تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا، هذه المعاني مجهولة حتى إن بعضهم يقول حتى النبي ? لا يعلم هذه المعاني، إنما هو إثبات ألفاظ دون معاني لها، فنفوض المعنى لأنه لا معنى معقول من هذه الصفات.

ولاشك أنَّ مذهب المفوضة هو شر المذاهب؛ لأنه يقتضي تجهيل الصحابة رَضِيَ اللهُ عنْهُم بل يقتضي أنَّ في القرآن كلاماً وآيات كثيرة لا أحد يعلم معناها، ومعلوم أنَّ أكثر القرآن في الغيبيات ولذلك جاء أول آية في القرآن في امتداح الذين يؤمنون بالغيب يعني في سورة البقرة ?الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ? [البقرة:1 - 2]، والإيمان بالغيب يقتضي الإيمان بالكيفيات والله ? أعلم بها، والإيمان بمعاني ما دلنا ربنا ? به على الغيب، نؤمن بها على ظاهرها؛ يعني على ما دلت عليه لغة العرب.

نعم معلوم أنَّ المعاني في الشيء الواحد تتفاوت، فمثلاً إذا أخذت السمع، إذا أخذت البصر، إذا أخذت القوة، خذ القوة مثلا والقدرة، الكائن الضعيف، النملة لها قوة ولها قدرة ولها نطق ولها سمع ولها بصر، فأصل القوة موجود فيها؛ يعني معنى القوة موجود فيها، ما هو أعلى منها في الخِلْقة من جهة مثلاً الهرة موجود عندها قوة، لاشك موجود عندها، بصر موجود عندها سمع، موجود عندها قدرة على أشياء، خذ الأعلى منها الأعلى إلى أن تصل إلى الإنسان إلى أن تصل من الحيونات إلى ما هو من جهة القوة والقدرة أقوى من الإنسان يعني بذاته يعني من جهة الحوانات المفترسة كالأسد ونحو ذلك.

إذاً القوة قدر مشترك، القدرة قدر مشترك؛ لكن نقول إنه مادام أنها في النملة مختلفة عن الإنسان، نقول: لا فالإنسان ماله قوة لأنَّ قوة النملة هذه، هذا تحديد للصفة ببعض أفردها، ببعض من يتصف بها وهذا جناية على المعنى الكلي؛ لأنَّ اللغة العربية كليات، فيها كليات المعاني، أما الذي يوجد في الخارج فيه الذوات نعم نقول جدار جبل يد أشياء هذه تتصورها؛ لكن من جهة المعاني، المعاني تتصور هذا المعنى بالإضافة إلى من اتصف به.

ولهذا شيخ الإسلام انتبه لقوة هذا المعنى في الرد في المبتدعة الصفاتية والجهمية وغيرهم، فقرَّرَهُ في كتابه التدمرية كما تعلمون.

إذاً فتفويض المعنى، المعنى أصلاً متفاوت فإذا فوضنا المعنى معناه أننا لا نعلم أي قدر من المعنى، وهذا لاشك أنه نفي وجهالة بجميع دلالات النصوص على الأمور الغيبية، وهذا باطل؛ لأنَّ القرآن حجة، وجعله الله ? دالاً على ما يجب له ? وما يتّصف به ربنا ? من نعوت الجلال والجمال والكمال.

التفويض يحتاج إلى مزيد بسط؛ لكن يمكن أن ترجعوا إليه في مظانه، وكثير من العلماء فهم وظنْ أنَّ مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والسلف هو التفويض، حتى إنهم ينقلون كلام شيخ الإسلام ويحملونه على التفويض مثل السَفَّارِيني ومثل مرعي بن يوسف في أقاويل الثقات، وجماعة من المتأخرين ينقلون كلام شيخ الإسلام وفهموا أنَّ مذهب الإمام أحمد ومذهب شيخ الإسلام ومذهب السلف الذي هو أسلم أنه التفويض، وهذا ليس بصحيح، إذا كان المقصود تفويض المعنى بحيث إنه لا نعلم معنى استوى، لا نعلم معنى ?وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ? [البقرة:255]، إيش معنى العلي؟

نقول لا نعلم معناها؟؟

لا نعرف العلو، ما نعرف هنا العلي، قد يكون بمعنى الرحيم، قد يكون بمعنى القدير، فهذا تجهيل وجهالة؛ بل ربما آل إلى الطعن في القرآن ..

شرح الطحاوية (الشيخ صالح آل شيخ) حفظه الله

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[26 - 03 - 10, 05:35 م]ـ

شرح واضح ومفهوم

جزاكِ الله خيراً على هذه الفائدة

وجزى الله الشيخ صالح خير الجزاء

ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 03 - 10, 08:18 م]ـ

الأخت الكريمة طويلبة علم، بارك الله فيك وشكرا على المرور

ـ[المشتاقة للطاعه]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:21 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

ـ[سنية كوردية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا ممكن تكتب اسم المصدر وسنه الطبع وصفحة وومعلومات كامله عنه الموضوع بتاعك حول التفويض؟

واذا امكن تكتب لي التفويض عند السلف الكرام

وتكتب تعرف التفويض في الغة والاصطلاح مع اسم المصادر

ولكم جزيل الشكر

ـ[سنية كوردية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 02:54 م]ـ

قال ابن منظور رحمه الله (1): (التفويض) فوض إليه أمره: صيره إليه وجعله الحاكم فيه 0

وقيل كذلك في (المعجم الوسيط) (2): التفويض: (فَوَّضَ) الأمر إليه: جعل له التصرُّف فاوضه في الأمر مفاوضة: بادله الرأي فيه بُغية الوصول إلى تسوية واتفاق 0

وقيل أيضا (التفويض) في اللغة (3): (فَوَّضَ) إليه ألأمر (تفويضا ً) رَدَّه ُإليه، و (فاوَضَه ُ) في الأمر أي: جاراه، و (تفاوضَ) القَوم ُ في الأمر أي: فاوَضَ بعضهم بعضاً

وقيل (التفويض) في اللغة أيضا (4): (الفاء والواو والضاد، أصل صحيح يدل على اتكال في الأمر ورده عليه) 0

(1) لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى، (7/ 210) 0

(2) المعجم الوسيط، قام بإخراجه: إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار، المكتبة الإسلامية، (د – ت)، استانبول – تركيا، (2/ 706) 0

(3) مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، الناشر، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1967م، ص 514 0

(4) معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق: عبد السلام هارون، ط2، 1391هـ، مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي، (4/ 260) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير