تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أول شاعر عند سمير فراج وهو: (هدبة بن خشرم) يرد في كتاب القرني كآخر شاعر مكتوب عن قصة مقتله .. بحيث يتضح للقارىء أن هذا الكتاب غير ذاك الكتاب، وإن كان العنوان يوحي تماما بهذه المشابهة: (قصائد قتلت أصحابها) مع كتاب سمير فراج: (شعراء قتلهم شعرهم)!! 3 أمثلة ونماذج عدة للتشابه بين الكتابين يمكن ملاحظتها لأول وهلة عند تصفح الكتابين، أبرزها: النماذج الشعرية المختارة، وتتالى سرد الحكاية التي تتعلق بسيرة الشاعر مع تعديلات طفيفة، وتشابه التعليقات على كل نموذج شعري مساق، فضلاً عن تلك الاقتبسات من المصادر والمراجع المختلفة هي نفسها تقريبا في الكتابين، وسوف نتخذ نموذجاً واحداً هنا من بين نماذج عدة يتبين فيه هذا التشابه. ففي فصل عن هدبة بن خشرم وزيادة بن زيد يسرد سمير فراج حكاية مقتلهما كالتالي: أولاً: يبدأ بتعريف نسب هدبة ولقائه مع زيادة بن زيد، ثم ينتقل مباشرة لنموذج شعري لزيادة بن زيد يتغزل فيه بفاطمة أخت هدبة مطلعه: عوجي علينا واربعي يا فاطما ما دون أن يرى البعير قائما ألا ترين الدمع مني ساجما حذار دار منك لن تلائما ثانياً: يرد هدبة بأن يتغزل في أخت زيادة وكانت تسمى (أم خازم) بنموذج أوله: لقد أراني والغلام الخازما نزجي المطي ضمرا سواهما متى تظن القلص الرواسما والجلة الناجية العياهما يبلغن أم خازم وخازما إذا هبطن مستحيرا قاتما ثالثاً: يسرد فراج لحكاية الغضب المتبادل بين هدبة وزيادة، وتغزلهما كل منهما في أخت الآخر، حتى صارت عداوة كاملة بينهما ظهرت بوادرها في المعارضات الشعرية. ويأتي المؤلف بجملة من النماذج الشعرية التي تبين ذلك من كلا الشاعرين حتى قتل زيادة، ثم اقتص من هدبة وتم قتله بعد عدة سنوات. تسلسل الاحداث نفسه، والنماذج الشعرية نفسها هو ما يأتي به عائض القرني، حيث يبدأ أولا بترجمة موجزة لهدبة وزيادة، ثم يعرض للنموذجين الشعريين اللذين عرض لهما فراج في بداية موضوعه: عوجي علينا واربعي يا فاطما ما دون أن يرى البعير قائما و: لقد أراني والغلام الخازما نزجي المطي ضمرا سوهما ويقول سمير فراج ساردا جانبا من الحكاية: (فسبه زيادة، ورد عليه هدبة، وطال بينهما ذلك حتى صاح بهم القوم: اركبا لا حملكما الله فإنا قوم حجاج، وخشوا أن يقع بينهما شر فظلوا يعظونهما حتى سكت كل منهما على ما نفسه، لكن هدبة كان أشد حنقاً على زيادة ورأى أنه غلبه وضامه، فقد تغزل في أخته فاطمة وهي حاضرة سامعة، بينما تغزل هدبة في أم خازم أخت زيادة وهي غائبة لا تسمع غزله فيها، فمضيا ولم يكلم أحدهما الآخر حتى قضيا حجهما وعادا إلى مضارب قوميهما. ويسرد عائض القرني الحكاية نفسها بقوله: (فلما سمع زيادة هذا الرجز شتم هدبة وسبه، فرد عليه هدبة السبب، فصاح بهما القوم: اركبا لاحملكما الله! فإنا قوم حجاج، وخشوا أن يقع بينهما شر، ووعظوهما، حتى أمسك كل واحد منهما على ما في نفسه. وهدبة اشدهما حنقا، لأنه رأى أن زيادة قد ضامه لأنه رجز بأخته وهي تسمع قوله، ورجز هو بأخت زيادة وهي غائبة لا تسمع قوله، فمضيا ولم يتحاورا بكلمة، حتى قضيا حجهما ورجعا إلى عشائرهما). إن التشابه واضح تماماً في الفقرتين، ولكن ربما يُعزَى ذلك غلى طريقة نقل الحكاية من كتب التراث، لكن السؤال: أتنقل الحكاية بالتعبيرات والألفاظ نفسها، وعدد السطور تقريبا دون تبديل لمعنى أو لكلمة؟ ويستمر التشابه التام في نقل حكاية الشاعرين، حتى النهاية حيث ينقل المؤلفان مشهد مقتل هدبة شعرا ونثرا ولننقل هنا المشهد الأخير من الحكاية بصياغة المؤلفين: سمير فراج: أراد سعيد بن العاص ان يبذل محاولة أخيرة، فقال لعبد الرحمن أخي زيادة: اقبل الدية، وأنا أعطيك ما لم يعطه أحد من العرب، أعطيك مائة ناقة حمراء، ليس فيها جداء ولا ذات داء، فقال عبد الرحمن: والله لو نقبت لي قبتك هذه ثم ملأتها ذهباً، ما رضيت بها من دم هذا الأجدع، فلم يزل سعيد يسأله ويزيد في عرضه فيأبى، ثم قال عبد الرحمن: إنه قال بيتاً لو لم يقله لقبلت الدية، أو صفحت بغير دية، والله لو أردت شيئاً من ذلك لمنعني قوله: لنجدعن بأيدينا أنوفكم ويذهب القتل فيما بيننا هدرا فدفعوا بهدبة ليقتل فبدت في عينيه حسرة، وما ندم بشر على قول كما ندم هدبة على قوله هذا البيت، واستأذن في أن يصلي ركعتين، فأذن له، فصلاهما وخفف، ثم التفت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير