تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ستدهشون من سر قوة حفظ الشناقطة وشرح شارح من أهلها ,ومن أراد أن يابس حاة الحفاظ فاليتفضل!]

ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:27 م]ـ

أحببت أن أنسخ هذا الموضوع لكي يعم الفائدة الجميع باذن الله تعالى

قوةالحفظ عند الشناقطة


قوةالحفظ كقوة الفهم أمر يرزقه الله لمن يشاء من عباده، وكثر في الآونة الأخيرةالتساؤل عن قوة الحفظ عند الشناقطة، وكل يجيب بما يعلم، وفي الحقيقة إن طريقةسلفنا الشناقطة في تحصيل العلم في غاية الحسن لما فيها من قوة التحمل والتفرغ لطلبالعلم، ولكونهم ما كانوا يشتغلون إلا بفن واحد فإذا أتقنوه بدأوا بآخر، ولا شك أنصفاء الحياة عندهم من أكدار المدنية ومتاعبها، وشواغلها جعلهم يستطيعون أن يحفطواحفظا متقنا، مع كثرة التكرار والمداوة والطلب في الصغر. وللتفصيل في هذا الموضوعنترك القارئ الكريم مع ما كتبه عن هذا الموضع أخونا: ـ.

محمود بن محمدالمختار الشنقيطي
كثيرون أولئك الذين يَبْتدرونني بهذا السؤال حين يَضُمنيوإياهم مجلسٌ، فيدور الحديث حول مسألة الحفظ باعتبارها من أهم قضايا طلب العلمالشرعي، فيسألونني عن أسباب ظاهرة قوة الحفظ عند قومي، ولماذا كانت أهمّ سمةٍفي علماء الشناقطة ـ الذين رحلوا إلى المشرق واتصلوا بالأوساط العلمية ـ القوةالفذة والقدرة الفائقة على استحضار النصوص؟ ويسألونني عن أعجب ما بلغني من أخبارعن نوادر الحفاظ في الشناقطة.
وكنت أجيب بما يناسب مقام كل مجلس ويفيد منهالحاضرون، دون تقص أو تعمد بحثٍ عن الإجابة على هذه القضية، وحين كتب الله لي أولزيارةٍ ـ العام المنصرم ـ لبلاد الآباء والأجداد (شنقيط)، ووقفت على بعض المحاظرالحية القائمة على أطلال ورسوم المحاظر (1) العتيقة، وحظيت بلقاء أجلةفضلاء من علماء الشناقطة (2)، أدركوا أواخر نهضة علمية، كان من أبرز سماتهااعتمادها على حفظ الصدور لما وجد في السطور، وأن العلم هو ما حصل في الصدر ووعتهالذاكرة متناً ومعنى، حتى غدا من أمثالهم التي تعبر عن هذا المعنى: (القراية فيالرّاسْ ماهُ في فاس ولا مكناس) أي العلم المعتبر هو ما في حفظك، وليس فيكثرة الذهاب إلى المدن الحضارية ومؤسسات التعليم فيها. حين كتب الله لي تلك الزيارةكان مما يدور في خلدي الجواب عن السؤال المتقدم من واقع تجربة طلاب العلم في تلكالمحاظر، فتجمعت عندي طرق كانت وراء تيسير الله للشناقطة ملكة حفظ نادرة، وطاقة ذهنية عالية جعلتهم يفخرون في ثقة واعتزاز بقدراتهم على استذكارعشرات الكتب، وجعلت العلامة سيدي محمد ابن العلاّمة سيدي عبد الله ابن الحاجإبراهيم العلوي ـ رحمه الله ـ (ت 1250هـ) يقول: (إن علوم المذاهب الأربعة لورمي بجميع مراجعها في البحر لتمكنت أنا وتلميذي ألْفَغّ الديماني من إعادتهادون زيدٍ أو نقصان، هو يحمل المتن وأنا أمسك الشروح) (3).
وجعلت العلاّمة محمدمحمود التّرْكُزي ـ رحمه الله ـ ت عام (1322هـ) يزهو بحافظته متحدياً الأزهريينبأنه أحق بإمامة اللغة والاجتهاد فيها منهم؛ لأنه يحفظ القاموس كحفظهالفاتحة، فاستبعدوا ذلك وعقدوا له مجلساً بالأزهر، فكان كما قال، فأقرّوا لهوصاروا يصححون نسخهم من نسخة التركزي ـ رحمه الله ـ المحفوظة في صدره (4).
وقبلأن أتحفك ـ أخي القارئ ـ بشيء من طرقهم وأساليبهم في الحفظ تتضمن الإجابة عن السؤالالمتقدم، أتحفك بأخبار القوم ونوادرهم في الحفظ، مما وجدته مسطوراً في كتبالتراجم، أو محكياً على ألسنة الرواة، وسيتملكك العجب، وتعتريك الدهشة لسماعه، وتجزم معي بأن ما حباهم الله به من ذاكرة فذة، وقدرة على استحضار النصوص ربما لاتوجد إلا في ذاكرة الحاسب الآلي، حتى صارت حكاياتهم في الحفظ غريبة تشبه الأساطيروما يجري مجرى خوارق العادات.
فمن ذلك ما ذُكر في ترجمة العلاّمة عبد الله بنعتيق اليعقوبي ـ رحمه الله ـ، (ت عام 1339هـ)، أنه كان يحفظ لسان العرب لابنمنظور (5).
وكان الغلام في قبيلة مُدْلِشْ يحفظ (المدوّنة) في فقه الإمام مالكقبل بلوغه، وكانت توجد في قبيلة (جكانت) ثلاثمائة جارية تحفظ الموطأ فضلاً عنغيره من المتون، وفضلاً عن الرجال، ولهذا قيل: العلم جكني (6).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير