[وقفة مع موضوع (عناية النساء بالتفسير) ..]
ـ[أم أسماء]ــــــــ[25 Feb 2009, 12:08 م]ـ
(عناية النساء بالتفسير)
بالنسبة لهذا الموضوع فقد كنت عزمت على البحث فيه، فبدأت أبحث في طبقات المفسرين من خلال معاجم وكتب طبقات المفسرين، وكانت المفاجأة أنني لم أعثر ولا على اسم واحد لأمرأة كانت من أعلام المفسرين ..
توقفت عند ذلك كثيراً، وتأملت الفرق بين كثرة المحدّثات من النساء في كتب طبقات المحدّثين وندرة أو عدم وجود مفسِّرات منهن -اللهم إلا ما روي عن بعض أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات من روايات في التفسير وأسباب النزول -.
وظهرلي - والله أعلم- أن علم التفسير صعب الولوج، عظيم الخطر، إذ يحتاج قبل خوض غماره إلى التبحر في علوم العربية أولاً من اللغة والشعر والبلاغة والبيان والإعراب .. ، ثم الضلوع في علم الحديث ونقدالمرويات وتمييز الصحيح من السقيم، ثم التوسع في الفقه وأصوله، والعقيدة ومباحثها، وغير ذلك من العلوم والأدوات التي يحتاجها المفسر، فكأن علم التفسير علم موسوعي يلزم منه التوسع في علوم شتى قبل الإقدام على دخول بابه ..
أما علم الحديث فلا يلزم منه ذلك كله؛ حيث أنه علم متخصص، فأدواته أقل بكثير من أدوات علم التفسير ..
ولما كان الغالب والأعم من شأن النساء أنهن قد يقعد بهن الحال عن التوسع والتبحر في العلوم التي يتطلبها علم التفسير وذلك لما خصهن الله تعالى بوظائف فطرية هي الحمل والولادة والرضاعة وتربية الولد ورعاية الزوج، وهذه الوظائف يلزم منها الانقطاع فترات من الزمن عن الطلب والتحصيل؛ أو قلة التحصيل - في أحسن الأحوال- نظراً لوجود شاغل آخر عن طلب العلوم المتكاثرة لبلوغ درجة من التمكن في العلم يسوغ معها تفسير كلام رب العالمين .. لما كان أمر النساء كذلك ندر وجودهن كأعلام في فن التفسير،،
هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب،،
فإن كان فيه خطأ فأرجو من مشايخنا الفضلاء أن يقوّموني، ولهم خالص الدعاء في الغيب ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 01:58 م]ـ
أشكر الأخت أم أسماء على هذا التعليل المنطقي المقبول لعدم مشاركة النساء بشكل واسع في تفسير القرآن الكريم على مدى التاريخ الإسلامي، وقلة النساء أو ندرتهنَّ اللاتي ترجم لهنَّ المترجمون في كتب (طبقات المفسرين).
ومما يمكن إضافته لتأييد ما ذهبتم إليه في شأن مشاركة النساء في رواية الحديث لقلة مؤونة جانب الرواية فيه دون الدراية، ما يوجد في صفوف النساء من المقرئات للقرآن برواياته حتى اليوم، لتشابه جانب الرواية وإمكانية إجادته من جانب النساء أيضاً.
ويبقى قوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) معياراً يحدد لكل من الرجل والمرأة وظائفه التي تليق به، وصدق الله: (ألا يعلمُ مَن خلقَ وهو اللطيف الخبير).
علماً أن هذه الملحوظة في عدم وجود أسماء بارزة كثيرة للعالمات عبر التاريخ الإسلامي في كل العلوم وليس في التفسير وحده يرجع إلى أسباب كثيرة من أبرزها ما ذكرته أم أسماء في مشاركتها هذه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:14 م]ـ
كذلك من الجيد الرجوع لكتاب جامع أخبار النساء من سير أعلام النبلاء مع تراجم الجزء المفقود من السير، جمع وترتيب وتحقيق وتعليق خالد بن حسين بن عبدالرحمن، تقديم الشيخ مصطفى العدوي، فهذا الكتاب يعطي تصوراً أكبر عن هذا الموضوع.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:40 ص]ـ
شيخنا الفاضل: عبدالرحمن الشهري ..
وأنا أشكر لفضيلتكم ردكم على الموضوع وإضافة تعليل آخر لندرة وجود مفسرات من النساء:
ومما يمكن إضافته لتأييد ما ذهبتم إليه في شأن مشاركة النساء في رواية الحديث لقلة مؤونة جانب الرواية فيه دون الدراية، ما يوجد في صفوف النساء من المقرئات للقرآن برواياته حتى اليوم، لتشابه جانب الرواية وإمكانية إجادته من جانب النساء أيضاً.
كما أشكر لكم إتاحة الفرصة للتسجيل في هذا الملتقى المبارك، سائلة المولى عزوجل أن يحشرني في زمرة أهل القرآن، وأن يجعل كل ما تقدموه من علم وفائدة في موازين اعمالكم ..
الأخ: فهد الجريوي
جزاك الله خيرا، وسأقوم بالاطلاع على الكتاب الذي ذكرته للاستزادة ..
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:03 م]ـ
[ QUOTE= أم أسماء;72536] (عناية النساء بالتفسير)
بالنسبة لهذا الموضوع فقد كنت عزمت على البحث فيه، فبدأت أبحث في طبقات المفسرين من خلال معاجم وكتب طبقات المفسرين، وكانت المفاجأة أنني لم أعثر ولا على اسم واحد لأمرأة كانت من أعلام المفسرين ..
توقفت عند ذلك كثيراً، وتأملت الفرق بين كثرة المحدّثات من النساء في كتب طبقات المحدّثين وندرة أو عدم وجود مفسِّرات منهن -اللهم إلا ما روي عن بعض أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات من روايات في التفسير وأسباب النزول -.
جزاك الله خيراً أختي أم أسماء,,,
سبحان الله العظيم! حقاً من الغريب عدم العثور على مفسرات لكتاب الله؟! حتى من الصحابيات!!
وقد ذكرتِ -مشكورة-الأسباب المانعة من ذلك, ويبدولي أن كثرة العلوم المتعلقة بعلم التفسير من أهم الأسباب المانعة من ذلك. والله أعلم.
وفوق كل ذي علم عليم.
لذلك توجهت لعلم الحديث, وأنا كلي أمل بالله أن لا يحرمني من التمكن من علم التفسير وسائر علوم الدين.
والحمد لله على ما أعطانا الله.
¥