[هل هناك تعارض بين هاتين الآيتين؟]
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[24 Feb 2009, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
فى سورة العنكبوت يقول الحق سبحانه
(وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وماهم بحاملين من خطاياهم من شىء إنهم لكاذبون)
00 هنا نفى ان يحمل الكفار عمن يغرونهم بالكفر شيئا
وفى الآية التالية
(وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليُسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون)
00 وهنا اثبات تحميلهم خطايا من يغرونهم بالكفر مع سبق نفيها فى الاولى
وللعبد الفقير فهم اعرضه على مشايخنا وهو
فى الاولى قالوا نحمل خطاياكم ولاتؤاخذون انتم ونُعاقب نيابة عنكم فالاية تشير الى انهم كاذبون فلو اطاعوهم سيهلكون معهم لامحالة ولاينفعهم عرض الكفار الحمل عنهم
وفى الثانية بيان انهم سوف يتحملون اوزار الذين اغروهم بالكفر وتسببوا فى كفرهم
هذا فهمى وارجو من مشايخنا وطلاب العلم مزيد ايضاح والتصويب ان كان ثم خطأ فى فهمى للآيتين
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[24 Feb 2009, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تعارض في البين, حيث أن المنفي ضمان عدم العقوبة بالنسبة إلى المتحمل عنهم, والمثبت هو الوزر بالنسبة إلى مدعي الضمان أو التحمل عن الغير, فالطائفة الأولى -المغرر بهم سيتحملون وزرهم ولا يمنع من ذلك مؤاخذة من غرهم, والذي غرهم سيتحمل وزر عمله بالمباشرة ووزر غيره بالتسبيب.
قال النحاس في معاني القرآن - النحاس - ج 5 - ص 216 - 217
قوله جل وعز: * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء. . .) * [آية 12]. المعنى: وما هم بحاملين عنهم شيئا - يخفف ثقلهم. 10 - ثم قال جل وعز: * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم. . .) * [آية 13]. قال أبو أمامة الباهلي: " يؤتى بالرجل يوم القيامة، وهو كثير الحسنات، فلا يزال يقتص منه، حتى تفنى حسناته [ثم يطالب] ثم يقول الله جل وعز: اقتصوا من عبدي، فتقول الملائكة: ما بقيت له حسنات، فيقول: خذوا من سيئات المظلوم، فاجعلوها عليه ". قال أبو أمامة: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *. وقال قتادة في قوله عز وجل * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *. قال: " من دعا إلى ضلالة كتب عليه وزرها، ووزر من يعمل بها، ولا ينقص ذلك منها شيئا ". قال أبو جعفر: وأهل التفسير، على أن معنى الآية كما قال قتادة، ومثله قوله جل وعز * (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) *.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي فتح القدير - للشوكاني - ج 4 - ص 194
(وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) اللام في " للذين آمنوا " هي لام التبليغ: أي قالوا مخاطبين لهم كما سبق بيانه في غير موضع: أي قالوا لهم اسلكوا طريقتنا وادخلوا في ديننا (ولنحمل خطاياكم) أي إن كان اتباع سبيلنا خطيئة تؤاخذون بها عند البعث والنشور كما تقولون فلنحمل ذلك عنكم فنؤاخذ به دونكم واللام في لنحمل لام الأمر كأنهم أمروا أنفسهم بذلك. وقال الفراء والزجاج: هو أمر في تأويل الشرط والجزاء: أي إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم، ثم رد الله عليهم بقوله (وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ) من الأولى بيانية. والثانية مزيدة للاستغراق: أي وما هم بحاملين شيئا من خطيئاتهم التي التزموا بها وضمنوا لهم حملها، ثم وصفهم الله سبحانه بالكذب في هذا التحمل فقال (إنهم لكاذبون) فيما ضمنوا به من حمل خطاياهم. قال المهدوي: هذا التكذيب لهم من الله عز وجل حمل على المعنى، لأن المعنى: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم، فلما كان الأمر يرجع في المعنى إلى الخبر أوقع عليه التكذيب كما يوقع على الخبر (وليحملن أثقالهم) أي أوزارهم التي عملوها، والتعبير عنها بالأثقال للإيذان بأنها ذنوب عظيمة (وأثقالا مع أثقالهم) أي أوزارا مع أوزارهم. وهي أوزار من أضلوهم وأخرجوهم عن الهدى إلى الضلالة ومثله قوله سبحانه - إن أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم - ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم " من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها " كما في حديث أبي هريرة
¥