستجدات العصر الحاضر في هذه العلوم الطبيعية والتجريبية كالطب والهندسة وغيرها ليست كما هي في الماضي وهذا لا ينكره أحد.

ففي الوقت الحاضر تدريس العلوم التجريبية يحتاج إلى معامل ومراكز متخصصة لها لتواكب نوازل العصر وليست بتلك العفوية والبساطة التي كانت في الماضي حتى تدرس في المساجد!

وأبجديات هذه العلوم يأخذها الطلاب في المدارس النظامية في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي.

ثم قول الدكتور ((لماذا لا تُعقد في المسجد دروس وحلقات في علم الاقتصاد، وأخرى في علم النفس، وأخرى في علم الاجتماع؟))

أكرر الذي قلته من أن هذا تعميم لا يُسلَّم.

فالمسميات لا تغير من الحقيقة شيئاً

أليس في هذه الدورات تدريس لمتون فقهية فيها أبواب للبيوع والمعاملات .. الخ

ويقوم بتدريس هذه المتون علماء كبار هم أعضاء في اللجان الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية وغيرها، بل إن هناك دورات تعقد لتدريس كتاب البيوع فقط من أحد المتون الفقهية.

و هناك دورات أقيمت فقط في الاقتصاد تناولت المستجدات فيه من الأسهم والشركات وغيرها.

فلم هذا التعميم والقلق والخوف من أن هذه الدورات قد تخرج علمانيين!

ومثله يقال في ما طالب به الدكتور من دورات في علم النفس والاجتماع.

فهو موجود و مطروح في دروس السيرة النبوية، وممن يقوم بتدريس هذه الدروس هم أصحاب الاستشارات الاجتماعية في المراكز المتخصصة لها حيث يبينون للناس هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أهله ومجتمعه وكيفية حل المشكلات إلى غير ذلك.

أم أن تدريس علم النفس والاجتماع لن يستفاد منه إلا بطرح نظريات ومدارس وتجارب الغرب التي أعلن عن فساد وعدم صلاحية كثيرة منها.

يقول الدكتور ((ثم إن المنهج التقليدي لدراسة العلوم أغرق في صفة التخصص إلى حد أن الشيخ أو الأستاذ إذا كان متخصصًا في علم كالفقه أو التفسير أو الحديث لا يُقبل منه أو يُسمع إذا كان يكتب أو يؤلف أو يحاضر في فن آخر، مع أن سلفنا الصالح تجد الواحد منهم مشاركًا في كل الفنون تقريبًا، فتجد للفقيه تأليفًا في التاريخ واللغة والأدب والجدل والخط والرسم والفلسفة والطب، الخ، كالرازي وابن رشد، وابن حزم، وابن الجوزي، وابن تيمية، والذهبي، والسيوطي، وغيرهم.))

إن أدنى متابع للدورات يعلم عدم صحة هذا الادعاء.

فتجد العلماء في هذه الدورات يدرسون في تخصصهم وفي غير تخصصهم، بل إن الدكتور الفنيسان وهو الذي كان عميدا لكلية الشريعة – سابقا لا يخفى عليه أن الكلية تكلف بعض أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة وتخصصهم الفقه إلى أن يدرسوا التفسير والعقيدة وغيرها من العلوم التي يدرسه طلاب الكلية.

إلا إن خالف أحدٌ قواعد وضوابط علم من العلوم فلا يقبل كلامه لأنه خالف قواعد هذا العلم لا أنه ليس بمتخصص فيه.

والسلف الصالح الذين أخذوا بحظ ونصيب من كثير من العلوم كانت لهم الهمم العالية في التحصيل والجد والصبر على ذلك،

وهذا مما ضَعُفَ كثيراً في هذا الزمن وأقرب مثال على ذلك مما يشاهد في بعض -وربما كثير- من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وفي التخصصات الشرعية ممن هو يقوم بتدريس مقرر في أحد المستويات سنين عديدة ويرفض أن يدرس غير هذا المستوى ولو كان في المادة نفسها، فما بالك بأن يدرس غير هذه المادة!

وليت الدكتور لم يحشر في التمثيل بالسلف الصالح أمثال ((الرازي وابن رشد))

فليسوا ممن يُمَثّل بهم في السلف الصالح وليس هذا موضع التفصيل.

يقول الدكتور ((فواجب علماء عصرنا أن يركّزوا على المستجدات والنوازل العقديّة والفقهية والاجتماعية، ويجلوا وجه الحق فيها، كتشريع القوانين الوضعية والتحاكم إليها، وعلاج مشاكل الفقر والبطالة والعنوسة وتكفير المجتمع.))

إن هذه المطالب للدكتور تنوء بحمل بعضها الدول!

فكيف تطالب الدورات التي تعقد في فترة قصيرة من الإجازة الصيفية أن تقوم بهذه الأعمال!

فالدورات العلمية تقوم بدور مخصص لها وليس مهمتها إصلاح كل شيء.

وبعض المطالب التي ذكرها الدكتور قد قتلت بحثا ودراسة من العلماء والمختصين وأشهر مثال على هذا العنوسة وغلاء المهور فقد بحثت في عدة مجالس وهيئات، من هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى وغيرها ولم يبق لها إلا كما قاله أحد أعضاء هيئة كبار العلماء لو طبقت التوصيات التي صدرت من هذه الدراسات لانتهت المشكلة!

ومثل هذا يقال في علاج البطالة ومشكلة الفقر وغيرها فالكثير منها إن صح التعبير قد قتلت بحثاً ودراسةً وخرجت بتوصيات إلا أنها وقفت عند حاجز التنفيذ!

ويبقى هناك قضايا ونوازل تحتاج إلى نقاش وبحث

وهذه محلها مؤسسات أمثال: مجمع الفقه الإسلامي وليس مجالها الدورات العلمية.

يقول الدكتور ((لقد حطم أجدادنا بالأمس أوثان الحجر والشجر وعبدوا الله في الأرض،

فلماذا لا يحطّم الأبناء والأحفاد اليوم أصنام الكفر والإلحاد ويعبدون الله كما عبدوه؟))

لم افهم هذه العبارة، ولا المقصود من إقحامها في نقده للدورات العلمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير