تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففيه زيادة حكم ليست في باقي الألفاظ، وقد تفرّد بها رجلٌ ضعيف، فالضّعف بها أولى، خصوصاً وأنّ الحديث معلول فهو عن أنس لا يصحّ والله أعلم وإنّما وهِم فيه القاسم لكونه مروياً عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة رضي الله عنه وهذه الطّريق هي الّتي اعتمدها أبو زرعة الرّازي حيث قال: (الصّحيح عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة رضي الله عنه) العلل لابن أبي حاتم 1/ 152، وكذلك في الطّريق الأخرى عند الطّبراني من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعاً، فهي معلولة، والصّحيح فيها أنّها من طريق قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة به، وآفته خليدٌ هذا فإنّه ضعيف وقد خالفه أبان بن يزيد العطّار كما رواه ابن شاذان في جزئه وذكره ابن أبي حاتم في علله 1/ 152.

وتقويتها بحديث أبي سعيد الخدري الّذي أخرجه السّلفي في الطّيوريّات عن عمرو بن قيس الملاّئي عن عطيّة العوفي بنحوه لا تصحّ لضعف عطيّة العوفي: (تهذيب الكمال 20/ 145 وفيه أنّ الصّلاة شرطٌ لقبول سائر الأعمال، ويعارضه في هذا أحاديث أصحّ منه، وانظر السّلسلة الصّحيحة ح 1358.

() هو أعلى الجنّة وأوسطها، جاء فيه الحديث المشهور: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى فإنّه أعلى الجنّة وأوسطها وسقفه عرش الرّحمن) أخرجه البخاري في المغازي باب درجات المجاهدين ح2790 وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه.

() قال ابن جرير رحمه الله: (يعني جلّ ثناؤه بقوله: ? قد أفلح المؤمنون ? قد أدرك الّذين صدّقوا الله ورسوله محمّداً ? وأقرّوا بما جاءهم به من عند الله وعملوا بما دعاهم إليه ممّا سمّى في هذه الآيات الخلودَ في جنّات ربّهم وفازوا بطلبتهم لديه) ثمّ روى عن كعب وميسرة وغيرهم (أنّ الله غرس الجنّة بيده ثمّ قال لها تكلّمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون)، تفسير الطّبري 9/ 196.

() قال الطّبري رحمه الله: (اختلف أهل التّأويل في الّذي عُني به في هذا الموضع من الخشوع) ثمّ سرد بأسانيده عن السّلف قولين: أحدهما أنّه الخوف، والآخر أنّه سكون الأطراف وعدم الحركة ثمّ قال: (وقد بيّنّا فيما مضى من كتابنا أنّ الخشوع: التّذلّل والخضوع .. وإذا كان كذلك ولم يكن الله دلّ على أنّ مراده من ذلك معنى دون معنى .. كان معلوماً أنّ معنى مراده العموم .. فتأويل الكلام: الّذين هم في صلاتهم متذلّلون لله بإدامة ما ألزمهم من فرضه وعبادته، وإذا تذلّل لله فيها رُؤيت ذلّة خضوعه في سكون أطرافه وشغله بفرضه وتركه ما أُمر بتركه فيها) بتصرّف يسير 9/ 197 ـ 198، وعليه يُفهم أنّ خشوع القلب يلزم منه خشوع الجوارح، بل إنّك تجد المصلّي إذا كان مشغول القلب بأمر هام ساكن الجوارح لشرود ذهنه في التّفكير في ما أهمّه، وهذا أمر مُشاهد، حتّى خارج الصّلاة إذا شرد الإنسان في أمر يهمّه سكنت حركته، فإذا خشع العبد وشرد ذهنه متفكّراً في أمر صلاته ووقوفه بين يدي الله تعالى سكنت جوارحه إلاّ ممّا لابدّ منه، نسأله الله تعالى أن يرزقنا الخشوع، فقد جاء في سنن التّرمذي في حديث جبير بن نفير عن أبي الدّرداء رضي الله عنه عن النّبيّ ? أنّه قال يوماً: (هذا أوان يُختلس العلم من النّاس حتّى لا يقدروا منه على شيء .. قال جبير فلقيت عبادة بن الصّامت رضي الله عنه فسألته عن ذلك فقال: صدق أبو الدّرداء، إن شئت لأحدّثنّك بأوّل علم يُرفع من النّاس؟ الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلاً خاشعاً) كتاب العلم باب ماجاء في ذهاب العلم، وله شاهد عن عوف بن مالك أخرجه أحمد 6/ 26ـ27 والطّبراني 18 / ح75والخطيب في اقتضاء العلم العمل ح89 والبزّار ح232 وابن حبّان ح4572 وفيه أنّ القائل: (أوّل علم يُرفع من النّاس) هو شدّاد بن أوس، وهو عند الطّبراني في الكبير ح7183 مختصراً بلفظ: (أوّل ما يُرفع من النّاس الخشوع) وصحّحه الألباني عن أبي الدّرداء وعوف بن مالك في صحيح الجامع ح6990.

() المقصود بالمحافظة هنا المحافظة على أوقاتها فلا يضيّعونها، ولا يشتغلون بغيرها حتّى تفوتهم، قاله ابن جرير وأسنده عن مسروق رحمه الله، التّفسير 9/ 200.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير