ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:23 م]ـ
مع احترامي لمن ذُكر
- التفقه على أحد المذاهب الأربعة هو منهج أئمة الإسلام ولا خلاف بينهم في أفضلية ذلك على غيره
واختلفوا في لزومه ووجوبه اختلافا معتبرا
حتى ذهب كثير منهم _ومنهم من أئمة الاعتقاد الصحيح وأهل الحديث كابن رجب مثلا_ إلى عدم جواز الخروج عن هذه المذاهب الأربعة
لم أذكر هذا لأني أذهب إليه
إنما ذكرته لنقف على حقيقة الأمر كيف كان عند علمائنا وكيف صار في هذا الزمن
زمن الاجتهاد بغير ضوابط، وزمن التخبط في منهجية طلب العلم والتفقه في الدين
- عدم التفقه على مذهب معين _سواء كان من المذاهب الأربعة أم غيرها_ لا شك أنه مخرج لنا أصحاب فقه غير منضبط
لا يضبط المسائل الضبط الصحيح
ولا يتصورها التصور المطلوب
وتراه عائدا في الغالب على أصوله بالنقض
وضاربا بعض أقواله ببعض
ومعلوم أن التفقه على أحد المذاهب الأربعة أفضل من غيرها من المذاهب وذلك لأمور منها:
أن أئمتها من السلف فهم:
أعلم وأورع وأقرب للصواب
وأن أتباعهم أكثر فأنت لا تدرس فقه إمام واحد بل تدرس فقها تتابع على تقريره آلاف الأئمة منذ فجر الإسلام
وأنها أكثر كتبا واستدلالا وخدمة من غيرها
وغير ذلك
- ليس كل محدث فقيه كما ليس كل فقيه محدث
فليس علم الفقه فقط هو النصوص القرآنية والحديثية وإن كانت هي الأصل
بل الفقه هو ذلك مع معرفة الإجماع والخلاف والنظر والقياس والأشباه والنظائر والتسلسل والدلالات اللغوية وأصول الفقه وقواعده وغير ذلك
فمن ظن أنه يكتفي بمتون الحديث عن متون الفقه
كمن ظن أنه يكتفي بكتب الحديث عن كتب الفقه
وكمن ظن أنه يكتفي بعلماء الحديث عن علماء الفقه
ولا شك أنه مخطيء في هذا الظن غاية الخطأ وأوضحه
وينظر في هذا المقام سيرة الشافعي وإن كان الأمر لا يحتاج إلى تقرير
لأنه ضروري عند أهل العلم والفقهاء
والضروري لايستدل له
- الذي يدعو إلى دراسة الفقه بعيدا عن المذاهب الأربعة
كالذي يدعو إلى دراسة السنة بعيدا عن شراحها
بل كالذي يدعو إلى فهم الشريعة بعيدا عن علمائها
- التعصب ليس مخصوصا ببعض أتباع المذاهب الأربعة
بل هو موجود في أغلب الطوائف
فهو موجود عند غيرهم من الطوائف الفقيه كالظاهرية والزيدية وغيرهم
وهو موجود في بعض أتباع الشيخ الألباني وابن باز وغيرهم من مشايخ العصر رحم الله الجميع
وموجود في الطوائف العقدية
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أمجد على هذا البيان.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:15 م]ـ
في الحقيقة كنت في أول طلبي للعلم اتجه لهذا المنحى, بمعنى دراسة الفقه مجملا لانتشار هذه الطريقة في بلدي, و لكن مع مرور الزمن, رأيت أن ذلك لا يبني طالب علم قوي في الفقه, لأنه سيقتصر على كتب أحاديث الاحكام و شروحها كالعمدة و البلوغ الخ ....
و لكن لابد أيضا من المرور على جميع مسائل الفقه, مع شروط المسائل و ضوابطها و موانعها التي وضعها الفقهاء رحمهم الله بالتتبع و الاستقراء, و أيضا هناك ميزة لكتب الفقه على كتب أحاديث الاحكام ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله و هي تصوير المسائل و ايراد الضوابط للمسألة, و ايضا هناك ميزات لكتب الاحاديث على كتب الفقه ليس هذا موضع ذكره, و إنما ذكرت الشاهد.
و معلوم أن في كل مذهب من المذاهب توجد كتب للمبتدئ ثم للمتوسط ثم للمنتهي في المذهب, و هذه مذكورة في كيفية الدراسة المنهجية على مذهب.
و بالنسبة للتعصب, فيا أخوة قال الله تعالى: (بل الانسان على نفسه بصيرة) , فإذا أتاه النص الشرعي من كتاب أو سنة فلا مندوحة له بالعمل به, و لابد من الاطلاع على باقي المذاهب و أقوال العلماء في مرحلة لاحقة بعد إحكام المذهب, و دونك أخي أعلام هذه الامة في عصرنا من مثل العلماء ابن باز و ابن عثيمين فهم حنابلة (كدراسة منهجية) و مع ذلك نراهم يخالفون مذهبهم إذا كان خلاف الدليل, و حتى الامام الالباني فإنه في بداية أمره درس المذهب الحنفي, رحم الله الجميع, و بصراحة لم أسمع بعالم من علماء الامة لم يتمذهب على مذهب معين, هذا الذي أراه و هذه تجربتي, و إن كنت مخطأ أرجو تصويبي.
و تحضرني كلمة الشيخ المبارك الدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله عن هذا الموضوع: أن التفقه المبتدئ على السنة دون الدراسة المنهجية على مذهب قال: هذا تضييع لطالب العلم. و لعلي أنقله بتمامه لتعم الفائدة.
و بوركتم
ـ[أحمد العامري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا أدهم ويا أمجد ويا سالم ...
بارك الله فيكم على هذا التوضيح ....