ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 05 - 09, 03:17 ص]ـ
بارك الله فيك
لعل العنوان لا يطابق المضمون، والذي أحفظه أنها (من كان شيخه كتابه، كان خطؤه أكثر من صوابه)
القصد من الدراسة على الشيوخ سواء في الجامعات أو المساجد أو غيرها، أن يتعلم الطالب منهم حل المشكلات وتوجيه المتعارضات فهم يتدرجون معه في تلقين العلم، ولن تجد عند من درس على الشيوخ وتفقه على أيديهم واستفاد منهم استفادة حقيقية حب الشذوذ والتفرد بما لم يسبق إليه أو الانتصار له مثلما تجده عند من يتفقه من الكتب ويترك الطلب على يدي المشايخ والعلماء.
والدراسة في المسجد أوالجامعه أو غيرها ما هي إلا وسيلة للتعرف على طرق أخذ العلم الصحيحة، فإن كانت على يدي شيخ مهتم بالتعليم، يعرف طرق إيصال العلم للطلاب فستنتج طلبة علم يستحقون هذا الاسم، وإن كانت المسألة قراءة كتاب مع تعليقات قد لا تنفع الطالب ولا ترفع الجهل عنه فهي كعدمها، سواء كانت في المسجد أو الجامعة، فكم من خريج من مساجد العلماء التي يعتنى فيها بتدريس المتون وشرحها ليس عليه أثارة من علم، ولا يستطيع تأصيل مسألة أو حل مشكلة، وإنما تجده كالببغاء يردد بعض ما عقله من تلك الدروس، وكم من طالب علم تخرَّج من الجامعة لكنَّه أُصِّل في دراسته وعُلِّم طرائق البحث وآداب التعامل مع المخالف يفوق مئات من الصنف السابق.
والذي أراه أن غالب من يطلقون هذه الكلمة في عصرنا هذا لا يقصدون بها معناها الحقيقي، بل يقصدون بها الطعن في الذين يطلقونها عليه، لمخالفته لمنهجهم أو لعدم رضى شيوخهم عنه، ولو كان من أصحابهم وممن ينتصر لما يحبون لما ذكروها، فهي مقولة حق، لكن غالب من يطلقها يريد بها غير ما أريد منها.
والله أعلم
وقد وجدت هذا السؤال وجوابه للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أضعه هنا للفائدة، والحمد لله الذي جعل كلامي قريبا من كلامه.
السؤال السابع:
ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة التي تتردد على ألسنة كثير من طلبة العلم وهي من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه؟
الجواب: (المعروف أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه هذه هي العبارة التي نعرفها).
وهذا صحيح: أن من لم يدرس على أهل العلم , ولم يأخذ عنهم , ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم , فإنه يخطئ كثيرا , ويلتبس عليه الحق بالباطل , لعدم معرفته بالأدلة الشرعية , والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم , وحققوها وعملوا بها.
أما كون خطئه أكثر فهذا محل نظر , لكن على كل حال أخطاؤه كثيرة , لكونه لم يدرس على أهل العلم , ولم يستفد منهم , ولم يعرف الأصول التي ساروا عليها فهو يخطئ كثيرا , ولا يميز بين الخطأ والصواب في الكتب المخطوطة والمطبوعة.
وقد يقع الخطأ في الكتاب ولكن ليست عنده الدراية والتمييز فيظنه صوابا , فيفتي بتحليل ما حرم الله , أو تحريم ما أحل الله , لعدم بصيرته؛ لأنه قد وقع له خطأ في كتاب , مثلا: لا يجوز كذا وكذا , بينما الصواب أنه يجوز كذا وكذا , فجاءت لا زائدة أو عكسه: يجوز كذا وكذا والصواب: ولا يجوز فسقطت لا في الطبع أو الخط فهذا خطأ عظيم.
وكذلك قد يجد عبارة: ويصح كذا وكذا , والصواب: ولا يصح كذا وكذا , فيختلط الأمر عليه لعدم بصيرته , ولعدم علمه , فلا يعرف الخطأ الذي وقع في الكتاب , وما أشبه ذلك.
ـ[السيد زكي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 05:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا