ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 03:18 م]ـ
تحية للأخ الحجة وبعد ..
أقدر لك هذه الفصاحة، التي قد تسلك بك سبل الحوشية والمعاظلة، أما الأخطاء الشائعة فأنا الخبير بأدواء كتبها، ومنها كتابا العدناني، ولا أحاشي من يدخل هذا الباب من الوقوع في مزالقه، فكتب الأخطاء الشائعة بما تكتظ به من الأخطاء هي التي تشيع الأخطاء، حتى ليجب أن نحجر عليها كما قال الدكتور إميل بديع يعقوب في كتابه (معجم الخطأ والصواب في اللغة العربية)
والسيد الحجة يمنعني من القول (طبعاً) وإذا سئلت: أتحب العربية؟ فقلت: نعم أو أجل أو بجل أو جيرِ أو حقا أو لا جرم أو لا شك أو لا ريب، فما الذي يمنعك أو يمنعني من القول طبعاً؟!. وما دامت الإجابات كلها على حذف معلوم، أي أحبها ولا ريب مثلا، أو لا ريب أني أحبها، فلماذا يمتنع علي أن يكون قصدي أحبها مطبوعا على حبها طبعاً، ثم أحذف المفهوم المعلوم وأقول: طبعا؟. إن الله هو الذي يطبع على القلوب، وليس من يصف الناس بالجهل وغير ذلك مما لا يليق .. وقد قلتَ: (وهاتي الكلمة يلوكها في لسانه كل أحدٍ .. ) وأحييك على هاتي .. ولكنك قلت: (وتالِكمُ الأخطاءُ تُزري بصاحبِها) فهل تقصد تالكم حقا؟. أم وقعت الألف سهوا؟.
وتقول: العرب لا تقف على التنوين (ألبتة) أفقطعت همزة البتة سهوا أم عمداً؟. ولقد ذكرت الوقوف على التنوين في بيت ابن مالك، وهو لا يعني عدم الوقوف على التنوين، لكن الوقوف على تنوين النصب يكون بالألف (غفوراً رحيما) بالألف .. أما تنوين الرفع والجر فنقف عليهما بالسكون (حذف التنوين) فنقول (والله غفورٌ رحيمْ) بالسكون ..
أما العدناني الذي يقول: قل يوسف ولا تقل جوزيف، لأن يوسف توحي بالأسف (يؤسف له) أما جوزيف فتوحي بجو من الزيف (جو زيف) أفهذه علل لغوية محترمة؟. وكثير مثلها فهو يقول لا تقل توريشللي وقل توريشلّي وقل غامبيتّا وفاليتّا وما دّونا وكامبيرّا .. إلخ! .. فهل هذا من العربية ليحشو بها كتابيه؟
الأسلوب السليم للتعامل مع اللغة هو العودة إلى معاجم اللغة الموثوقة، لا إلى هذه الكتب المحشوة بما هب ودب .. والله أعلم ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 03:51 م]ـ
دمتم جنوداً لله في خدمة لغة القرآن.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 04:04 م]ـ
أحبك في الله يا سيد نائل، وأرجو الله أن يجمعنا في مستقر رحمته .. والتواصل روح الحياة، ولكن على ألا يحسب التأخير من القطيعة؛ لأن مشاغل الحياة قد تذهب بنا بعيدا عن هذا الجهاز أحياناً .. شكر الله لكم، وثبتكم ونصركم على عدونا وعدوكم ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 04:07 م]ـ
أحسنت ياأخي ووصل الجواب.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 05:40 م]ـ
أختنا الكريمة: معالي
سرّني تعقيبك هذا السرورَ كلَّه. وأنا شاكرٌ لكِ خلقكِ العظيمَ!
سأجيب بما أعلمُ متبعًا سبيلَ الوَجازةِ والاختصارِ؛ لقلةِ الوقت، وتراكم الشغولِ.
العدناني ومحجوب من أجهل خلق الله بالعربية. وقد مسَّها من جهلهمِ وجراءتهم ضرٌّ وبلاءٌ. ولي ردود وتعقبات لكثير مما خطئوه، لعلي أذكر بعضها من بعدُ.
والعدناني خاصة وإن كان جيدًا في المنقول، فهو ضعيف في المعقول، لا يفقه في النحو (وأصوله) والصرف والبلاغة وغيرها إلا قليلاً. وسترون غير بعيدٍ بعض ذلك إن شاء الله. ومثله محجوب موسى.
وقريب من ذلكم المجمع فهو في تهاونه وتسامحه أشد من الكوفيين. وسترون من بعدُ بعض ذلك بإذن الله.
فلا ينبغي بعدئذ الاعتداد بقراراته، ولا سيما مع اختلاف مجمع القاهرة ومجمع دمشق ومجمع العراق ... فقولَ من نتبع؟!
الحجة
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 05:48 م]ـ
أخانا الكريم: داود
باختصار
أما (طبعًا) فما هكذا يستعملها الناس، بل في مواضع لا يصح فيها ذلك التقدير؛ نحو قوله: لن أذهب إلى البيت طبعًا، وقوله: طبعًا هو قال كذا!!!
أما سؤالك عن (تالكم) فإنها لغة في اسم الإشارة للمؤنث المفرد. وشاهدها قول القطامي:
تعلَّم أن بعد الغيّ رشدًا **** وأنّ لتالك الغمر انقشاعا
وقوله:
إلى الجوديِّ حتى عاد حِجرًا ... وحان لتالك الغمَرِ انحسارُ
أما (ألبتة) فإن فيها وجهينِ؛ الأول: قطع الهمزة على غير القياسِ، والثاني: وصلها على القياسِ قياسِ لامِ التعريفِ.
والوجه الأول ذكره بعض العلماء كالإسفراييني في (اللباب) وورد في شرحه (العباب).
وأيًّا ما يكن فإن السماع فيها قليل، والقياس ضعيف.
وعندي أنه ربما ينصرُ وجهُ القطعِ مذهبَ الخليلِ (إن صحّ نسبتُه إليه) وابنِ كيسان وابنِ مالك في أنّ أداة التعريف هي (أل) جميعًا؛ وذلك من قِبَل أنها وردت مقطوعة في بعض الكلمات كهذي الكلمةِ وكقولهم (أفألله لأفعلن) و (يا ألله) ثم خُفّفت لكثرة الاستعمال.
وقد زعم بعض المتأخرين كالأستاذ عباس حسن أن الأفصح قطع الهمزة. وهذا عندي غيرُ صواب لقلته في السماع، وضعفه في القياس.
وإنما كتبتُها بالقطع ابتغاءَ نشرِ لغاتِ العربِ، والمذاهبِ النحوية والصرفية؛ حتى أسلوب الكلام والخط (الإملاء) ما وسعني. وهذه سبيلي في ما أكتب كافة.
أما سؤالك عن (تالكم) فإنها لغة في اسم الإشارة للمؤنث المفرد. وشاهدها قول القطامي:
تعلَّم أن بعد الغيّ رشدًا **** وأنّ لتالك الغمر انقشاعا
وقوله:
إلى الجوديِّ حتى عاد حِجرًا ... وحان لتالك الغمَرِ انحسارُ
ثم تكلمتَ في التنوين بكلام لم أتبينه!
وبعد هذا تكلمت على العدناني، وهو كما بينتُ ضعيف في علل العربية وأصولها، وفي إحكام القياس، ومعرفة مواضعه!
ومعذرة؛ فإني لا أجد من الوقت ما يكفي للبسط والإطالة.
شاكرًا لك تعقيبك الطيب هذا.
الحجة
¥