تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سؤالك أخي الكريم محل اهتمام، ولكن لا أستطيع أن أضع لك الإجابة الكافية الشافية.

ولعل ما يأتي يفيدك نوعاً ما:

ربما يكون هذا من باب تلاقي اللغة، بمعنى أن نقول: أجمع جمعاء، أكتع كتعاء. وهو توارُد وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها، لأن باب أفعل وفعلاء إنما هو للصفات وجميعها تجئ على هذا الوضع نكراتٍ نحو أحمر حمراء، وأصفر صفراء، وأسود سوادء، وأبلق بلقاء، وأخرق خرقاء، هذا كلُّه صفات نكرات فأمَّا أجمع وجمعاء فاسمان معرفتان وليسا بصفتين فإنما ذلك اتّفاق وقع بين هذه الكِلَم المؤكَّد به.

ومثله ليلٌة طَلْقة وليالٍ طوالق، وليس طوالق تكسيرَ طلَقْة لأن فعَلْة لا تكسَّر على فواعل وإنما طوالق جمع طالقة وقعت موقع جمع طَلْقة.

ومثله: أسعد من سُعْدَى. وذهب البعض إلى أنّ أسعد تذكير سُعْدَى، وقولهم في العلم سَلْمان وسَلْمى فليس سلمان إذاً من سَْلمى كسكران من سكرى ألا ترى أن فعلان الذي يقاوده فَعْلَى إنما بابه الصفة كغضبان وغضبى وعطشان وعطشى وخَزْيان وخَزْيا وصَدْيان وصَدْيا وليس سلمان ولا سلمى بصفتين ولا نكرتين وإنما سلمان من سلمى كقحطان من ليلى غير أنهما كانا من لفظ واحدٍ فتلاقيا في عُرْض اللغة من غير قصد لجمعهما ولا إيثارٍ لتقاوُدهما، ألا تراك لا تقول هذا رجل سلمان ولا امرأة سلمى، كما تقول هذا سكران وهذه سكرى وهذا غضبان وهذه غضبى، وكذلك لو جاء في العَلَم ليلان لكان ليلان من ليلى كسلمان من سلمى وكذلك لو وُجد في العلم قَحْطَى لكان من قحطان كَسْلمى من سَلمْان.

وأقرب إلى ذلك من سلمان وسلمى قولهم في العَلَم عَدْوان والعَدْوَى مصدر أعداه الجَرَب ونحوه ومن ذلك قولهم أسعد لبَطْنٍ من العرب ليس هذا من سُعْدَى كالأكبر من الكبرى والأصغِر من الصغرى وذلك أن هذا إنما هو تقاوُد الصفة.

وأنت لا تقول مررت بالمرأة السُعْدَى ولا بالرجل الأسعد، فينبغي على هذا أن يكون أسعد من سُعْدَى، كأسلم من بُشْرَى.

وذهب بعضهم إلى أنّ أسعد تذكير سُعْدَى، ولو كان كذلك لكان حًرى أنّ يجىء بهِ سماع ولم نسمعهم قطُّ وصفوا بسعدى وإنما هذا تلاقٍ وقع بين هذين الحرفين المَّتَفِقِي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيه نحو أسلم وبشرى ومن التلاقي قولهم في العَلَم أسلم وسُلْمَى.

وفي اللغة: سَعادة لغة وأسعده الأعم و (سَعِد) سَعادة في دين أو دنيا و (سُعد) ضد شقي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير