تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جمع طرفة بين حدة الذهن وحرارة العاطفة. وكان خياله قويا واقعيا ينزع نزعة مادية حسية، ويجنح الى القصد والاعتدال والصدق. وقد تجلى خياله في تشبيهاته، وقد اعتمد على التشبيه في التعبير عن أفكاره، وقد اشتق تشبيهه من بيئته، ومما رآه في تجواله، قال في البيت الثامن: "قبر نحام: كقبر غوي". وفي البيت التاسع نلاحظ تشبيها مضمنا في "ترى جثوتين"، وفي البيت الحادي عشر يقول: "أرى العيش كنزا" وهكذا.

الأسلوب:

تنتمي معلقة – قصيدة- طرفة الى فن الخواطر والحكم والآراء الشخصية في الموت والحياة. الوصف بارز في القصيدة. حيث تكثر فيها النعوت والألفاظ الحسية المستمدة من الواقع المادي، وقد استمد الشاعر من بيئته ما يثري المعاني والأفكار مثل: الزاجر، محنب، كرّ، سيد الغضا، الخباء المعمد، الصدي، جثوتين صفائح صم، حبل المنية، الحسام المهند، الموت.

الألفاظ التي جاءت في الحكمة بعيدة عن الصعوبة والخشونة، واستعمل صيغة المخاطب وصيغة المتكلم من اجل الحوار الداخلي-النفسي – وهذا يدل على أن الشاعر كان يعيش الأزمة من حين الى آخر. نلاحظ أن أسلوب الشاعر يتميز بالسرد والتقرير ولكن التقرير هو الأكثر انتشارا، ورأينا التصنيف والتفصيل في البيتين الثالث والرابع من القصيدة، تصور هذه القصيدة ناحية من أخلاق العرب الكريمة، كما تصور الناحية المادية والأخلاقية الجسدية عند فئة من عرب الجاهلية.

عمرو بن كلثوم

حياته:

هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي من أهل الجزيرة، وأمه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وأبوه كلثوم من سادات تغلب، نشأ عمرو شديد العجب بنفسه، فخورا بمناقب أبيه وأخواله، فساد قومه صبيا في الخامسة عشرة من عمره.

أسره:

أغار عمرو بن كلثوم على بني تميم في البحرين، ثم مال على حي من بني قيس بن ثعلبة فأصاب مالا وأسارى وسبايا، حتى إذا انتهى إلى بني حنيفة في اليمامة، خرج إليه منهم بنو سحيم وعليهم يزيد بن عمرو بن شمر وكان شديدا جسيما فحمل على عمرو فطعنه، فصرعه عن فرسه، وأسره وشده القد ثم قال: أنت الذي تقول:

متى نعقد قرينتنا بحبل **** تجذ الحبل أو تقص القرينا

أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعا، فعز على عمرو بن كلثوم أن يهان فصاح: ((يا لربيعة! أمُثلة!)) فاجتمع قوم يزيد فنهوه ولم يكن يريد ذلك إنما أراد تبكيته، فسار به حتى أتى قصرا بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبة، ونحر له وكساه، وسقاه الخمر فلما أخذت برأسه أنشأ يمدحه بأبيات قال فيها:

جزى الله الأغر يزيد خيرا **** ولقاه المسرة والجمالا

موته:

عاش عمرو بن كلثوم حتى بلغ من الكبر عتيا، وشبعت نفسه من الغزوات والانتصارات، وذاق من الدهر حلوه ومره، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه وأوصاهم بوصية.

وهناك رواية ذكرها ابن قتيبة وهي أن عمرا، عندما أسر في بني حنيفة، ظل يشرب الخمر صرفا لشدة غيظه حتى مات، فهو أحد الأشراف الذين قتلتهم الخمر.

وعمرو مذكور في طبقات المعمرين، وأكثر الرواة زعموا أنه مات وله من العمر مائة وخمسون سنة.

ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 05:45 م]ـ

عنترة بن شداد

حياته:

هو عنترة بن شداد بن عمرو، وقيل ابن عمرو بن شداد بن معاوية ابن قراد العبسي، من أهل نجد ينتهي نسبه إلى مضر، ويكنى بأبي المغلس لغاراته في الغلس، ويلقب بعنترة الفوارس لشجاعته، وعنترة الفلحاء لانشقاق شفته السفلى، وهو أحد أغربة العرب المشهورين في الجاهلية، سموا بذلك لسوادهم، وهم ثلاثة عنترة، وخفاف بن ندبة السلمي، وهو السليك بن السلكة.

وأم عنترة حبشية سوداء يقال لها زبيبة، سباها أبوه في إحدى غزواته فأولدها عنترة، وكان لها أولاد عبيد من غير شداد، فلم يعترف به أبوه في أول الأمر، بل أنكره جريا على عادة العرب، لأنهم كانوا يستعبدون أولاد الإماء، ولا يعترفون بهم إلا إذا ظهرت عليهم النجابة.

أخلاقه وشجاعته:

وكان أشد أهل زمانه، وأجرأهم فؤادا، وأسخاهم يدا، وهو على شجاعته وشدة بطشه، حليم لين الطباع، سمح المخالطة إذا لم يُظلم، وفي ذلك يقول:

أثني علي بما علمت فإنني **** سمح مخالقتي إذا لم أظلمِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير