تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حقيقة اليقين دراسة تأصيلية]

ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

حقيقة اليقين

محاولة تأصيلية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..... عندما تخط الاقلام وتصرح الألسن وتنشر وسائل الاعلام على اختلافها خبراً اوفكرة عن موضوع معين فأن الناس يتلقون ذلك غالباً بعقلية المصدق وقليلاً منهم من يتلقاه بعقلية المحلل الباحث عن الحقيقة.

وعندما يتعلق الخبر باتجاهٍ يوافق هوى المستمع او القارئ فانه يتردد كثيراً في التحقق من صحته ومصداقيته، لاعتبارات نفسية وثقافية وعوامل تربوية اسهمت في تنشئته وتكوينه على هذه الصيغة. ومن هنا ننطلق اليوم للتعرف على مفهوم اليقين من مصدره الأساس، لنرى ان طلب الحقيقة والتماسها والحصول عليها بطرق موثوقة، كل ذلك من المفاهيم التي نص عليها كتاب الحقيقة واليقين (القرآن الكريم) وقد تدرج القرآن تدرجاً موضوعياً في شرح مراتب اليقين بطريقةٍ مبسطة وبلاغيةٍ على اعلى صور البلاغة والاعجاز في آن واحد، وذلك عندما تحدث في سور الواقعة والحاقّة والتكاثر عن اليقين والذي هو عكس الظن، (أنظر الى قوة تصور الخليل ان هجم به الظن على اليقين) وذلك في قصة ابراهيم الخليل عندما بحث عن الحقيقة وارد التخلص من آثارالشك باليقين فقال ( ... ربي أرني كيف تحيي الموتى ... ) وقد رتب القرآن مراتب اليقين بطريقةٍ اعجازية تحليلية منطقية، كانت قد بدأت باليقين وأصله يقن: اليقين:العلم وازاحة الشك وتحقيق الامر وقد أيقن يوقن ايقاناً فهو موقنُ ويقن وييقن يقيناً فهويقينٌ، واليقين نقيض الشك والعلم نقيض الجهل تقول علمتُهُ يقيناً: وفي التنزيل العزيز (وانه لحق اليقين) (أضاف الحق الى اليقين وليس من اضافة الشيئ الى نفسه لأن الحق هو غير اليقين إنما هو خالصه واصحُهُ فجر مجرى اضافة البعض الى الكل) ونعود الى التدرج الذي تحدثنا عنه في بداية موضوعنا فقد قال تعالى في سورة التكاثر (كلا لوتعلمون علم اليقين) أي لو تعلمون حق العلم لما الهاكم التكاثر عن طلب الاخرة وقيل معنى لو تعلمون علم اليقين اي لوتعلمون اليوم في الدنيا علم اليقين فيما امامكم مما وصفت لترون الجحيم بعيون قلوبكم فان علم اليقين يريك الجحيم وعن عين اليقين في نفس هذه السورة وفي قوله تعالى (ثم لترونّها عين اليقين) هي الرؤية التي هي نفس اليقين فأن علم المشاهدة اعلى مراتب اليقين، ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم الذي الهاكم والخطاب مخصوص بكل من الهاه دنياه عن دينه وقد قال تعالى في سورة الواقعة (ان هذا لهو حق اليقين) يقول تعالى ذكره ان هذا الذي اخبرتكم به ايها الناس من الخبر عن المقربين واصحاب اليمين وعن المكذبين الضآلين وما اليه صائرة أمورهم (لهو حق اليقين) يقول لهو الحق من الخبر اليقين لاشك فيه ونحو الذي قلنا في ذلك قال اهل التأويل واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة (رضي الله عنه) في قوله: (ان هذا لهو حق اليقين) قال ان الله عزوجل ليس تاركاً احداً من خلقه حتى يقفه على اليقين من هذا القرآن فأما المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة واما الكافر فأيقن يوم القيامة فلاينفعه اليقين وعن قوله تعالى في سورة التكاثر (وانه لحق اليقين) لليقين الذي لاريب فيه، حيث لايمكن ان يتطرق اليه الشك لامن قريب ولامن بعيد.

لقد علمنا القرآن الكريم بطرحه لمفهوم اليقين وفق هذه الصيغ وعلى هذه المراتب كيف نتثبت من الخبر وكيف نرتب بشكل موضوعي ومنطقي درجات مصداقية مايرد علينا من اخبار ومعلومات على اختلافها ممايدور في حياتنا اليومية، فبدأ بعلم اليقين وهو الخبر الموثوق، ثم عين اليقين وهي المشاهدة العيانية للحدث، ثم حق اليقين وهي ان تعيش الحدث بنفسك وتتلمس مفاصله بشكلٍ مباشر وهذا التقسيم في اصله هو للامام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله) وقد خالف البيضاوي في تفسيره لعين اليقين الذي اعتبره الامام البيضاوي اعلى مراتب اليقين بينما ذهب الشعراوي الى ان حق اليقين هو اعلى المراتب واني لاذهب مذهب الامام الشعراوي في ذلك لاعتبارات منها ان الحق يعرف بالمعايشة والملامسة حسياً او معنوياً وان الزيغ قد يقع في الابصار كما يدعي اهل الزيغ والضلالة من اصحاب الناريوم القيامة لو كان إدعاءً لكن وقوعه قائم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير