تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طبقات المحققين]

ـ[أبو أنس الأزدي]ــــــــ[13 - 04 - 05, 02:15 ص]ـ

الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد.

التأليف في الطبقات جادة مطروقة عند أهل العلم , و لكن في هذا النوع لم يكتب شيء - فيما أعلم - اللهم إلا مقالا رأيته في مجلة البيان , فيه تأريخ لشيء من ذلك.

تعلمون - وفقكم الله - أن حركة الطباعة للكتب الشرعية مرت بمراحل:

المرحلة الأولى:

أقدمها في الآستانة , ثم الهند , ثم بولاق , وقبل ذلك كله الطبعات الأوربية (المستشرقين).

ولعلكم تعلمون - أيضا - أن الولاة في تلك العصور عينوا في هذه المطابع مراجعين من أهل الإختصاص الشرعي , بعضهم شيوخ للأزهر أو غيره من المنارات العلمية العتيدة , وبعضهم أمهر وأعلم من كبار المحققين في زماننا. ومما يثير العجب ألا يشار إلى هؤلاء إلا في آخر سطر من آخر صفحة من آخر مجلد من ذلك الكتاب المحقق - وربما بلغت أجزاؤه العشرات -!!

وأما في زماننا فربما كتب اسم المحقق أكبر من اسم المؤلف! وأكثر!!

وأخرجوا في هذه الفترة (1200 - 1350 ه تقريبا) أمات الكتب الإسلامية في طبعات مضغوطة , وربما أخرجوا عدة كتب في وقت واحد.

ويمثل لهذه الفترة بأمثال قطة العدوي , وحسونة النواوي , ومحمد ذهني , ورفعت القرة حصاري , وعمر الخشاب , وإبراهيم الدسوقي , وغيرهم كثير ممن يذكرون أسماءهم في أواخر بعض هاتيك الكتب على استحياء!

ثم أعقبها المرحلة الثانية (يتبع)

ـ[أبو أنس الأزدي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 01:03 ص]ـ

المرحلة الثانية:

بدأت تظهر المطابع الأجود حرفا , كالحلبي وأبنائه , و محمد علي صبيح , والمنيرية , والتجارية الكبرى , والخانجي , والسلفية , وغيرها.

وطبعت فيها كتب جديدة , كما صفوا فيها نفس كتب المرحلة السابقة مع عناية بالإخراج والتصحيح والفهرسة. ويلاحظ أنه يندر طباعة أكثر من كتاب في نفس الغلاف كما كان سابقا , وإذا وجد فإنه يكون بطريقة الخط الفاصل وليس الإطارات المتداخلة.

وبرزت أسماء بعض المحققين في هذه المرحلة , وهم على طبقات:

الأولى:

ناشرون من أهل العلم , ومحققون ومصححون في ذات الوقت. مثل:

محمد منير آغا الدمشقي , وعزت العطار الحسيني , أحمد تيمور باشا , أحمد زكي باشا , ومحب الدين الخطيب , وغيرهم.

الثانية:

مصححون ومحققون متوسطوا الجودة في أعمالهم. مثل:

طه عبدالرؤوف سعد , ومحمد محيي الدين عبدالحميد , ومحمد فؤاد عبدالباقي , ومحمد أحمد دهمان , و السيد عبدالله اليماني , ومحمد راغب الطباخ , وعبدالوهاب عبدالطيف , ومحمد حامد الفقي , ومحمد خليل هراس , محمد زاهد الكوثري , وعبدالرحمن عثمان , ومحمد زهري النجار , ومحمود ربيع , وغيرهم كثير.

الثالثة:

محققون متقنون لأعمالهم , ويصح أن نصفهم بأنهم رواد علم التحقيق من أمثال:

الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني , وأحمد محمد شاكر , وعبدالسلام هارون , وأحمد محمد صقر , وغيرهم قليل.

يتبع (المرحلة الثالثة)

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 04 - 05, 04:36 ص]ـ

جزاك الله خيراً موضوعٌ قيِّم وشيق.

ـ[أبو أنس الأزدي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 08:21 ص]ـ

وأنت أخي جزاك الله خيرا , ولا نستغني عن ملاحظاتكم ومداخلاتكم

ـ[أبو أنس الأزدي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 04:06 م]ـ

المرحلة الثالثة:

في هذه المرحلة ظهرت دور النشر البيروتية بقوة منافسة للدور المصرية , وأما الدور الهندية فتقهقرت حتى كادت أن تزول , وأما الدور التركية فسقطت قبل ذلك مع سقوط الخلافة.

و سار العمل في الكتاب في هذه المرحلة على ثلاثة طرق:

الأولى:

طريقة التصوير بالأوفست. وهذه الطريقة كما ساعدت على انتشار الكتاب ورخصه؛ إلا أنها ساعدت في الإضرار ببعض المحققين ودور النشر العلمية في ذلك الوقت!

وأبرز دار يشار إليها هنا مع شكرها دار صادر ببيروت التي كانت تنتقي الكتب والطبعات التي تريد نشرها , ثم تصورها على أفضل الورق وتجلدها على أفضل تجليد.

وسار على منوالها - مع الإخلال بمستوى الانتقاء - الدور البيروتية الأخرى ,كالمعرفة والفكر والكتب العلمية وإحياء التراث العربي وعالم الكتب والجيل وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير