[تابع السلسلة]
ـ[ام الزهراء]ــــــــ[01 - 06 - 10, 07:28 ص]ـ
http://nagdyah.jeeran.com/alfagr-nsaeem1.gif
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
سنتابع الحديث عن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر
وسنتناول:
1 - التواضع
2 - الكرم والسخاء
3 - الشجاعة والإقدام، واطراح الخور والجبن
13 - التواضع: الإيمان بالقدر يحمل صاحبه على التواضع مهما أوتي من مال، أو جاه، أو علم، أو شهرة ...
لعلمه بأن ماأوتيه إنما هو بقدر الله عزوجل ولو شاء لأنتزعه منه.
ومن هنا يتواضع لله جل وعلا، ويتواضع لبني جنسه، وينأى بنفسه عن الكبر والخيلاء.
وإذا تواضع الإنسان كمل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله، وعظم في القلوب وقاره،
وزاده الله شرفاً ورفعه، فمن تواضع لله رفعه
وإذا رفع الله عبداً فمن ذا الذي سيخفضه؟
وأحسن أخلاق الفتى وأتمها .. تواضعه للناس وهو رفيع
14 - الكرم والسخاء: المؤمن بالقدر يعلم علم اليقين بأن الله هو الرزاق
وهو الذي قسم بين الخلق معيشته، فكلٌ له نصيبه،
ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، ولن يفتقر أحد إلا بقدر الله عز وجل.
كما أن الإيمان بالقدر يشرح صدر صاحبه للإنفاق في وجوه الخير فـ يؤثرها بجانب من ماله ولو كان به خصاصة، ثقة بالله، واستجابة لأمره جل وعلا بالإنفاق،
وشعوراً بأن للحياة الفاضلة مطالب يبذل في سبيلها المال غير مأسوف عليه
ولعلمه بأن المال مال الله، فتعين وضعه حيث أمر الله وضعه.
ثم إن الإيمان بالقدر يطفئ حدة الشره من قلب المؤمن،
فلا يتكالب على الدنيا، ولايتتبعها إلا بمقدار الحاجات، فلا يريق ماء وجهه طلباً لها،
بل يتكرم ويسخو عما في أيدي الناس، فمن أنواع السخاء سخاء الإنسان عما في أيدي الناس.
وهذا يثمر له عزة النفس والشجاعة،
وإنما يخسر الإنسان الشجاعة وعزة النفس بشدة حرصه على متاع الدنيا.
15 - الشجاعة والإقدام، واطراح الخور والجبن: الإيمان بالقدر يملأ قلب صاحبه شجاعة وإقداماً, ويُفرغه من كل خور وجبن، لأن المؤمن بالقدر يعلم أنه لن يموت قبل يومه، ولن يصيبه إلا ماكتب الله له،
وأن الأمة لو أجتمعوا على أن يضروه لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله له.
ومما ينسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضى الله عنه –
أي يومي من الموت أفر .. يوم لا يُقْدَرُ أو يوم قدِرْ
يوم لا يُقْدَر لا أرهبه .. وإذا قدَّر لا ينجي الحذر
وكان معاوية – رضى الله عنه – يتمثل بهذين البيتين:
كأن الجبان يرى أنه .. سيقتل قبل انقضاء الأجل
وقد تدرك الحادثات الجبان .. ويسلم منها الشجاع البطل
قال أبن القيم رحمه الله: (الذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله، فمن سلم لله،
واستسلم له، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاءه لم يكن ليصيبه،
وعلم أنه لن يصيبه إلا ماكُتب له – لم يبقَ لخوف المخلوقين في قلبه موضع،
فإن نفسه التي يخاف عليها قد سلمها إلى وليها ومولاها، وعلم أنه لايصيبها إلا ماكتب،
وأن ماكتب لها – أيضاً – لابد أن يصيبها، فلا معنى للخوف من غير الله بوجه.
وفي التسليم أيضاً فائدة لطيفة وهى أنه إذا سلمها لله فقد أودعها عنده، وأحرزها في حرزه،
وجعلها تحت كنفه، حيث لا تنالها يد عدو عادٍ، ولا بغي باغِ عاتِ).
يتبع
اللهم إنَّا نسألك الرضى بالقدر وكل مايترتب عليه من خصال حميده
شاكره لكم متابعتكم
http://nagdyah.jeeran.com/alfagr-nsaeem1.gif
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[01 - 06 - 10, 09:14 م]ـ
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر