قلت: "الدين الخالص" للأب كما هو معلوم، وكذلك سياق الكلام يشير إلى أنه لغير المحرِّر لهذه السطور.
• قال (2/ 574) / ح (1410) / بريدة/ القضاة ثلاثة: (وفي الباب مباحث يطول ذكرها، ارجع إلى "الطريقة المثلى" "والإقليد"، يتضح لك الأمر على ما هو، وإن سمت بك الهمة إلى أعلى درجات التحقيق فراجع "حصول المأمول" ثم "إرشاد الفحول"، لا تخفى عليك خافية بعدهما إن شاء الله تعالى).
قلت: "الطريقة المثلى في الإرشاد إلى ترك التقليد واتباع ما هو الأولى) للابن نور الحسن كما هو على مخطوط الكتاب، و"الإقليد" أظنه في مباحث الاتباع والتقليد كذلك للابن، بخلاف حصول المأمول فهو للأب كما لا يخفى، وتأمل تفريقه بين كتب الابن والأب، كما أنه يبعد عزو الأب إلى كتب الابن.
وهناك أدلة أخرى:
1/ وهو شيء أقوله ظنا، لأني لم أتعمد استقراءه والبحث عنه، ولكنه مما علق بذهني من قراءة كتب صديق حسن خان الأب، فلم أجده يعزو إلى فتح العلام البتة، بخلاف مسك الختام، فهو دائم العزو له، ولا يخفى على أحد أن العزو والإحالة إلى كتاب باللغة العربية أولى من العزو إلى كتاب بالفارسية أثناء كتاب باللغة العربية.
ثم حتى المواطن التي يعزو فيها إلى شرحه لبلوغ المرام هكذا دون ذكر اسمه، والمطلع على فتح العلام يعلم أنه لا يقصده، وليس فيه ما أحال، ومن أمثلة ذلك كتابه نيل المرام في شرح آيات الأحكام، فقد عزا إلى مسك الختام ثمان مرات، مقابل عشر مرات إلى شرحه على بلوغ المرام، والعشر يقصد بها مسك الختام.
3/ وهناك ظن آخر، وهو أن صديق حسن إذا ذكر كتابا ليس له فهو يذكر صاحبه إلا إن كان مشهورا، أو سبق ذكره، كقوله في نيل المرام (ص370): ("إعلام الأعلام بقراءة الفاتحة خلف الإمام" لبعض الأحباب لنا، وهي مختصر نفيس)، وقال في دليل الطالب (ص213): (كما قال أخي الشقيق الكبير في كتاب "حديث الأذكياء")، و (219): (ولهذا استنبط أخي الكريم رحمه الله تعالى في "حدث الأذكياء")، و (265): (واحتجوا لقولهم"حديث الأذكياء" للسيد الأخ الكبير أحمد القنوجي)، وغير هذا كثير في مصنفاته، وإنما اخترت هذا لترى احتفاءه بأخيه، أتراه يعزو إلى كتاب ابنه مرات ولا يحتفي بذكره؟! أنا أستبعد ذلك.
النتيجة:
مما سبق ذكره في المشاركات إما أن يكون الكتاب جميعه للأب، فيكون له شرح بالفارسية وآخر بالعربية مختصر، كما هو حال الدهلوي وشرحيه على الموطأ (المصفى والمسوى)، وإما أن يكون الكتاب مشتركا، إما ببداية الأب وإتمام الابن، كالعراقي وابنه في طرح التثريب، أو غير ذلك من وجوه الاشتراك كأن يختصر الأب ويشتركان في التعليق، وإما أن يكون للابن، وعلق الأب على مواضع من بدايته، أو حصل خطأ أو عمد من النساخ في كتابة بعض التعليقات فحذفت أو سقطت: (قال الوالد) مثلا أو نحوه، أو حصل تخليط للابن في كتابة بعض التعليقات أو غير ذلك.
وفي ظني أن أضعف الاحتمالات أن يكون جميعه للأب لما سبق بيانه.
وأنا متردد الآن في الثاني والثالث.
ويؤيد الثاني وجود إشارات صراحة إلى الأب والابن معا، وكذلك كون ما يشير إلى الابن كله في القسم الثاني من الكتاب، وهو قسم المعاملات.
ويؤيد الثالث نسبة الكتاب إلى الابن، وخاتمة الكتاب التي نقلتها قبلُ، ووجود الإشارات السابقة.
والأمر يحتاج إلى مزيد تحرير، وطلبت من أحد طلبة العلم ممن له إلمام بالفارسية المرور بمسك الختام سريعا عسى أن نجد فيه ما ينفعنا فيما نحن فيه.
ولي عودة إن شاء الله
شكرا مرة أخرى
تنبيه: العزو عندي إلى نسخة دار الكتب الكتب العلمية.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[01 - 12 - 04, 03:53 م]ـ
و الله انك يا أخي لباحث جيد
ومناقشتك الهادئة تنم عن طالب علم متزن
وكلامك جميل وفيه من الافادة و التي تجعلني اقول لك ربما ما قلته صحيح،، فربما يكون الكتاب كما تعودنا احيانا للأب ويضيف عليه الابن بعض الاضافات،، فلو صح كلامك فإني ارى ان هذا الاختيار هو الصواب، ولكن لا ارجح انفراد الابن،، فإما انفراد الاب او ابتداء الاب و اضافة الابن لأن هناك كما ذكرت الفاظ لعلها تشير للأبن مع انها اضعف من ان نقول انها للأبن فالاستدلالات المذكورة قائمة على اسماء كتب الابن و قد اشرنا سابقا ان هناك كتاب للأب يذكر فيه اسماء كتب ابنه كلها، فليس من المستغرب ان يذكر اسم كتاب لابنه ذكر فيه المسألة المراد العزو لها بينما هناك الفاظ كما ذكرنا سابقا واضحة و لاتحمل الظن تشير ان العلامة صديق خان هو المؤلف ونعيدها للذكرى:
5 - قال في (2/ 397):" و الحق أن السجود هنا غير الصلاة نفلا لأدلة صحيحة دلت على ذلك ذكرناها في "نزل الابرار" و أتينا بها في "دليل الطالب". وكلاهما من مؤلفاته.
6 - وقال في (2/ 498):" سردتها في شرحي "مسك الختام" وهو من مؤلفاته بالفارسية.
7 - وقال في (2/ 501):" كما حققنا ذلك في "الروضة الندية" و غيرها من مؤلفاتنا ".
8 - قال في (2/ 507):" ابن منده بفتح الميم و سكون النون إمام كبير من أئمة الحديث ذكرنا ترجمته في "التاج المكلل". وهو من مؤلفاته.
9 - وقال في (2/ 658):" وقد حققناها في "الروضة الندية"، وذكرنا أنها (الزكاة) لا تجب في أموال التجارة ".
وهنا اسم الكتاب الذي ذكر فيه اسم مؤلفات ابنه:
11 - ترجم الإمام صديق حسن لابنه الشيخ نور الحسن المذكور في كتابه "التاج المكلل" وذكر مؤلفاته، ولم يذكر من بينها كتاب "فتح العلام".
وكذلك احصاء اللكنوي لمؤلفات نور الحسن ولم يذكر منها فتح العلام:
2 - أحصى العلامة عبد الحي اللكنوي في كتابه (نزهة الخواطر) مؤلفات الشيخ نور الحسن ولم يذكر منها فتح العلام، وقال: (((((وغير ذلك من الكتب فليست من مصنفاته))))).
و لاحظ احد ابناءه صرح بان الكتاب لابيه و ليس لأخيه:
1 - صرح ابنه الشيخ علي حسن في كتابه (مآثر صديقي) أن "فتح العلام" و "كتاب الغنة" من مؤلفات والده.
و الله أعلم، وايضا اقول من الجيد زيادة البحث وجزاك الله خيرا
¥