[خطأ قديم في مسند الإمام أحمد رحمه الله]
ـ[المستشار]ــــــــ[24 - 04 - 05, 10:12 م]ـ
من روائع ما يستفاد من مذاكرة العلم مع الأصحاب والأصدقاء: أن تُلَقَّح الأفكار، ويتبادل الناس الفوائد والتنبيهات العلمية العالية، فجزى الله من علمنا هذه السنة وأوصانا بها من أسلافنا الكرام.
ومن هذه الفوائد التي استفدتها في مذاكرة العلم مع بعض مشايخنا وأصحابنا الكرام:
حديث الإمام أحمد رحمه الله (20866) عن قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن يزيد بن نعيم سمعتُ أبا ذر الغفاري، مرفوعًا: ((من تَقَرَّبَ إلى الله شبرًا تقرَّبَ الله إليه ذراعًا)) الحديث ..
هكذا وقع في مسند الإمام أحمد رحمه الله، وفي أكثر من طبعة له.
ويرى بعض مشايخنا وأصحابنا الكرام أن صواب الإسناد كالتالي: قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن [زياد] بن نعيم سمعتُ [زيادًا] الغفاري .. الحديث.
فصوَّبَه في موضعين:
الأول: يزيد بن نعيم صوَّبه إلى ((زياد بن نعيم)).
والثاني: أبو ذر الغفاري صوَّبه إلى ((زياد الغفاري)).
وذكر لذلك أدلةً سأحاول نقلها إن شاء الله، فإنما دخلتُ هنا الآن لموضوعٍ آخر، ولكني أرجو أن نتدارس الحديث معًا، وأن يدلي إخواننا بما لديهم لمذاكرته، خاصة وقد صرتُ مقتنعًا بما ذهب له صاحبي.
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[25 - 04 - 05, 06:47 ص]ـ
أخي الفاضل
وقع في المسند 5/ 155 (21702) حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا ابن لَهيعة، عن يزيد بن عمرو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، بِالْفُسْطَاطِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ:
((مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، شِبْرًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ ذِرَاعًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَاشِيًا، أَقْبَلَ اللهُ إِلَيْهِ مُهَرْوِلاً، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ.)).
وأنت تقول:
ويرى بعض مشايخنا وأصحابنا الكرام أن صواب الإسناد كالتالي:
قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن [زياد] بن نعيم سمعتُ [زيادًا] الغفاري .. الحديث.
فصوَّبَه في موضعين:
الأول: يزيد بن نعيم صوَّبه إلى ((زياد بن نعيم)).
والثاني: أبو ذر الغفاري صوَّبه إلى ((زياد الغفاري)).
وأقول:
لا يوجد هنا خطأ في أي طبعة؛
فهكذا ورد في النسخ العتيقة للمسند، ولم ينشأ عن تحريف تحقيق، أو سهو طباعة، لكنه كان هكذا في نسخة ابن كثير، والتى نقل عنها جامع المسانيد والسنن 5/الورقة 153.
وكذلك في نسخة ابن حَجَر، والتي أثبت عنها ((أطراف المسند)) 2/الورقة 141، وتَرْجَمَ: يزيد بن نُعيم، عن أبي ذر، ثم ساق هذا الحديث، عن هذا الموضع.
وهو ثابتٌ هكذا في النسخة الخطية القادرية، للمسند، ونسخة مكتبة الموصل، والنسخة الكتانية، وقطعة من المسند في الظاهرية.
ثم؛
ـ الحديث أورده أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، في مسند أبي ذر.
ـ وفي مجمع الزوائد 10/ 197، قال الهيثمي: وعن يزيد بن نعيم، قال: سمعتُ أبا ذر الغِفَاريّ، وهو على المنبر، بالفسطاط، يقول ... فذكره، وقال الهيثمي: رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما حسنٌ.
ـ وأخرجه الطبراني، في مسند أبي ذر، في الكبير 2/ (1646)، سَعِيد بن أبي مريم، حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن يزيد بن عَمْرو، عن زياد بن نعيم، قال سمعت أبا ذر الغِفَاريّ، فذكره.
وقوله هنا: عن زياد بن نعيم، لا يُثبتُ تحريفًا في مطبوع مسند أحمد، لأن أصله هكذا.
أقول هذا، والله أعلى وأعلم.
ـ[المستشار]ــــــــ[25 - 04 - 05, 01:33 م]ـ
أخي الفاضل
وقع في المسند 5/ 155 (21702) حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا ابن لَهيعة، عن يزيد بن عمرو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، بِالْفُسْطَاطِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ:
((مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، شِبْرًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ ذِرَاعًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَاشِيًا، أَقْبَلَ اللهُ إِلَيْهِ مُهَرْوِلاً، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ.)).
وأنت تقول:
ويرى بعض مشايخنا وأصحابنا الكرام أن صواب الإسناد كالتالي:
قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن [زياد] بن نعيم سمعتُ [زيادًا] الغفاري .. الحديث.
فصوَّبَه في موضعين:
الأول: يزيد بن نعيم صوَّبه إلى ((زياد بن نعيم)).
والثاني: أبو ذر الغفاري صوَّبه إلى ((زياد الغفاري)).
وأقول:
لا يوجد هنا خطأ في أي طبعة؛
فهكذا ورد في النسخ العتيقة للمسند، ولم ينشأ عن تحريف تحقيق، أو سهو طباعة،
........
وقوله هنا: عن زياد بن نعيم، لا يُثبتُ تحريفًا في مطبوع مسند أحمد، لأن أصله هكذا
نعم صدقتَ أثابك الله.
ولكن كلامي لم يكن على المطبوع، فعنوان الموضوع: (خطأ قديم في مسند أحمد)، ولم أتعرض في أثناء هذا الموضوع للكلام عن المطبوع؛ لأنني رأيتُ الخطأ عينه في أكثر من طبعة، ومنها طبعة (عالم الكتب) للمسند، وهي طبعة متقنة، وقد اعتمدوا جميع ما تفضلتَ به من نسخٍ خطية وغيرها، فكان يكفيك العزو إليها بإذن الله لجودتها.
ولكن المطبوع لا شأن له بهذا الخطأ، فالظاهر أن الخطأ فيه من الرواة، لا من الطبعات، وسأجتهد في نقل الكلام على الروايات هنا في وقتٍ لاحق بإذن الله تعالى.
ومما يؤكد لك الخطأ أن الحديث ورد في أكثر من مصدر على الصواب من طريق قتيبة به، كما صوَّبَه صاحبي، فإلى هذا الحين إن شاء الله.
¥