تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أسهل الطرق وأنجعِها للتغلب على المخالف والظهور على المناظر

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 05 - 09, 01:30 ص]ـ

قال أبو عبد الله الخواص وكان من عِلْيَةِ أصحاب حاتم الأصم (1):

"لما دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهل بغداد.

فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن أنت رجل عجمي وليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟؟

فقال حاتم: معي ثلاث خصال بها أظهر على خصمي.

قالوا أي شيء هي؟

قال:

- أفرح إذا أصاب خصمي

- وأحزن له إذا أخطأ

- وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه

فبلغ ذلك أحمد بن محمد بن حنبل فقال:

سبحان الله ما أعقله من رجل.

خرجها الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت في تاريخه 242/ 8.

سبحان الله ما أعقل هذا العالم الزاهد

أنصح نفسي وإياكم بقراءة ترجمته في الحلية لأبي نعيم وغيرها نتعلمُ منه الزيادة في العقل

فرحمه الله ما كان أعقله.

ـــــــــــــــ

(1) لم يكن بالأصم، وسبب تلقيبه بذلك أنه قد جاءت امرأة فسألته عن مسألة فاتفق أن خرج منها في تلك الحالة صوت فخجلت.

فقال حاتم ارفعي صوتك وأرى من نفسه أنه أصم.

فسرت المرأة لذلك وقالت إنه لم يسمع الصوت فغلب عليه اسم الصمم.

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 05 - 09, 08:44 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم

- وتفسير كلام حاتم عندي _والله أعلم_ كقول ابن مسعود ومسروق وغيرهما من السلف:"إنما العلم الخشية".

فخشية الله أعلى مراتب العلم فلا يصل إليها العبد إلا بعد مروره وتجاوزه مراتب العلم التي هي دون مرتبة الخشية

ومثله يقال هنا:

- فلا يصل أحد إلى تحقيق هذه المقامات الثلاثة في قلبه إلا بعد تضلعه في العلم والعمل وقطعه فيهما مراحل وأشواطا

فهو العالم حقا

وهو الجدير بأن يظهر على مخالفه لا أن يظهر عليه

وأن يُبين الحق على لسانه وبكلامه في المناظرات والمذاكرات دون مخالفه غالبا

- وقد حاز الشافعي رحمه الله هذه الرُتبة وكان حقيقا بها وأهلها

فقد تواتر عنه أنه:"ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ".وفى رواية:"ما ناظرت أحدًا قط إلا على النصيحة"

وقال مترجموه: كان يكلم ويناظر محمد بن الحسن وغيره على سبيل النصيحة.

وكان يقول:" ما كلمت _ أي ناظرت _ أحدا قط إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه.

وكان يقول:"ما كلمت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ".

والمنقول عنه في هذا كثير وفيه تحقيق الخصلة الأولى والثانية في كلام حاتم رحمه الله.

وليس هذ المقام بالهين _كما يُظن_ والله

ولذلك عد هذه الكلمة للشافعي أبو حاتم ابن حبان من الكلمات الثلاث التي لم يتكلم بها أحد في الإسلام قبل الشافعي

- وقال أبو عثمان محمد بن الشافعى: ما سمعت أبى ناظر أحدًا قط فرفع صوته.

فهذا تحقيق للمرتبة أو الخصلة الثالثة في كلام حاتم رحمه الله

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 05 - 09, 08:50 م]ـ

إذا تقرر ما تقدم

صح أن نستدل على قلة علم المناظر والمخالف بضد تلك المراتب وهي:

- التجاهل على المخالف أو رفع الصوت عليه أو تسفيهه أو تسفيه رأيه فضلا عن شتمه وسبه ونحو ذلك من عدم مراعاة فقه الخلاف وآداب المناظرة والمذاكرة

- حب الظهور وأن يكون الخطأ على لسان المخالف

- الفرح بخطأ المخالف

تنبيه: هذا كله في مناظرة علماء الشريعة

لا غيرهم من علماء الملل الأخرى أو أهل البدع

ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 10:21 م]ـ

مَا أَحْلَمَهُمْ وَ مَا أَعْقَلَهُمْ مَعَ قُوَّةِ حُجَّتِهِمْ وَ حِجَاجِهِم

وَ مَا أَظْلَمَنَا وَ أتْفَهَنَا مَعَ وَهَنِنَا وَ هَزَالَةِ مَا نَزْعُمُهُُ لَنَا عِلْمًا

رَبَّنَا لاَ تَفْضَحْنَا بَيْنَ خَلْقِكَ وَ الْطُفْ بِنَا وَ بِخُصُومِنَا! وَ اجْمَعْنَا فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِكَ.

ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 06:43 ص]ـ

بارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

تنبيه: هذا كله في مناظرة علماء الشريعة

لا غيرهم من علماء الملل الأخرى أو أهل البدع

هذا التنبيه مطرد في الخصلة الأولى والثانية، وهو على تفصيل في الثالثة.

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[21 - 05 - 09, 01:33 ص]ـ

بارك الله فيكما

أحسنتم أخي أحمد على هذا التقييد

- وأدب العلم أوسع من العلم لأن مع كل مسألة أدب فأكثر

نعم

سبحان الله ما أعقله من رجل؟!!!

لقد كان أحمد رحمه يثني على عقل الشافعي كثيرا _والثناء على عقله محل إجماع بين العلماء_ فكان يحث ابن معين على لزومه ويقول له لو فاتك ذاك الإسناد العالي أدركته بنزول وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده أبداً. أو نحو هذا

وكأن أحمد لما سمع كلام حاتم ربطه بكلام الشافعي فعلم أن هذا كلام العقلاء ولا يصدر إلا من عاقل

- ولذلك إذا تدبرت حال كثير ممن كتب في الردود على المخالف _وخاصة في عصرنا_ على غير طريقة أهل العلم السالفة

وجدته جمع إلى قلة العلم قلة العقل

فتراه ينتصر لنفسه

ويقيم الدنيا ويقعدها لأمور تافهة

ولا يعرف قدر المسائل ولا ينزلها منازلها

متسرعا في الغالب

إلى غير ذلك من الصفات اللازمة عن قلة العقل

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير