[تفسير قوله تعالى: (يا أيها النبيء حسبك الله ومن اتبعك من المومنين)]
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[24 Feb 2009, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمائه، والشكر له على مننه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في صفاته وأسمائه، وأشهد أن محمدا خير عباده وأوليائه، صلى الله عليه وعلى آله ووزرائه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فبين يديّ هذا البحث، الذي جمعت مادته من بعض مظان التفسير والتوجيه، والقصد منه توضيح معنى لآية قد أشكلت على كثير من العامة، وتبيين إعرابها، فإن بعضا ممن ينتسب إلى العلم قد وقع له فيها لبس، حتى استدل بها -من حيث لا يدري- على جواز الشرك بالله (سبحانه وتعالى عمّا يقول)، وهي موضع قوله (سبحانه وتعالى) في سورة الأنفال (64) ? يَـ?أَيُّهَا ?لنَّبِي?ءُ حَسْبُكَ ?للهُ وَمَنِ ?تَّبَعَكَ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ ?.
والذي أشكل هو عطف المؤمنين على الله سبحانه وتعالى، فظن هذا الظان أن الله يأمر عبده ونبيّه محمدا (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن يتوكل على الله والمؤمنين، وهذا مناف لتوحيد الله الذي بعث به الرسل، وأنزل من أجله الكتب، وكان الله ولا شك حاميا جناب توحيده، فأردت أن أساهم بقليل أخدم به ديني، وأدعو به إلى توحيد رب العالمين، عسى الله أن يتقبل منا توحيدنا وأعمالنا، إنه سبحانه خير من دعي وخير من أجاب، لا إله هو سبحانه.
المزيد: اضغط هنا ( http://minbarwahran.net/ar/st1_m15.html)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:46 م]ـ
الرابط لا يفتح عندي.
ليتك تنقل الكلام هنا لنتمكن من قراءته مشكوراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Feb 2009, 06:19 م]ـ
وهذا تعليق كتبته على ما أورده ابن القيم في تفسير هذه الآية:
(قرّر ابن القيم رحمه الله أن معنى الآية: يا أيها النبي حسبك الله، أنت ومن اتبعك من المؤمنين، أي: هو حسبهم كذلك؛ فلا تحتاجون معه إلى أحد.
وأما من قال: إن معنى الآية: الله ومن اتبعك حسبُك؛ فقوله باطل، وخطأ محض.
قال رحمه الله: (وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? (الأنفال: 64)، أي: الله وحده كافيك، وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد.
وهنا تقديران، أحدهما: أن تكون الواو عاطفة لـ)) مَن ((على الكاف المجرورة، ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على المذهب المختار، وشواهده كثيرة، وشُبه المنع منه واهية.
والثاني: أن تكون الواو واو)) مع ((، وتكون)) مَن ((في محل نصب عطفاً على الموضع، فإن حسبك في معنى كافيك، أي: الله يكفيك ويكفي من اتبعك، كما تقول العرب: حسبك وزيداً درهم، قال الشاعر ([1]):
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك سيفٌ مهنَّدُ
وهذا أصح التقديرين.
وفيها تقدير ثالث: أن تكون)) من ((في موضع رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك من المؤمنين، فحسبهم الله.
وفيها تقدير رابع، وهو خطأ من جهة المعنى، وهو أن تكون)) من ((في موضع رفع عطفاً على اسم الله، ويكون المعنى: حسبك اللهُ وأتباعُك. ([2]) وهذا وإن قاله بعض الناس، فهو خطأ محض، لا يجوز حمل الآية عليه؛ فإن الحسب و الكفاية لله وحده، كالتوكل والتقوى والعبادة، قال الله تعالى: ? وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ? (لأنفال:62)؛ ففرق بين الحسب والتأييد، فجعل الحسب له وحده، وجعل التأييد له بنصره وبعباده. وأثنى الله سبحانه على أهل التوحيد والتوكل من عباده حيث أفردوه بالحسب، فقال تعالى: ? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ? (آل عمران:173)، ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله فإذا كان هذا قولهم، ومدح الرب تعالى لهم بذلك، فكيف يقول لرسوله: الله وأتباعك حسبك، وأتباعه قد أفردوا الرب تعالى بالحسب، ولم يشركوا بينه وبين رسوله فيه، فكيف يشرك بينهم وبينه في حسب رسوله؟! هذا من أمحل المحال وأبطل الباطل.
¥