تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال حماد بن زيد: (إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله) "28" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070119#_ftn28) - يعني الجهمية -

معنى قولهم: إن الله في السماء:

قال أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد: (أما قوله: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، فمعنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد. وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك، وهو قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}. وقال: {الرحمن على العرش استوى} وقال: {يخافون ربهم من فوقهم}).

وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى، إلى أن قال: (وقد تأتي لفظة "في" في لغة العرب بمعنى فوق، كقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها} و {في جذوع النخل} و {أأمنتم من في السماء} قال أهل التأويل - أي التفسير -: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء، يعني فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: (إنه فوق عرشه" ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته. إذ لا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، قد كان ولا مكان).

ثم سرد كلاماً طويلاً ... إلى أن قال: (فلما أيقن المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلقه سماواته وأرضه، وتخصيصه بصفة الاستواء، وعلموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء نحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز، لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك إذ ليس كمثله شيء) "29" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070119#_ftn29).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ثم من توهم أن كون الله في السماء - بمعنى أن الله في السماء تحيط به - فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحداً يفهمه من اللفظ ولا رأينا أحد نقله عن واحد؛ ولو سئل سائل المسلمين هل يفهمون من قول الله ورسوله إن الله في السماء (أن السماء) تحويه، لبادر كل واحد منهم) ... إلى أن يقول: (هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا. وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئاً محالاً لا يفهمه الناس منه ثم يريد أن يتأوله؛ بل عند المسلمين أن معنى "الله في السماء وهو على العرش" واحد إذ السماء يراد به العلو، فالمعنى أن الله في العلو لا في السفل) "30" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070119#_ftn30).

وقد تقدم قول الإمام أبي الحسن الأشعري في هذا، وقوله أن الاستواء بمعنى الاستيلاء فقد قدمنا أقوال السلف في نفي هذا التأويل الباطل.

وممن قال كذلك في هذا النفي:

قال محمد بن أحمد بن النضر: (كان أبو عبدالله جارنا وكان ليله أحسن ليل، وذكر لنا أن ابن أبي داود سأله: أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: لا أعرفه) "31" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070119#_ftn31).

وقال داود بن علي: (كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل، فقال: يا أبا عبدالله، ما معنى قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}؟ قال: هو على عرشه كما أخبر، فقال الرجل: ليس كذلك؛ إنما معناه استولى. فقال: اسكت ما يدريك ما هذا؟ العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب، قيل استولى، والله تعالى لا مضاد له وهو على عرشه كما أخبر) "32" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070119#_ftn32).

وبهذا يعلم أن قول من قال: أن الله في كل مكان ضلال مبين.

2) أوّل البيجوري صفة المجيء بأنه مجيء العذاب أو الملائكة.

وتقدم قول السلف في الصفات وأن الواجب على المؤمن أمررها واعتقادها من غير تأويل ولا تعطيل، فهذه صفة لله عز وجل قد نسبها لنفسه فقال سبحانه: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} فنحن نقول أن الله عز وجل يأتي كما يليق بجلاله وعظمته.

وقال سبحانه وتعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير