يقول الرازي: ذكر الله تعالى في السورة المتقدمة ــ أي سورة القمر ــ (فكيف كان عذابى ونذر) غير مرة، وذكر في السورة ــ أي سورة الرحمن ــ (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) مرة بعد مرة، لما بينا أن تلك السورة سورة إظهار الهيبة وهذه السورة سورة إظهار الرحمة ().
21) سورة الواقعة: عن مسروق قال: من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة ().
22) سورة القلم: في الأخلاق.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فصل: سورة ن؛ هي سورة الخلق الذي هو جماع الدين الذي بعث الله به محمدا ?، قال الله تعالى فيها (و إنك لعلى خلق عظيم) ().
23) سورة الصف: نزلت في الجهاد، وهذا ظاهر.
24) سورة التكوير: في صفة يوم القيامة.
25) سورة الانفطار: في صفة يوم القيامة.
26) سورة الانشقاق: في صفة يوم القيامة.
هذه السور الثلاث في وصف يوم القيامة، لكن لكل واحدة منها وصف مغاير لما في أختها، ولذا قال ? كما عند أحمد والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ (إذا الشمس كورت)، و (إذا السماء انفطرت)، و (إذا السماء انشقت) ().
فأمر بقراءتها جميعاً، فتأمل الفرق بينها.
27) سورة الليل: قال ابن عباس: إني لأقول إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل (). وتبعه شيخ الإسلام على ذلك.
وهذا ظاهر لمن تأمل آياتها.
28) سورة الكافرون: وهي سورة الإخلاص الثانية، أو سورة التوحيد العملي الإرادي.
يقول ابن القيم عن سورتي الكافرون والإخلاص: وقد جمع سبحانه وتعالى هذين النوعين من التوحيد في سورتي الإخلاص وهما: سورة (قل يا أيها الكافرون) المتضمن للتوحيد العملي الإرادي، وسورة (قل هو الله أحد) المتضمنة للتوحيد العلمي الخبري، فسورة (قل هو الله أحد) فيها بيان ما يجب لله تعالى من صفات الكمال وبيان ما يجب تنزيهه من النقائص والأمثال، وسورة (قل يا أيها الكافرون) فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له والتبريء من عبادة كل ما سواه ولا يتم أحد التوحيدين إلا بالآخر ().
29) سورة الإخلاص: هي صفة الرحمن، وهي في التوحيد العلمي الخبري.
فعن عائشة أن النبي ? بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ?، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي ?: أخبروه أن الله يحبه ().
يقول الرازي: اعلم أن كثرة الألقاب تدل على مزيد الفضيلة، والعرف يشهد لما ذكرناه، فأحدها: سورة التفريد، وثانيها: سورة التجريد، وثالثها: سورة التوحيد، ورابعها: سورة الإخلاص ().
وتلحظ أم الأسماء كلها تدور على توحيد الله ?، وسبق كلام ابن القيم قريباً عن سورتي الكافرون والإخلاص.
30) سورة الفلق: نزلت في إزالة الشرور الظاهرة أو الخارجية , وكيفية التعوذ منها كما أن الله جعل النهار بضيائه يفلق ظلمة الليل؛ فهو قادر أن يفلق هذه الشرور الظاهرة ويخرج منها الخير.
31) سورة الناس: نزلت في إزالة الشرور الباطنة أو الداخلية، وكيفية التعوذ منها، وهذه الشرور باطنة فناسبها الاستعاذة بهذه الصفات (رب الناس، ملك الناس، إله الناس).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن سورة الناس: فكانت هذه السورة للشر الصادر من العبد، و أما الشر الصادر من غيره فسورة الفلق فإن فيها الاستعاذة من شر المخلوقات عموما وخصوصا، و الله أعلم ().
وأوضح ذلك ابن القيم بما لا مزيد عليه فقال:
" وهذه السورة ــ أي سورة الناس ــ مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سببه الذنوب والمعاصي كلها، وهو الشر الداخل في الإنسان، الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة، (فسورة الفلق) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد، وهو شر من خارج، (وسورة الناس) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه، وهو شر من داخل، فالشر الأول: لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه، والشر الثاني: في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي، فهذا شر المعائب والأول شر المصائب، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما، فـ (سورة الفلق) تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات، و (سورة الناس) تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة ().
وهذا قليل من كثير وإلا فمن تدبر في كتاب الله ثم نظر في كلام أهل العلم وجد مزيداً على ذلك أضعافا مضاعفة، والعلم عند الله.
وانتظر ما تجدون به على أخيكم في شهر الجود سددكم الله،،،
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:24 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وأثابك وسدد خطاك
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:46 م]ـ
32 سورة النور
قال القرطبى مقصود هذه السورة ذكر احكام العفاف والستر
لنا عودة ان شاء الله
¥