تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ ............. مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا

ــ المحاجر: ما حول العينين.

ــ سحماً: سوداً.

يقول: لم تزل تقبل كتابي و تضعه على عينها حتى صارت أنيابها وما حول عينيها سواداُ بمداده أي حبره هذا.

رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها ......... وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى

ــ رقا: أصله رقأ بالهمزة , ولكنه لينه للضرورة , ومعناه: انقطع.

يقول: لما ماتت انقطع ما كان يجري من دمعها على فراقي و يبست جفونها عن الدمع و سليت عني بعدما أدمى حبي قلبها في حياتها.

ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا .......... أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما

ــ السقم: المرض.

يقول: لم يسلها عني إلا الموت و قد ذهب به ما نالها من السقم جزعاً علي ّ , و لكن الذي أذهب ذلك السقم كان أشد عليها من السقم.

طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني ......... وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا

يقول: إنما سافرت و فارقتها لأطلب لها حظاً منم الدنيا ففاتتني هي بموتها وفاتني ذلك الحظ لأني لم أدركه و كانت رضيت بي حظاً من الدنيا لو كنت أنا قد رضيتها حظاً لي.

فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها ....... وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا

ــ أستسقي: طلب السقيا.

ــ الغمام: السحاب.

ــ الوغى: الحرب.

ــ القنا: الرماح.

ــ الصم: الصلاب.

يقول: بعد أن كنت أستسقي الحرب و الرماج دماء الأعداء صرت أستسقي السحاب قبرها فأقول: سقى الله قبرها ــ على عادة العرب في الدعاء للقبور بسقيا السماء ــ يعني تركت الحرب وجداً بها واشتغلت بالدعاء لها.

وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى ........ فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى

ــ قبيل: تصغير قبل.

ــ النوى: البعد.

يقول: كنت قبل موتها أستعظم فراقها فلما ماتت صارت حادثة الفراق صغيرة وكانت عظيمة , يعني أن موتها أعظم من فراقها.

هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى ........ فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى

يقول: اجعليني و احسبيني بمنزلة من أخذ ثأرك من الأعداء لو قتلوك فكيف آخذ ثأرك من العلة التي قتلك , وهي العدو الذي لا سبيل إليه.

وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا ........ ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى

يقول: أنه قد صار لفقدها كالأعمى فانسدت عليه المسالك في ذلك , لا لأن الدنيا قد ضاقت.

فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً ......... لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا

ــ أكب: مثل انكب: أي انحنى على وجهه.

ــ اللذي: أراد اللذين , فحذف النون لطول الاسم بالصلة.

يقول: ما أشد حزني أن لا أكب عليك مقبلاً راسك وصدرك اللذين ملئا حزامة وعقلاً , يتأسف لغيبته لدى وفاتها وأنه لم يودعها قبل دفنها.

وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي .......... كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا

يقول: وا أسفي أني لا ألقى روحك الطاهر الذي كأن جسمه ــ أي جسم ذلك الروح ــ من المسك الذكي الشديد الرائحة.

ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ ......... لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا

ــ الضخم: العظيم.

ــ الجدة: تسمى أماً.

يقول: لو لم يكن أبوك أكرم والد لكانت ولادتك إياي بمنزلة أب عظيم تنسبين إليه: أي إذا قيل لك أم أبي الطيب قام ذلك مقام نسب عظيم لو لم يكن لك نسب.

لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا .......... لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا

ــ لذ: طاب.

ــ الشامت: الفرح بمصيبة غيره.

ــ بيومها: أي بيوم موتها.

ــ الرغام: التراب.

يقول: إن كانوا قد شمتوا بموتها فقد خلفت مني من يرغم أنوفهم , أي يلصقها بالرغام ــ التراب ــ أي يذلهم و يقهرهم.

تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ ......... ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا

يقول: ولدت مني رجلاً تغرب عن بلاده: أي خرج عن بلده إلى الغربة لأنه لا يستعظم غير نفسه , فأراد أن يغادر الذين كانوا يتعظمون عليه بغير استحقاق , ولا يقبل حكم أحد عليه إلا حكم الله الذي خلقه.

ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ .......... ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا

ــ العجاجة: الغبار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير