ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 05:10 ص]ـ
السلام عليكم
قبل أن تستقر اللغة الفصحى المتعارف عليها،كان لكل قبيلة من القبائل العربية لهجة خاصة بها وقد تجتمع أكثر من قبيلة على لهجة واحدة،وبما أن مكة كانت هي حاضرة جزيرة العرب فقد كانت الملتقى التجاري والديني والثقافي لتلك القبائل على اختلاف لهجاتها،ونظرا لهذا الاختلاط فقد كان استعمال لغة قريش هو الطريقة الأقرب للتخاطب فيما بينهم بدافع الحاجة، فأصبحت لغة قريش هي لغة التخاطب العامة لجميع تلك القبائل، وأضحت هي اللغة الأم،فنزل بها القرآن لمخاطبة العرب، ثم جاءت جهود اللغويين لتثبت هذه اللغة وترسخها أكثر فأكثر، ونتيجة لهذا الفعل، فلا بد أن تذوب جميع اللهجات الأخرى أمام صمود لغة قريش،وهذا ماحصل، على أن القرآن لايخلو من بعض الكلمات المستعملة في بعض لهجات العرب المنقرضة،وقد أشار العلماء إلى شيء من ذلك.
أما سؤالي إلى الأخت حيث قلت:
عندي سؤال:
الكتب التي كُتبت في القرون الأولى من حديث نبوي وتاريخ وسيروأدب ... إلخ، ماهي اللهجة التي كتبت بها؟
فالجواب أن هذه الكتب كتبت على لغة العرب العامة التي هي لهجة قريش،ولو كانت غير ذلك فربما احتجنا إلى معاجم على عدد لهجات العرب لنفهم طلاسم تلك الكتب!
هذا هو الجواب باختصار شديد،والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيكما وبارك لكما
ارتقبا ردي أخوي، فأنا اليوم في شغل
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[11 - 02 - 2006, 11:14 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد كان أول عهد لي بدروس اللهجات العربية، من حيث الفصاحة والرطانة في بحث قيم لشيخ أزهري، هو أحمد علم الدين الجندي أقام به المحجة ونصر به اللغة العربية بجميع لغاتها ولهجاتها – على قول من يفرق بين اللهجة واللغة – وكان موضوع بحثه، التميميون ومكانتهم في العربية وهو في مجلة مجمع اللغة العربية القاهري التي أفدت منها كثيرا، ولن أبالغ إذا قلت، ما من بحث أو دراسة كتبت فيها إلا أعرفها وأعرف موضوعها وترتيب صفحتها .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. قلت: والبحث في المجلدة الخامسة والعشرين، صحيفة رقم ستون ومئة .. ولن أخفي عجبي يومئذ مثل عجب أحدكم وهو يقرأ هذه الكلمات أول مرة، من كلام لا يقوله عالم كالشيخ الجندي المعروف بأصالته ونصرته للعربية. وبقيت بعدها أياما أهيم على وجهي من فرط ذلك التمادي على اللغة العربية.
وحتى لا أكون متجنيا على لغة القرآن، أو منتقصا لشأنها .. فلن أحمل معول الهدم والنقض لدعائم اللغة العربية كما فعل د. أنيس فريحة في كتابه الذي نشر مؤخرا الموسوم: دراسات في اللهجات العربية فنقض به ركن الفصاحة القرشية من أصلها .. ولا غرو في ذلك، إذ هو حامل لواء طه حسين ومهدي مخزومي ولطفي السيد وقاسم أمين وإبراهيم أنيس وغيرهم كثر في الدعوة إلى العامية ..
قلت: إن المعيار والمحك في التخيير ليس دافع الهوى ولا غالب الشهرة ولا محض الهدم .. إن ميزان المفاضلة هو التحقيق والتدقيق العلمي الهادف ... ولا أظن أن شخصا ما يخالفني في قولي هذا. فهذا د. تمام حسان في مجلة الفصول يقول سائلا: هل كانت الفصحى لغة قريش كما يزعم طلاب التراث العربي؟ ثم يسوق أدلته على بطلان هذا القول .. كما أن هناك قبائل أخرى اشتهرت بالفصاحة كقبيلة تميم التي كان منها فطاحل الشعراء مثل: أوس بن حجر وعلقمة بن عبيدة التميمي و سلامة بن جندل ومالك ومتمم ابني نويرة والسليك بن السلكة والعجاج ملك الرجز في العصر الأموي والفرزدق وجرير .. ومنها أرباب الخطابة وسدنتها أمثال، الأحنف بن قيس وأكثم بن صيفي حكيم العرب في الجاهلية وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس .. وأما في الاحتجاج بكلامها فإن المقام لا يتسع لذكر تفصيل جميع ذلك، ولكن حسب القارىء منها قول السيوطي في اقتراحه: .. وعنهم – أي تميم – أكثر ما أخذ ومعظمه، وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب وفي التصريف
¥