[فوائد تربوية وإيمانية ودعوية من تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى]
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعدُ:
فهذه مجموعة من الفوائد التربوية والإيمانية والدعوية من تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى اقتضتها حاجتنا لها جميعاً والتنبيه والوقوف عليها وأخذ العبر منها أثناء تلاوة كتاب ربنا والمرور عليه وتدبره، أو حتى قل أثناء تفسيره ومطالعة معانيه وتفهم أسراره فإنه قَلَّ من ينبه على مثل ذلك ويتفطنه ويرشد إليه في كتب التفاسير ...
لهذا رأيتُ جمعها وإفادة إخواني بها إذ المؤمنون إخوة، ولا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ...
فائدة تربوية
في قصة خلق آدم
قال الشيخ رحمه الله عقب تفسيره لقصة خلق آدم وأمره الملائكة بالسجود له: وفيه أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة.
قلتُ: وهذا أخذه الشيخ من سؤال الملائكة ربهم عن حكمة خلق آدم وقولهم (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
فائدة تربوية
في تفسير قول الله {بعضكم لبعض عدو}
قال الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} قال: أي: آدم وذريته أعداء لإبليس وذريته.
ومن المعلوم أن العدو يجد ويجتهد في ضرر عدوه وإيصال الشر إليه بكل طريق، وحرمانه الخير بكل طريق.
ففي ضمن هذا تحذير بني آدم من الشيطان كما قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}.
فائدة إيمانية
في تفسير قوله {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
قال الشيخ رحمه الله: {وَإِنَّهَا} أي: الصلاة {لَكَبِيرَةٌ} أي: شاقة {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
فإنها سهلة عليهم خفيفة لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحا صدره لترقبه للثواب وخشيته من العقاب.
بخلاف من لم يكن كذلك فإنه لا داعي له يدعوه إليها وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته , وسكونه لله تعالى , وانكساره بين يديه , ذلا وافتقارا, وإيمانا به وبلقائه.
ولهذا قال {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} أي: يستيقنون {أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} فيجازيهم بأعمالهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات وزجرهم عن فعل السيئات
فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات.
ومن لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.
فائدة تربوية
في قوله تعالى {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}
قال الشيخ رحمه الله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا} بأن ارتكبوا معاصي الله {وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} على عباد الله , فإن المعاصي يجر بعضها بعضاً.
فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير, ثم ينشأ عنه الذنب الكبير, ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر وغير ذلك , فنسأل الله العافية من كل بلاء. اهـ
فائدة دعوية
في سياق الآيات الذامة لبني إسرائيل
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
قال الشيخ: وهذه طريقة القرآن , إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام , فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم , لأنه تنزيل ممن يعلم الأشياء قبل وجودها , ومن رحمته وسعت كل شيء.
وذلك - والله أعلم - أنه ذكر بني إسرائيل وذمهم , وذكر معاصيهم وقبائحهم , ربما وقع في بعض النفوس , أنهم كلهم يشملهم الذم.
فأراد الباري تعالى أن يبين من لا يلحقه الذم منهم بوصفه.
¥