وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرّ أسرع من مرّ السحاب، فما كان من وقته لله، وبالله: فهو حياته، وعمره، وغير ذلك: ليس محسوباً في حياته، وإن عاش فيه: عاش عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة، والشهوة، والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة: فموت هذا خير له من حياته.
" الجواب الكافي " (ص 109).
قال الحسن البصري: " أدركت أقواماً كان أحدهم أشحّ على عمره منه على دراهمه، ودنانيره ".
3. ترتيب وقتك، وتنظيم ساعاته، ومن شأن هذا الأمر أن تعطي كل شيء حقَّه، فتجعل لنومك ساعات محددة، ولطلبك العلم أوقاتاً معينة، ولدروسك الجامعية أزمنة مقيَّدة، لا تزيد في كل ذلك، ولا تُنقص منه.
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتناوب هو وأنصاري على حضور حلق العلم عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجعلوا طلب الرزق معارضاً للعلم، فجمعوا بينهما من غير تفريط في أحدهما.
عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا، وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.
رواه البخاري (89) وبوَّب عليه بقوله: باب التناوب في العلم، ومسلم (1479) نحوه.
4. اعلم أن طريق الدراسة الجامعية قصير محدود، وأن طريق طلب العلم طويل لا ينتهي إلا بموت صاحبه، فعجِّل قطع الطريق القصير على خير، وبأسرع وقت؛ لتتفرغ لسلوك ذلك الطريق الطويل من دون عوائق.
5. ترجم ما تعلمته من شرع الله على واقعك العملي، وليظهر أثر العلم على عملك، وعليه: فمن المتوقع منك أن يزداد برُّك بوالدتك، وأن تكون ذلك الابن النشيط، العاقل، الودود، طاهر القلب والبدن. ومن شأن تطبيق ما تعلمته على واقعك العملي أن تقدم لأسرتك، وللمجمتع من حولك رسالة مفادها: أن الإسلام يدعو إلى الأخلاق، وأنه لا يتعارض مع العلم، وأن طالب العلم هو القدوة الحسنة للشباب في سلوكه، وتصرفاته.
واستعن بالله تعالى على كل ما ذكرناه لك، ونصحناك به، واسأل ربك دوماً السداد، والتوفيق.
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/125509
=========
الحمد لله
هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا الأفضل , مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم؛ لأن بر الوالدين مُقّدمٌ على الجهاد في سبيل الله , والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مُقدّماً عليه إذا كانا في حاجة إليه.
أما إذا لم يكونا في حاجة إليه ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحال , ولكنه مع هذا لا ينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع , وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما , ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج؛ لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة (149).
http://www.islam-qa.com/ar/ref/11558
ـ[مجد الدين السلفى]ــــــــ[15 - 05 - 09, 07:29 م]ـ
جوابًا على أسئلة الأخ الكريم في المشاركة الثانية
أولا: فأنا من أسرة متوسطة
ثانيًا: نعم حاولت ولكنهم يرون أن الدراسة في هذه الكلية ستحقق لي المكانة الاجتماعية والعائد المادي الجيد كما هو حال كثير من الأسر في مصر
وجزاك الله خيرًا على مشاركتك وتفاعلك
ـ[ابو نوح]ــــــــ[15 - 05 - 09, 07:35 م]ـ
نظم أوقاتك يا أخي الكريم
فغالبية مشايخنا في مصر كأنوا في كلية الطب و كانوا يطلبون العلم
من أمثال فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[15 - 05 - 09, 10:45 م]ـ
تذكرت شيئاً .. لعلك تستفيد منه و يشجعك!
هل تعلم كيف برز الشيخ محمد المنجد؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144001&highlight=%C7%E1%E3%E4%CC%CF+%C8%C7%D2
ـ[مجد الدين السلفى]ــــــــ[16 - 05 - 09, 07:55 م]ـ
جزى الله جميع الإخوان المشاركين خيرًا
ونفعنا الله بنصائحكم