[ماهي النكتة في تقديم أسم الإشارة (هذا) في آية النمل وتأخيره في آية المؤمنين]
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 04:50 م]ـ
ما هي النكتة في تقديم اسم الإشارة (هذا) في قوله تعالى ((لقد وعدنا هذا نحن وءآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)) النمل68 بينما أُُُُُُخر في قوله تعالى ((لقد وعدنا نحن وءآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)) 83 المؤمنون
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Feb 2009, 07:22 م]ـ
تقدُّم اسم الإشارة "هذا" في سورة النمل وتأخره في السورة الأخرى؛لإشارة بلاغية قال أبو حيان رحمه الله: وجاء هنا تقديم الموعود به - يعني في سورة النمل -,وهو هذا ,وتأخر في آية أخرى على حسب ماسيق الكلام لأجله. فحيث تأكد الإخبار عنهم بإنكار البعث والآخرة ,عمدوا إليها بالتقديم على سبيل الاعتناء ,وحيث لم يكن كذلك،عمدوا إلى إنكار إيجاد المبعوث ,فقدّموا وأخروا الموعود به.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Feb 2009, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد 000
أحبتنا هل من مزيد0000؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 09:35 م]ـ
تتميما للفائدة 00يقول الألوسي في روح المعاني:
{لَقَدْ وُعِدْنَا هذا} أي الإخراج المذكور {نَحْنُ وَءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ} أي من قبل وعد محمد صلى الله عليه وسلم، وتقديم الموعود على {نَحْنُ} هنا للدلالة على أنه هو الذي تعمد بالكلام وقصد به حتى كأن ما سواه مطرح وعلاوة له كما ينبىء عن ذلك ذكر ما صدر منهم أنفسهم مؤكداً مقرراً مكرراً؛ وتأخيره عنه في آية سورة المؤمنين لرعاية الأصل، ولا مقتضى للعدول إذ لم يذكر هناك سوى اتباعهم أسلافهم في الكفر وإنكار البعث من غير نعي ذلك عليهم، والجملة استئناف مسوق لتقرير الإنكار وتصديرها بالقسم لمزيد التأكيد، وقوله تعالى: {إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الاولين} تقرير إثر تقرير.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Feb 2009, 08:47 ص]ـ
هذا السؤال طُرح على الدكتور حسام النعيمي في برنامج لمسات بيانية وهذه إجابته:
سؤال: ما سبب تقديم وتأخير هذا في سورة المؤمنون (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)) وسورة النمل (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68))؟
نحن عندنا نظام الجملة العربية: عندنا صورتان للجملة العربية: صورة المبتدأ والخبر والفعل ومرفوعه وما بعده. فيما يتعلق بالفعل ومرفوعه يأتي الفعل ثم الفاعل أو الفعل ثم نائب الفاعل ثم يأتي المفعول أو المفعولات يعني هكذا يأتي النظام. لما يكون مبتدأ وخبر أيضاً المبتدأ والخبر ثم لما تدخل إحدى النواسخ (كان وأخواتها) أيضاً النظام أنّ (كان) تأخذ إسمها أولاً لأن أصله مبتدأ ثم تأخذ الخبر ثم يأتي بعد ذلك ما يأتي من المعطوفات أو المفعولات هكذا هو النظام. نقول: كان زيدٌ ناجحاً وعمرو، تذكره بعد ذلك هذا الأصل. يمكن أحياناً أن نغيّر النظام لأن العربية لغة مُعربة فيجوز فيها تغيير النظام فبدل أن نقول كتب زيد رسالة على النظام يمكن أن نقول كتب رسالةً زيدٌ وهذا التقديم طبعاً له غرض بلاغي يعني كأن يُختلف زيد كتب رسالة أو قصيدة أو أقصوصة نقول لا زيد رسالةً كتب. لما يُقدّم ليس من أجل الوزن لأن الشاعر متمكّن يستطيع أن يتصرف لكنه يقدّم بغرض بلاغي لغرض معنوي.
لما ننظر في الآيتين، نحن دائماً نقول: يُنظر في النص لِمَ قدّم هنا هذا وأخّر هنا هذا؟ الآية الأولى في سورة المؤمنون (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (كُنّا) كان مع اسمها مثل كان زيد، (تراباً وعظاماً) مثل (كان زيد ناجحاً وكريماً) معطوف على الخبر مباشرة يعني نظام الجملة يأتي كما هو نجد أن النظام الذي جاء (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا) المفعول به جاء متأخراً وفق النظام وعندما يكون وفق النظام لا يُسأل عنه. أنت لا تسأل عن (كتب زيد رسالة) لا تسأل لِمَ أخّر رسالة؟ لكن السؤال في آية سورة النحل لِمَ غيّر النظام (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا). لاحظ الآية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) النمل) النظام في غير القرآن أن يقول: إءذا كنا نحن وآباؤنا تراباً، فلما قدّم تراباً المعطوف على المرفوع ولما يكون المعطوف عليه خبراً ينبغي أن يؤكد بضمير هذا الأفصح (كنت أنا وزيد مسافرين) حتى يكون الربط. منها هنا لأن المعطوف والمعطوف عليه ينبغي أن يتصلا لا أن يكون بينهما فاصل. هنا غيّر النظام فقال (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا) قدّم المنصوب وجعله فاصلاً بين المعطوف والمعطوف عليه فقدّم. فلما قدّم المنصوب قدّم (هذا) (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا) حتى يكون هناك نوع من التناسق. هنا تقدّم كأنه غيّر النظام وهنا تقدّم والله أعلم.