تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لشيخ الإسلام الإمام مصطفى صبري / آخر مشايخ الإسلام بالدولة العثمانية

والكتاب من 4 مجلدات كل مجلد 500 صفحة تقريبا، ومتوفرة بالإنترنت نسخة مصورة PDF

والشيخ إمام عالم جليل، لا ينتسب إلى أية توجهات مما يمكن أن ينتقد على أصحابها انتقادهم على محمد عبده ومدرسته، وإنما هو آخر من نصّب مشيخة الإسلام بالدولة العثمانية، وشهد سقوط الخلاف وعلمنة البلاد، وجاهد بقلمه وبالعمل السياسي، وهاجر من الأستانة - تركيا - إلى مصر، فهاله وأفزعه ما وجده بمصر وبالأزهر جراء فكر محمد عبده، وقد كان يظن حين هاجر أن مصر والأزهر هما ملاذ الإسلام بعد سقوط الخلافة في تركيا، فإذا به يفاجأ أن ما جرى بتركيا من العلمنة ومسخ الدين بالقوة والقهر، قد جرى في مصر بالتحريف الديني وبأيدي أنصار مدرسة محمد عبده، وعلى رأسهم المراغي وفريد وجدي وهيكل، وأن الأزهر قد مسخ بسبب هؤلاء. فكان أن ضمّن ذلك موسوعته (موقف العقل والعلم والعالم ... ) ورد على أنصار هذه المدرسة بأعيانهم، وذكر ما كان بينه وبين بعض هؤلاء من الرد على تحريفاتهم، وعلى رأسها إنكار المعجزات.

إني ألح على من ينتقدون فكر محمد عبده، بل ويرفضونه - كما نرفضه - أن لا يوازوا في الخلاف بأنفسهم، ولا إلى المدارس المعاصرة، فمدسة التراث الأصيلة قد سبقت إلى هذا وهي أول من حارب هذا الفكر حين بروزه، فأنصحهم أن يصعّدوا خلاف محمد عبده إلى مستواه، فمحمد عبده ما خالفه بعض الدعاة المعاصرين، وإنما هو خالف الأمة جميعا، وهدم الأزهر الذي هو الأزهر الأول الذي عرفناه، واتهم شيوخنا - شيوخ العامود - الأئمة الأعلام بالتخلف والجمود، تلك الأسماء الجلية العالية، التي ما يجرؤ إنسان أن يسيء إليها لا إمامتها، وإلا أساء لنفسه، ولكن الذين ينادون لمحمد عبده رحمه الله يلقون تلك الأمور جملة، ولا يبينون من هم الجامدون الذين حاربتهم المدرسة الحادثية، ولا يمكنهم أن يذكروهم لنا على نوع تفصيل، وإنما هم يتكلمون عن شيء في الذهن اسمه جمود، وكفى.

ولذا فإن من خلال تجربتي مع أتباع هذه المدرسة فإنهم لا يثبتون في حوار أو نقاش، وإنما يتشدقون بالأسماء، ويتهربون في صمت، ويستغلون الإعلام المعاصر الذي يضخم لهم أسماءهم، ويستغلون كذلك جهل المناقش بأصول هذه المدرسة وبحقيقة ما كان من نقلة الدين الأصّل تجاههم من نقدهم وتفنيدهم.

وإني أدعو أصحاب هذا الاتجاه إلى المناقشة الجادة، وإلى الحوار المحكّم والمناظرة المحكّمة، والتي تنضبط وفق آداب البحث والمناظرة، فيحدد فيها موضوع النقاش بدقة، وتحكم فيها وتديرها أطراف خارجة عن الطرفين المتناظرين، والتي نصل فيها إلى نتيجة محددة ولو كانت توقف الطرف عما هو عليه أو إبقاءه عليه مع الاعتراف بعدم القدرة على إقامة الحجة. فإن كانوا فمرحبا بهم وعلى العين والرأس، وإلا فهم في الحقيقة مبتورون بفكرهم عن الأمة الإسلامية، ولا سند لهم ولا ظهر، وعمرهم في الأمة قرن من الزمان.

والحمد لله رب العالمين.

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[28 May 2010, 05:49 م]ـ

يبدو لي من كلام الأستاذ محمد رشيد خبرته الطويلة في نقاش أتباع هذه المدرسة، وليته يدلنا على بعض مؤلفاته في ذلك، وإن كانت لا تعجبني عبارات التعالي في كلامه والإكثار من الأنا، وقد يكون شيخاً كبيراً عالماً لا أعرفه، لكن هكذا بدا لي من قراءة بعض موضوعاته.

وقد ناقش الدكتور فهد الرومي في كتبه وخاصة (منهج المدرسة العقلية في التفسير) هذا الموضوع بتوسع، ورجع إلى كتاب مصطفى صبري وغيره، ولا جديد في الموضوع، وشلتوت يتحدث عن موضوع محدد.

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 May 2010, 06:14 م]ـ

الأستاذ فهد الناصر .. لا أدري كلامك لو كان تهكميا، وإن كان كذلك فهو لكم أو عليكم، أما أنا فلن تجد مني إلا المصارحة.

ليست لديهم قدرة للنقاش أصلا حتى تكون لدي خبرة بالنقاش معهم، فبمجرد أن نأتي إلى النقاش على أصولنا المنتقلة الموروثة تنقطع بضاعتهم.

ليست لدي مؤلفات في الأمر وعندي الكثير جدا لا تعرفه ولا أكتب فيه مؤلفات. لو تيقنت قل لي أنت كاذب.

عبارات التعالي في كلامي هي رأيك، وهو إطلاق لا يمكنك إثباته، ولكن نعم، أتعالى في مواضع، ولو كنت تبغي اللين على طول الخط في الشريعة فلا تنتظره، فهناك من ألين له القول وأستقبله ببيتي وأمد له الوقت كرفيق وزميل ونتدارس ونتناول طعامنا، وهناك من أمد له بحدود والكلاممعه معدود، وهناك من نصيبه مني إشارة، وهناك من نصيبه زجرة، كل بحسب مراعاته لمكانه ولصاحبه وللعلم. وهناك من تطاول وأساء لما غره اللطف فكان نصيبه شكمة أحرجته وألجمته. فكونك أتيت في حال فمن غير الصحيح تعميمها. أم الإكثار من الأنا فهي تصوراتك كذلك، وهو سوء توزيع منك للأنا، فربما أكثرت من الأنا مع بعض من تسكتهم الأنا لكونهم لا يقدرون الأنت، فلا يزجرهم ويكف شرهم إلا الأنا. ولست شيخا كبيرا لا تعرفه، ولن أكون شيخا كبيرا، فلا تكثر البحث. ثم اية أنا تتحدث عنها؟ إننا لا نتكلم بالأنا، فمن أنا وأنت إلا بحسب ما نسند إليه ظهورنا؟ فأنا لا أعرفك، وحتاج إلى مؤسسة أو هيئة لتعرفك، وأنا كذلك لا شيء سوى أني أستند إلى شيء أعظم وأجل هو الأزهر قبل الحداثيين، فلاأسير برأسي ولا أبتدع طرقا، فلا تحدثني أنا ولا تقل لي أنا وأنا وتسحبني للأنا مرة أخرى بعد أن تجردنا منها. فلسنا شيئا.

ولا جديد في الموضوع لديكم أنتم، فلا تسحب أناتك (الأنا) على غيركم، فغيركم لا يعلم علمكم، وغيركم ينظر إلى جزئيات الموضوع، وغيركم جديده قديمكم، فالكلام لم يكن موجها إلى مصطفى صبري ذاته، كما لم يكن موجها إليكم لأنه عندكم قديم، وأنت تعرف أن القدم والجدة يتفاوتان بعلم كل فرد وأن الأفراد يتفاوتون.

ملحوظة: سلوكي معكم يقابل طريقتكم وينبثق عنها لكن بمصارحة ودون تهكم، ولو كان غيركم بسلوك آخر لكان مني سلوك آخر، ولكنه سيكون مكشوفا كذلك، ولو حوى شدة فهي بعيدة عن تهكماتك التي لا تليق بكم وكلامك بين الأسطر.

ودمتم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير