تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[03 Jun 2009, 02:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين وبعد:

تعقيبا على كلام الأخ يحيى ولجميع من ينقلون الروايات من التفاسير دون تحقيق:

أرجو أن تتنبهوا إلى أن هذه الآيات الكريمة تحدثت عن أمر عظيم، وهو بيان أن سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لم يكن ملكه لعلمه بالسحر، فالسحر كفر، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق، وليس هو الذي تعلمه الملائكة للناس ففي الآية الكريم يقول الله تعالى: وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، ثم جاءت الواو فاصلة بين ما تعلمه الشياطين للناس وما علمته الملائكة لهم، أي أن الملائكة علمتهم شيئا من عالم الملكوت والتصريف في الآشياء، وبيّنت للناس أن هذا الأمر فيه فتنة فمن تعلمه واستغله وخرج به عن دين الله فتن به. لذلك من الخطأ أن نقول إن هذين الملكين ارتكبا الفاحشة فخرجا بذلك من كونهم ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم إلى جواز أن يقع الخطأ منهما، فالآية صريحة في وصفهما بالملكين.

ولنتذكر أوائل الآيات التي نزلت في الخمر، أقصد قول الله تعالى: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا. فلما سمعها بعض الصحابة قال لا محالة نازل في الخمر ما يحرّمها، لأنه فهم بسليقته أن السكر غير الرزق الحسن.

وأمر البدعة التي يتهاون بها الكثيرون ليس بالهين، فالبدعة في الدين ليس الخطأ في أي تطبيق أو مسألة، بل هي إحداث أمر في الدين ليس منه، كأن يزيد أحد ركعة على صلاة المغرب لتصبح أربع ركعات، أو أن ينقص من شهر رمضان أو يؤخر هذا الشهر للشتاء أو يلغي أمر معلوم من الدين بالضرورة .... لذلك كانت عاقبة من يفعل مثل هذا الفعل أن يكون في النار. أما إن عصى الإنسان ربّه فباب التوبة مفتوح ولا يجوز أن نقول عنه مبتدع.

ولا يفهمن أحد كلامي أنني أشير إلى بعض الذين ذكرهم الأخ يحيى، وأذكره بأن حبيبنا وقرّة أعيننا وروح أجسادنا محمد صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبعث ليوحد الناس ويصلح أحوالهم، لا أن يحكم بإخراجهم من الدين، فالله الله في عباد الله.

أستحلفكم بالله يا محبي رسول الله، أن لا تنظروا إلى أخطاء الناس، ولا إلى هفواتهم، فالله أعلم بها منكم، والله يستر علينا وعليهم، لكن أنظروا إلى ما يؤلف بين القلوب، ويصلح النسل والحرث. ودعونا لا نناقش في مسألة حتى نحيط بها علما، فمعضلة هذا العصر المتعالمين وأنصاف العلماء، وأن ينشغل أحدنا بمعرفة أخطائه خير من أن يبحث عن أخطاء الآخرين.

((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) وليس للمؤمنين ولا المسلمين فقط بل رحمة للعالمين

الفقير إليه تعالى: د. حسن عبد الجليل العبادلة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير